قام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بزيارة خاطفة الى الجزائر تهدف الى اقامة "شراكة" سياسية واقتصادية مع هذا البلد بعيدا عن وطأة التاريخ واحداثه الصاخبة بين البلدين. وهي اول رحلة يقوم بها ساركوزي خارج اوروبا منذ دخوله الى قصر الاليزيه في 16 مايو، وقد بدأها في الجزائر وانتقل بعدها الى تونس تعبيرا عن الاولوية التي تعطيها فرنسا لعلاقاتها مع جيرانها من جنوب حوض المتوسط. ولم تؤد هذه الزيارة التي استمرت بضع ساعات الى نتائج ملموسة وانما اعلن خلالها عن زيارة دولة سيقوم بها ساركوزي للجزائر في نوفمبر. وقال ساركوزي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ان معاونين مقربين من الرئيسين سيعدان لهذه الزيارة الثانية حتى تثمر عن "نتائج عملية وملموسة". واعتبر ساركوزي انه "يمكن اقامة صداقة بدون معاهدة صداقة". ووصل ساركوزي قبيل الظهر برفقة وزير الخارجية برنار كوشنير وسكرتيرة الدولة لحقوق الانسان راما ياد الى مطار هواري بومدين شرق العاصمة حيث كان في استقباله نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وبعد الاستقبال الرسمي، توجه الرئيسان الى المقر الرئاسي في زرالدة على الشاطئ الغربي للعاصمة، سالكين طريقا تمتد على طول ثلاثين كلم زينت باعلام جزائرية وفرنسية ولكن غابت عنها الحشود الشعبية. وقال ساركوزي "نقل الي الرئيس بوتفليقة عزم الجزائر على التحضير لمرحلة ما بعد المحروقات ورغبتها في ان تعتبر شريكا اقتصاديا" لفرنسا. واعلن بدوره عن "عزم فرنسا على التعاون مع الجزائر في مجال الطاقة" ذاكرا تحديدا الغاز والطاقة النووية. وقال خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع بوتفليقة -الذي لم يتكلم - "ان ساعتينا اشارتا الى التوقيت ذاته تماما" بشأن كل هذه النقاط. واعلن ساركوزي ايضا انه يعتزم تنظيم لقاء لرؤساء دول وحكومات بلدان حوض المتوسط "في الفصل الاول من العام 2008" من اجل "تجسيد مشروع الاتحاد المتوسطي هذا". وقال انه "اراد الاطلاع على رأي ونصائح" الرئيس الجزائري، مؤكدا ان هذا المشروع لن يحل محل المنظمات الاقليمية القائمة بل يهدف الى "بناء السلام والتنمية" مثلما فعل الاوروبيون قبل ستين عاما. وتلزم الجزائر حتى الان حذرا شديدا بشأن هذا المشروع الهادف الى جمع دول حوض المتوسط التي يعتبرها ساركوزي غير مؤهلة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي لكنه يمكن لاوروبا ان تستعيض عن ذلك باقامة علاقات مميزة معها.