يعد الأزهر الشريف خير من يتمثل فيه قول الله عز وجل "وكذلك جعلناكم أمة وسطا" وكذلك قول الله سبحانه وتعالى كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولقد عودنا الأزهر الشريف على الوسيطة في كل شيئ في المعاملات في مناهجه في دعوته في أسلوبه في معالجته للأمور. مؤسسة الأزهر تقوم بدور تنويري وهذا تجده واضحاً عند كل من تعامل مع المشايخ الأزهريين أو أخذ بالمنهج الأزهري فلا تجد عنده تشدداً ولا تسيباً ليس جامداً على الموجود ولا رافض له بل مقراً به ويزيد عليه. موقع "أخبار مصر" www.egynews.net أجرى حواراً مع الدكتور إبراهيم أمين من علماء الأزهر الشريف حول كيف يواجه الأزهر الشريف الأفكار المتطرفة. نص الحوار. *** في البداية كيف ترى الهجوم المستمر داخلياً وخارجياً على هذه المؤسسة العريقة؟ الكل يعترف أن الأزهر الشريف هو العمود الفقري للعالم الإسلامي لذلك تتوجه إليه أفكار الحاقدين والحاسدين لتسيسه أو تنقيصه أو تبخيسه أو تشتيته أو استخدامه لفئة معينة وكل ذلك لا يصلح مع الأزهر الشريف. فالأزهر الشريف ليس لمصر فقط ولا للأنظمة فقط ولا للشعوب فقط الأزهر الشريف خير من يتمثل قول الله عز وجل "الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله". هكذا رأينا القمم في الأزهر الشريف والأئمة الكرام رأيناهم لكل العالم لكل الفئات يبلغون رسالات الله وليس رسالات أحد معين ولا فكر معين. *** هل ترى أن مناهجه في حاجة إلى تطوير بما يتلائم مع طبيعة العصر؟ التطوير بمعنى الإضافة أهلاً وسهلاً به لكن إذا كان التطوير بحذف الآيات أو الأحاديث أو حذف أبواب معينة من الفقه فهذه جنايه على الأزهر وليس تطويراً ولعل البعض يتعلل بأن هذه الآيات يفهمها الغرب فهماً خاطئاً فالواجب علينا ان نقدم لهم الفهم الصحيح للآيات لا أن نحذفها ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم "بلغوا عني ولو آيه" ويقول "رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه" إذا ينبغي علينا أن نحمل الفقه للناس وأن نفهمهم أن آيات الجهاد في القرآن لا يفهم منهم القتال فقط إنما القتال نوع واحد من أنواع الجهاد الكثيرة كقيام الليل وصيام النهار وبر الوالدين وكل الأعمال الصالحة تندرج تحت كلمة "الجهاد" أما القتال عندنا ففي كل آيات القرآن الكريم لا يكون إبتداءً ولا إعتداءً وإنما رد إعتداء ودفاع عن النفس والمال والعرض والوطن والدين وكل هذا تقول به مواثيق الدول والأمم المتحدة. إذا فالواجب علينا أن نفهم الآخر ديننا ومنهجنا لا أن نحذف منه حتى يرضى ولن يرضى كما أخبرنا ربنا. *** لماذا يربط البعض بين الإرهاب والأزهر الشريف؟ كما يقول المثل الشعبي "ملقاش في الورد عيب قاله يا احمر الخدين" وأعود فأقول كيف يوصف بالإرهاب من يحاربه؟ كيف يوصف بالإعتداء من يحرمه ويجرمه الأزهر منارة العدل والعلم والحب هو الذي درسنا فيه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخية ما يحب لنفسه درسنا فيه لا يؤمن أحدكم حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه والجار قد يكون كافراً فكيف يأمرنا الأزهر الشريف بهذه الألوان من الحب ثم يعود غبي أو مستغبن أو مستغل أو ممول فيقول قولة الكذب أن الأزهر إرهابي حاشا لله أن أطلب من العالم كله تشرفوا بإنتسابكم للأزهر الشريف شرفوا أنفسكم بكونكم تحت راية الأزهر ستجدون فيه الأمن والامان والمحبة والأخوة التى يقوم عليها المجتمع الإنساني والإسلامي وغيره. *** وماذا عن أهمية جولات الإمام الأكبر للغرب لتوضيح حقيقة الإسلام والرد على كل الإستفسارات مباشرة؟ خطوة على طريق النجاح تأخرت كثيراً وهي قليل من كثير وذرة من مجرة نحتاجها لإيصال المفاهيم الصحيحة للآخر كذلك كنت أتمنى أن تكون جولات فضيلة الإمام الأكبر لجامعاته التى أنشاها في العالم فيخرج إلى جامعاته موجهاً ومعلماً ومكرماً لملايين الطلاب في كل بلاد العالم كما يوجد عدنا في مصر الجامعة الأمانية والأمريكية والفرنسية فلماذا لا تكون لنا جامعات أزهرية في كل بلد أجنبي؟. فنتحصل على ملايين من مشايخ الأزهر في كل ابلاد فينشرون الفكر الوسطي. *** هل علماؤنا في حاجة إلى تطوير أنفسهم لمواجهة الأفكار الغربية الدخيلة على الإسلام؟ نعم نحتاج إلى ربط القديم بالحديث والصغير بالكبير والتلاميذ بالشيوخ لينتقل التلميذ من القراءة في الملزمات للقراءة في امهات الكتب والمصادر الرئيسية للعلم فيكون مبتكراً مؤلفاً مستنبطاً يضيق إلى من تقدم وذلك عندما توفر له البيئة اللازمة للابداع الإبتكار والإستنباط والإختيار. أما إذا كان الأمر مجرد وظيفة أو لم يلتقي الأساتذة الكبار أو ليست عنده مكتبة ولم تيسر له سبل المذاكرة فإننا سنكون ساعتها في نكسة حقيقية. أيضاً لابد من ربط العلماء جميعاً كبيراً وصغيراً بأنواع الإعجاز العلمي ليقف الجميع على جمال وكمال القرآن والسنة وصدقهما. *** هل إختلفت طبيعة الطالب عن الأزمنة السابقة؟ نعم كثير جداً لذلك نهيب بالمؤسسات كلها أن تكون في عون الطالب في كيفية تدريس المنهج واختياره فلايمكن ابداً أن يدرس الآخر علوم الفلك ونحن مازلنا كل ثقافتنا حول الكارتون واللعب في الشوارع هل هذه أمة؟ هل هذا طالب؟ هل هذا منهج؟ أتقوا الله في مصر أتقوا الله في مصر أتقوا الله في مصر. *** لماذا تغيرت الأخلاق في الشارع المصري؟ يقول صلى اله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" الشارع المصري عنوان للأسرة للمدرسة للجامعة للتوجه العام للدولة والشارع لابد أن تضبط أخلاقه بالقانون حين غاب القانون عن الشارع عمل الناس مايشاءون وكان قانونهم مصلحتهم وهذا يضر بالاخرين حتى في قانون المرور لم نلتزم به لأن القانون لايفعل ولو أننا وضعنا بعض الكاميرات لنضبط الشارع المروري وما كانت هناك رشاوى رحم الله سيدنا عثمان الذي قال "إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن". *** أين دور الأسرة التى كانت تربي وتعلم وتكبر؟ دور الأسرة حين تربى على أخلاق الكتاب والسنة العيب والحرام والحلال والجنة والنار ورضاء الله تعالى هذه ألفاظ افتقدناها في الأسرة أصبحت المرجعية في الأسرة الأفلام والمسلسلات والكارتون والإعلانات الوقحة المنحطة التى نالت من أخلاقنا بلا شك نسأل الله الهداية والقبول. *** أين دور المؤسسات التى تعلم ومنظومة العمل في الدولة؟ المؤسسات الآن إلا من رحم ربي الكثيرين من الموظفين يعتبروا الرشوة حقاً له وساءني جداً أن سمعت هذا بالفعل من بعض الموظفين وهذا بالضغوط التى فيها الشعب وعدم التربية على الحلال والحرام والخوف من الله عز وجل وعدم وجود الرجل الصالح في المؤسسة الذي يتعقب هذه المفاسد. *** هل سبب ما وصلنا إليه الآن من إنحطاط في مستوى الحوار هو بالفعل الإعلام والإنترنت؟ نعم بدرجة كبيرة ولكن هناك من المسئولين في موقعهم من يضيع هذا الفساد ويستبدله بالصلاح فيأتي بالصالحين ويعاقب الفاسدين فيتحول الفاسدون إلى صالحين فلا نلقي كل اللوم على هذه الأجهزة ولا نبرأ ساحتها فهي مسئولة ونحن مسئولون أيضاً (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو القى معايره). *** لماذا تقدم الغرب وحتى الدول العربية الحديثة ومازلنا نحن محلك سر؟ الغرب أخد بالأسباب فتقدم وهذا من عطاء الربوبيه ونحن عطلنا الأسباب واستمتعنا بالتسول والإستهلاك واصبحنا أمة مستهلكة فكنا سوق لهم وحقل تجارب فلنفق من رقدتنا ونزرع ونصنع وننتج ونعمل ونتحابب ونتواصل ونعتصم بحبل الله جميعاً ولا نتفرق هذا هو سبيل النجاح وليكن هدفنا تقدم مصر لا أنفسنا.