يوافق غدا الخامس من يونيو الذكرى ال37 لإعادة افتتاح قناة السويس عام 1975أمام حركة الملاحة الدولية بعد ثمانية أعوام أغلقت فيها القناة بسبب العدوان الإسرائيلى الذى تعرضت له مصر فى نفس هذا التاريخ عام 1967 . وتعتبر قناة السويس أهم شريان مائى للتجارة العالمية ,واهم وسيلة نقل بترول من الشرق الى الغرب منذ أن تم افتتاحها وتتميز بتوفير الوقت والمسافة والتكلفة وتستخدم قناة السويس فى نقل 7% من تجارة العالم المنقولة بحرا , و35% ينقل من والى موانىء البحر الأحمر والخليج العربى , بينما 20% من والى موانىء الهند وجنوب شرق أسيا , و39% ينقل من والى منطقة الشرق الأقصى .. ويمثل البترول أكثر من 79% من مجموع البضائع العابرة لقناة السويس . والقناة هي ممر مائي صناعي بطول 193 كم بين بورسعيد على البحر الأبيض المتوسط والسويس على البحر الأحمر ، وتقسم القناة إلى قسمين، شمال وجنوب البحيرات المرّة ، تسمح القناة بعبور السفن القادمة من دول المتوسط وأوروبا وأمريكا الوصول إلى آسيا دون سلوك الطريق الطويل ، طريق رأس الرجاء الصالح. استغرق بناء قناة السويس 10 سنوات (1859 - 1869). وتقع عند خط التماس بين افريقيا وأسيا وأصبحت جزءا من جغرافيا العالم ,وتضخ خيرا ونماء بفضل الأجداد الذين حفروها بعرقهم ودمائهم وضحوا ب 431 ألف شهيدا ماتوا جوعا وعطشا وحصدتهم أوبئة الكوليرا والجرب على شط القناة . وقناة السويس التى أفتتحت رسميا عام 1869 فى عهد الخديوي اسماعيل جزء لا يتجزأ من تاريخ مصر وقد تأثرت بالأحداث السياسية والأقتصادية العالمية والحروب حيث تعرضت للأغلاق بسبب الحروب خمس مرات الأولى عام 1882 مع بدء الاحتلال البريطانى لمصر , والثانية لمدة يوم واحد عام 1915 خلال الحرب العالمية الأولى , والثالثة خلال الحرب العالمية الثانية لمدة ستة وسبعين يوما , والرابعة عام 1956 نتيجة العدوان الثلاثى على مصر بعد تأميم القناة أما الخامسة فكانت نتيجة العدوان الاسرائيلى على مصر . لقد اختار الرئيس الراحل أنور السادات يوم النكسة نفسه ليكون يوم الاحتفال بعيد الفتح الثانى لقناة السويس وكأنما أراد أن يبعث للعالم كله برسالة واضحة بأن زمن الهزائم قد ولى وأن مصر الأبية المنتصرة محت من واقعها ووجدانها وتاريخها كل أثر لهزيمة اقتيد اليها جيشها غدرا من دون أن يختبر أو يحارب حقا وهو الجيش نفسه الذى أثبت للعالم بعد ست سنوات أنه قادر على سحق الأعداء . و تكبد العالم خسائر فادحة حينما أغلقت القناة لمدة 8 سنوات وكانت القارة الأوروبية الأكثر تأثرا من الاغلاق نتيجة زيادة التكاليف الناجمة عن طول المسافة التى تقطعها شاحنات البترول حتى تصل الى أوروبا وأمريكا الشمالية , وارتفاع أجور الناقلات والشحن بسبب المسافات الاضافية للدوران حول رأس الرجاء الصالح والتى تضيف مزيدا من الوقت حيث أضطرت السفن الى الدوران حول القارة الأفريقية للوصول الى أوروبا مما أدى الى رفع أسعار شحن البترول وغيره من السلع والبضائع ..وبالتالى فإن أى خلل طويل الأمد فى قناة السوويس يعنى أهتزازالأسواق الدولية بشكل لايمكن أن تعوضه أى وسيلة أخرى ..