هل يمكن تقسيم «داعش»؟.. الإجابة: نعم. (1) ربما يكون عام 2016 هو عام تقسيم «داعش».. وربما يكون بداية النهاية لهذا التنظيم الأكثر إساءة للإسلام فى القرون الأخيرة. لقد تمدّد تنظيم «داعش» على مساحاتٍ واسعة فى العراقوسوريا تصل إلى أضعاف مساحة لبنان.. وتخضع نصف مساحة سوريا لسلطة «داعش».. بينما تخضع عدة مدن ومحافظات فى العراق للسلطة ذاتها. لقد بدتْ «داعش» حركة غامضة منذ بداياتها وحتى الآن.. يقول البعض إن ««داعش» إيرانية.. ويقول آخرون إنها أمريكية، ويقول ثالثون إنها قطرية تركية.. وتقديرى أن «داعش» شركة مساهمة، تشترك فيها عدة أجهزة مخابرات حتى ليكاد يكون من المستحيل معرفة المُلاّك الحقيقيين للأسهم، أو تتبُّع حركتها.. أو رصْد العمليات المعقدة للبيع والشراء. (2) هل بدأ العدّ التنازلى للشركة المساهمة.. وهل سيكون العالم إزاء بداية خريف «داعش»؟ ثمّة ما يدعو للتفاؤل فى هذا السياق.. فقد فقدت «داعش» فى عام 2015 ثُلث مساحتها.. و«داعش» 2016 هى ثُلثا «داعش» 2014.. كما أن الهجرة من «داعش» أوشكت أن تتساوى مع الهجرة إلى «داعش».. والمقاتلين القادمين ربما لا يزيدون كثيراً على المقاتلين الخارجين. بعض الداعشيين الخارجين عادوا إلى موطنهم الأصلى، وبعضهم انتقل إلى ميدانٍ آخر للقتال.. وبعضهم كان المال دافعاً أساسياً لهم فيمن يمكن تسميتهم ب«مرتزقة الجهاد».. وقد تراجع دخل هؤلاء إلى الحد الذى جعل البقاء غير ذى جدوى اقتصادية. ولقد تأثرت «داعش» بشكل واضح من الهجرة العكسية لمرتزقة الجهاد الذين اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً. (3) ثمّة ما يدعو للاهتمام فى هذا السياق.. وهو الأداء العسكرى الكردى.. المذهل والمثير. فلقد استطاع المقاتلون الأكراد الصمود فى «كوبانى»، ما لفت أنظار العالم إلى صلابة المقاتلين الأكراد فى مواجهة «داعش» بكل عنفها وانفلاتها.. وأسلحتها. ولقد تمكنت القوى الكردية من عبور نهر الفرات.. دون أن تكترث بتهديدات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.. وانتقلت القوى الكردية من اعتمادها على الدعم الجوى الأمريكى شرق الفرات إلى الدعم الروسى غرب الفرات. يتحدث الأكراد وحلفاؤهم العرب عن خطة لتطويق «داعش» من الجبهات الثلاث؛ الشمالية والغربية والجنوبية.. ويهدفون إلى فصْل تركيا عن «داعش» تماماً.. عبر منطقة كردية فاصلة بين تركيا و«داعش». يرى الأكراد أن فصْل تركيا عن «داعش» سيؤدى إلى وقف الإمداد بالمال والنفط والمقاتلين، ما سيؤدى إلى الموت البطىء ل«داعش».. حيث لن تملك «داعش» إزاء حصار الجبهات الثلاث وقطع الصلة مع تركيا إلا الاستسلام أو الفناء أو الهروب إلى تركيا. (4) لا تريد واشنطن أن تخرج حليفتها تركيا بدعمِها التام للأكراد.. ولكن واشنطن لم تمنع لجوء الأكراد إلى روسيا من أجل الغطاء الجوى للقوات الكُردية.. كما أن الولاياتالمتحدة لم تُردّ بالشكل الكافى على تهديد موسكو بقصف القوات التركية إذا توغلّت فى سوريا لمجابهة القوات الكردية التى تقاتل «داعش». (5) تتهم تركيا الأكراد بالإرهاب.. والانتماء إلى حزب العمال الكردستانى الذى تتهمه أنقرة بالإرهاب.. ويرى الأكراد أن القضاء على «داعش» لا بد أن يتضمن تمديد مساحة عمل القوات الكردية.. والفصل الجغرافى بين «داعش» وتركيا.. ثم عمل «اختراقات» بعد «الفصل» تؤدى إلى تقطيع أوصال «داعش». (6) إن «عملية تقطيع أوصال داعش».. هى الخطة الأفضل لوضع نهاية لهذا التنظيم الكارثى.. وسواءً أكانَ الأكراد وحدهم أم مع غيرهم.. أم كان غيرهُم وحدهَم.. من يقومون بخطة «تقطيع الأوصال».. فإن ذلك يفتح باب الأمل لوأدِ «داعش» فى المنبع.. قبل ملاحقتها فى المصبّ. لقد باتتْ «داعش» حاضرةً فى دولٍ عديدة.. لكن تجفيف المنابع بإنهائها فى العراقوسوريا.. إنما يمهد الطريق لصحوةٍ إسلاميةٍ.. تأتى على فكر التكفير.. إنهاءً وإلغاءً.. من أجل الدين والدنيا. حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر