تسعى مصر دائما للتأكيد على ضرورة العيش فى سلام حيث لاتتحقق رفاهية الشعوب وحياتها المطمئنة المستقرة ..إلا بالسلام .. وتحرص مصر دائما على التأكيد بانها دولة سلام لا تؤيد الحرب ، ولا تؤيد انتشار أسلحة الدمار الشامل ، سواء كانت نووية أو كيميائية أو غيرها. ومن منطلق التزام مصر بقواعد الشرعية الدولية والحفاظ على علاقات طيبة مع كافة أطراف الصراع دون المساهمة فى تعقيده ، تسعى مصر للمشاركة فى قوات حفظ السلام .. وتحرص مصر دوما على تأكيد أهمية انتشار السلم و الأمن فى دول الجوار عموما وربوع القارة الأفريقية بصفة خاصة, مؤكدة على دور كل أبناء القارة فى الحفاظ على أمنها وضرورة أن يبذل الجميع قصارى جهده للتوصل إلى تسوية سلمية للمشاكل القائمة بين الدول المتجاورة فى إطار الحوار بعيدا عن العنف والتهديد بالقوة وبمنأى عن التدخلات الأجنبية التى تعصف بأمن الشعوب واستقرارها ورخائها والتى تعمق الخلافات وتزرع التناقضات والأحقاد محل الوفاق والوئام . وفى سبيل تحقيق هدف مصر بدعم ركائز الاستقرار السياسى لدول القارة شاركت مصر فى العديد من عمليات حفظ السلام الدولية بدءا من عام 1960.. نذكر من من بين تلك المشاركات : المشاركة فى قوات حفظ السلام فى الكونغو أثناء فترة الحرب الأهلية خلال الفترة من 1960-1961 بعدد2 سرية مظلات بلغ عدد أفرادهما 258 فرداً . كما شاركت فى قوات حفظ السلام فى الصومال بكتيبة مشاة ميكانيكى مخفضة ضمت 240 فرداً فى الفترة من ديسمبر 1992 إلى مايو 1993 . وفى الفترة من مايو 1993 وحتى فبراير 1995 بلغ عدد القوات المصرية المشاركة 1680 فرداً مكونة من قيادة لواء وعدد 3 كتيبة مشاه ميكانيكى كانت مهمتها حماية مطار مقديشيو وتدريب عناصر الشرطة الصومالية . وفى الفترة من يونيو 1998 وحتى مارس 2000 قامت مصر بإرسال سرية مشاة ميكانيكى قوامها 125 فرداً ووحدة ادارية ووحدة طبية بحجم 294 فرداً وذلك ضمن بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام بأفريقيا الوسطى . كما شاركت مصر فى قوات حفظ السلام بأنجولا بعدد 28 مراقب عسكرى على فترات متباعدة خلال الأعوام 1991-1999 . وفى موزمبيق شاركت مصر بعشرين مراقب عسكرى فى الفترة من فبراير 1993 وحتى يونيو 1995 . كما شاركت ب15 مراقباً عسكرياً بليبيريا خلال الفترة ديسمبر 1993 سبتمبر 1997. وأيضاً شاركت بعشرة مراقبين عسكريين فى رواندا . كذلك شاركت فى جزر القمر بثلاثة مراقبين فى 1997 1999 . ومازالت مصر تشارك حتى الآن بقوات لها فى عدد من الدول الأفريقية من بينها: الصحراء الغربية منذ سبتمبر 1991 وحتى الآن هناك 19 مراقباً عسكرياً . ومن سبتمبر 1998 وحتى الآن هناك تسعة مراقبين عسكريين فى سيراليون . وفى الكونغو الديمقراطية تشارك مصر ب28 مراقباً عسكرياً من نوفمبر 1999 تم دعمها بسرية إشارة قوامها 110 فرداً. ومنذ ديسمبر 2003 وحتى الآن هناك ثمانية مراقبين عسكريين فى ليبيريا وفى بوروندى هناك عدد اثنين مراقبين عسكريين من سبتمبر 2004 وحتى الآن. ومنذ اندلاع الصراع فى دارفور ، كانت القوات المصرية أولى القوات المشاركة فى حفظ السلام فى إقليم دارفور بالسودان، ففى أغسطس 2004 قامت بإرسال 34 مراقبا عسكريا وثلاثة ضباط هيئة قادة وذلك ضمن قوات الحماية التابعة للاتحاد الأفريقى بدارفور، هذا بخلاف المشاركة ببعثة الأممالمتحدة بالسودان وتقدر ب 1046فرداً. ولم يقتصر دور مصر على المشاركة بقوات حفظ السلام فى مناطق النزاع ففى سبيل دعم جهود حفظ السلام بالقارة ، قامت مصر بإنشاء واحداً من أهم المراكز الإقليمية للتدريب الإقليمى على عمليات حفظ السلام للتدريب على حل الصراعات وحفظ السلام فى أفريقيا وذلك فى عام 1995 لتدريب نحو 200 طالب سنوياً، من الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية والإنجليزية والبرتغالية بهدف تعزيز التعاون والتفاعل بين المجموعات اللغوية والثقافية فى أفريقيا، ويتعاون المركز تعاوناً وثيقاً مع آلية الاتحاد الأفريقى لمنع المنازعات وأيضاً مع عدد من مؤسسات حفظ السلام ومن بينها مركز بيرسون لحفظ السلام . كما كان لمصر السبق فى الدعوة إلى إنشاء آلية فض المنازعات الأفريقية حيث تم إنشاؤها خلال فترة رئاسة مصر لمنظمة الوحدة الأفريقية عام 1993 واستمرت مصر فى تقديم كل دعم وعون لها. كما شاركت مصر أيضاً فى كافة الجهود الأفريقية غير الحكومية لتسوية المنازعات داخل القارة .. ومع تحول منظمة الوحدة الأفريقية إلى الاتحاد الأفريقى ، تم إنشاء آلية جديدة لتسوية الصراعات بدلاً من آلية منع وإدارة وحل الصراعات وهو ما تمثل فى إنشاء مجلس السلم والأمن الأفريقى الذى قامت مصر بالتصديق والموافقة على بروتوكول إنشائه فى 25 يناير 2005 ، كما تولت مصر رئاسته خلال شهر ديسمبر 2006. وهكذا تؤكد مصر دوما على علاقات حسن الجوار بين الأشقاء الأفارقة وبذل الكثير من الجهد لتحجيم النزاع وإحتواء المواقف الخلافية بينهم سعيا وراء الامن والاستقرار ونشر السلام ..