أظهرت دراسة أمريكية أجريت مؤخراً أن عدم شعور المرء بالتعاطف أو الشفقة تجاه الآخرين قد يكون ناجماً عن تلف أحد الأجزاء الدماغية لديه، ليبدو كفرد لا يراعي الجوانب الإنسانية في القضايا التي تواجهه. قام فريق ضم باحثين من معهد كاليفورنيا للتقانة (كالتيك) وجامعة هارفارد، يعاونهم مختصون من جامعتي أيوا و سذرن كاليفورنيا بإجراء دراسة شملت ثلاثين شخصاً كان ستة منهم قد خضعوا في السابق لإجراءات جراحية بغرض استئصال أورام في منطقة الفص الجبهي الأمامي من الدماغ، كما ضمت العينة 12 من المصابين بتلف في مناطق أخري من الدماغ إلي جانب ذلك حرص الباحثون علي أن تشمل عينة الدراسة 12 شخصاً من الأصحاء ليشكلوا مجموعة المقارنة. وتضمنت الدراسة طرح خمسين سؤالاً علي كل مشارك حيث طلب إليه الإجابة عنها بنعم أو لا وقد طرحت بعض الأسئلة قضايا أخلاقية جدلية مما يصعب اتخاذ القرارات بشأنها خلال وقت قصير. وتشير نتائج الدراسة التي نشرتها دورية طبيعة إلي أن الأشخاص الذين عانوا من تلف في الفص الجبهي الأمامي من الدماغ كانوا سريعين في الإجابة عن الأسئلة التي تتطلب اتخاذ قرارات صعبة في مسائل ذات بعد أخلاقي إلا أن إجاباتهم لم تراع الجانب الإنساني في تلك القضايا وانحازت إلي تحقيق المنفعة العامة. وبحسب ما أوضح الباحثون فعلي الرغم من أن عدداً من المشاركين لم يستطيعوا تحديد إجابات لبعض الأسئلة التي تطلبت اتخاذ قرارات قاسية من الناحية الإنسانية إلا أن المرضي الذين كانوا يعانون من تلف الفص الجبهي- الأمامي تمكنوا من الإجابة عن تلك الأسئلة بسرعة ودون تردد. ويعلق علي نتائج الدراسة البروفيسور رالف أدولفس المختص بعلم النفس وعلوم الأعصاب معهد كالتيك قائلاً يختلف حكم هؤلاء المرضي علي الأمور مقارنة معا لأشخاص الآخرين موضحاً بأن معاناة الفرد من تلف في هذا الجزء من الدماغ أدي إلي تأثر عاطفته الاجتماعية، ما جعله يفتقر إلي الإحساس بالشفقة والتعاطف تجاه الآخرين.