قرر وزراء الخارجية العرب خلال اجتماع أمس الجمعة بمقر الجامعة العربية في القاهرة اعتبار (حزب الله) اللبناني المدعوم من إيران "منظمة ارهابية". وأدان الوزراء العرب تصريحات مسئولي إيران التحريضية ضد الدول العربية، وطالبوا طهران بالكف عن التصريحات العدائية والاستفزازية ووقف الحملات الإعلامية ضد العرب باعتبارها تدخلا سافرًا في الشئون الداخلية لهذه الدول. ودعوا في قرار لهم في ختام اجتماع الدورة ال145 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، إيران إلى الكف عن السياسات التي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والامتناع عن دعم الجماعات التي تؤجج هذه النزاعات في دول الخليج العربي. وطالبوا إيران أيضا بإيقاف دعم وتمويل الميليشيات والأحزاب المسلحة في الدول العربية وأدانوا الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة السعودية في طهران وقنصلياتها في مدينة مشهد، محملين إيران مسئولية ذلك. كما أدانوا استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسي، مؤكدين تأييدهم كافة الاجراءات والوسائل السلمية التي تتخذها الامارات لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة. واستنكروا تدخلات ايران المستمرة فى الشأن الداخلى لمملكة البحرين وذلك من خلال مساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الاسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية ومواصلة التصريحات على مختلف المستويات لزعزعة الامن والنظام والاستقرار وتأسيسها لجماعات إرهابية بالمملكة ممولة ومدربة من الحرس الثورى الايرانى وحزب الله الارهابى". كذلك ندد الوزراء العرب بتدخلات إيران في الشأن اليمني عبر دعمها للقوى المناهضة لحكومة اليمن الشرعية وانعكاس ذلك سلبا على امن اليمن ودول الجوار. وكلفوا الأمين العام للجامعة نبيل العربي بمواصلة التنسيق مع وزراء خارجية اللجنة الرباعية المشكلة من الإمارات رئيسًا والبحرين والسعودية ومصر لوضع خطة تحرك عربية للتصدي لتدخلات ايران في المنطقة. فيما تحفظت دول العراقولبنانوالجزائر على بعض بنود القرار العربي، حيث قالت الأولى" مع إدانتنا الشديدة للتدخلات في الشأن الداخلي لبعض الدول العربية، فإننا نتحفظ على عنوان القرار الخاص بالتدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية بالإضافة إلى التحفظ على ذكر حزب الله اللبناني أينما ورد في القرار". بينما قالت لبنان "إن موقفنا هو التحفظ على ذكر حزب الله ووصفه بالإرهابي، لا يمكن الموافقة على الامر كونه خارجا عن تصنيف الأممالمتحدة وغير متوافق مع المعاهدة العربية لمكافحة الإرهاب". وأضاف أن " حزب الله مكون أساسي في لبنان ولديه كتلة نيابية وزارية في المؤسسات الدستورية الحكومية". أما الجزائر فدعت إلى " التقيد بقوائم الأممالمتحدة في تصنيف الجماعات الإرهابية التي لا تشمل التشكيلات السياسية المعترف بها وطنيا ودوليا، والتي تسهم في المشهد السياسي والاجتماعي الوطني، والتزام الجميع سواء كانت حكومات أو أحزاب بعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول طبقا لميثاق الأممالمتحدة وميثاق الجامعة العربية". ويأتي قرار وزراء الخارجية العرب بتصنيف حزب الله اللبناني "منظمة إرهابية" بعد أسبوع من قرار مماثل اتخذه مجلس التعاون الخليجي. وجاء القراران في أعقاب وقف السعودية مساعدات عسكرية للبنان بسبب مواقف "مناهضة" لها حملت مسؤوليتها لحزب الله. وبدأ التوتر بين السعودية ولبنان بعد امتناع الأخيرة عن التصويت على بيانين صدرا عن اجتماعين للجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي على المستوى الوزاري، أدانا الاعتداء على سفارة الرياض في طهران. وفي إطار هذا التوتر نأت خمس دول خليجية هي السعودية والإماراتوالبحرين وقطر والكويت بنفسها عن قرار وزراء الخارجية العرب بشأن "التضامن مع لبنان". وتضمن القرار تجديد التضامن الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي لحكومته بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية، وتأكيد حق اللبنانيين في تحرير مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، وحقهم في مقاومة أي اعتداء بالوسائل المشروعة. وأبدى وزراء الخارجية العرب دعمهم لموقف لبنان في مطالبته المجتمع الدولي تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 عبر وضع حد نهائي لانتهاكات إسرائيل وتهديداتها الدائمة له ولمنشآته المدنية وبنيته التحتية.