رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وحلف شمال الأطلسي "الناتو" والإتحاد الأوروبي بتوقيع الاتفاق السياسي بين الفرقاء الليبيين، بمدينة الصخيرات المغربية بعد ماراثون استمر أكثر من 14 شهرا من المفاوضات والجولات المكوكية بمدينة الصخيرات. فقد أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ترحيبه "بحرارة للتوقيع التاريخي" على الاتفاق السياسي بين الفرقاء الليبيين من قبل المشاركين في الحوار الليبي الذي جرى في الصخيرات خلال وقت سابق، يوم الخميس، داعيا مجلس الرئاسة إلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني. وقال بان كي مون – في بيان له – إن التوقيع على الاتفاق السياسي في ليبيا سيؤدي إلى إقامة حكومة وفاق واحدة ومؤسسات وطنية من شأنها أن تضمن تمثيلا واسعا. وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة "إنها خطوة حاسمة على طريق انتقال ليبيا من المرحلة الانتقالية إلى ما بعد الثورة بعد شهور من الاضطراب وعدم اليقين" وأهنئ الشعب الليبي بهذا الإنجاز المهم. وعبر بان كي مون عن أمله في أن يضع التوقيع على الاتفاق السياسي ليبيا مرة أخرى على طريق بناء دولة ديمقراطية، تقوم على مبادئ الشمول وحقوق الإنسان وسيادة القانون. وأكد أن "الباب سيبقى مفتوحا لأولئك الذين يرغبون في الانضمام إلى طريق السلام. وسنواصل العمل على توسيع قاعدة الدعم للحكومة الجديدة". وأثنى الأمين العام للأمم المتحدة على المشاركين في الحوار من مختلف المسارات، وعلى عملهم الشاق خلال العام الماضي، وعن استعدادهم لوضع المصلحة الوطنية فوق الاهتمامات الأخرى. ورأى بان كي مون أن "الاتفاق ليس غاية في حد ذاته"، وقال "يجب على مجلس الرئاسة الآن تشكيل حكومة الوفاق الوطني، والاستعداد لبحث الاحتياجات ومواصلة العمل في طرابلس". ودعا الأمين العام للأمم المتحدة المشاركين في الحوار السياسي الليبي وجميع الأطراف السياسية الفاعلة إلى "توفير الأمن وخلق بيئة مواتية لتمكين الحكومة من تحمل مسؤولياتها في طرابلس دون تهديد أو ترهيب". وأشار بان كي مون في ختام بيانه بالقول إن "الطريق أمامنا سيكون صعبا. ولكن أود أن أطمئن الشعب الليبي أن الأممالمتحدة ستكون على تواصل مستمر لمرافقة عملية دعم الحكومة في الأوقات المقبلة". من جانبه، رحب الإتحاد الأوروبي بتوقيع الفرقاء الليبيين على الاتفاق السياسي يوم الخميس، بمدينة الصخيرات في المغرب. وقالت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني – في تصريح صحفي – إن هذا الاتفاق هو بداية ولكن الطريق ما يزال صعبا أمام تحقيق السلام في ليبيا. وأعادت موجيريني التأكيد على تصميم الإتحاد الأوروبي تقديم الدعم المالي الموعود لليبيا بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وذكرت موجيريني، أن الاتفاق بين الأطراف الليبية برعاية الأممالمتحدة يدل على أن الدبلوماسية الدولية والأوروبية والإيطالية قد أعطت ثمارها بالفعل. وبدوره، رحب حلف شمال الأطلسي "الناتو" بالاتفاق السياسي الموقع بين الفرقاء الليبيين بمدينة الصخيرات المغربية يوم الخميس. ووصف الأمين العام للحلف ينس ستولتنبيرج – في بيان له – الاتفاق بأنه "خطوة ذات دلالة على طريق بسط الاستقرار والسلم لشعب ليبيا". وأضاف ستولتنبيرج إن حلف شمال الأطلسي "الناتو" يتطلع إلى تنفيذ اتفاق الصخيرات وتشكيل حكومة وحدة وطنية ليبية.