القوات المسلحة تنظم زيارة لعدد من الملحقين العسكريين إلى إحدى القواعد الجوية    أسعار الحديد تواصل التراجع في مصر.. ما هي الأسباب والتوقعات؟    " اخر تحديث" سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 23 أكتوبر 2024    جامعة القاهرة تصدر دليلا لسياسة ترشيد الطاقة    محافظة أسيوط تنظم 3 جلسات تشاور بمركز الغنايم لمناقشة احتياجات المواطنين    انطلاق قمة «بريكس» في روسيا بمشاركة الرئيس السيسي    وزير الخارجية يلتقي مع نظيره الروسي على هامش قمة مجموعة بريكس    «لوفتهانزا» تلغي رحلاتها من وإلى بيروت حتى 28 فبراير المقبل    كبير موظفي البيت الأبيض في عهد ترامب: الرئيس السابق ينطبق عليه التعريف العام للفاشي    الرئيس الإيراني: استمرار جرائم الاحتلال في غزة ولبنان لم يبق لنا خيارا غير الرد عليه    تأجيل قضية ثلاثي الزمالك في الإمارات ل29 أكتوبر واستمرار حبسهم    تحرك برلماني لإعادة النظر في سياسات التعليم للتقييم الدراسي والواجبات المنزلية    إصابة شخصين في حادث انقلاب سيارة بمنطقة الصف    الداخلية: سحب 1372رخصة لعدم وجود ملصق إلكتروني خلال 24 ساعة    التحقيق مع تشكيل عصابي في سرقة الهواتف المحمولة في أبو النمرس    السيطرة على حريق نشب في مصنع للملابس بشبرا الخيمة    محمود شرشر يسترجع حقه من سوسن وفاتن تبيع ليلى ل أكرم.. أبرز أحداث الحلقة ال29 من "برغم القانون"    وزير الخارجية الأمريكي يصل الرياض    شريف الشمرلي يعلن قائمته لخوض انتخابات اتحاد الكرة الطائرة    المالية: التحول الاقتصادي بإفريقيا يتطلب جهودا مضاعفة لدفع حركة النمو والتنمية    قمة برشلونة ضد البايرن الأبرز.. مواعيد مباريات اليوم الأربعاء    الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان وتدعو لوقف القتال    نشرة مرور "الفجر".. انتظام حركة المرور بشوارع القاهرة والجيزة    بعد صعودها 1.5%.. التوترات السياسية تجبر أسعار النفط على التراجع    وزيرة التضامن تدعو عددًا من المسنين لحضور حفل هاني شاكر بمهرجان الموسيقى العربية    فريق طبي بجامعة أسيوط ينقذ فتاة من جلطة حادة مفاجئة بالشريان الرئوي    تداول 19 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة و550 شاحنة بموانئ البحر الأحمر    حريق بمصنع مواسير بلاستيك في الدقهلية دون خسائر بالأرواح    «التضامن» تقر توفيق أوضاع جمعيتين بمحافظة كفر الشيخ    محافظ الغربية يكرم بسملة أبو النني الفائزة بذهبية بطولة العالم في الكاراتيه    وزير الخارجية الأمريكى: نرفض تماما إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة    "وقولوا للناس حسنا".. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة عن القول الحسن    بعد مقترح النائب محمد أبو العينين| خبير: خطوة نحو ربط التعليم بسوق العمل    ارتفاع حالات الإصابة بعدوى بكتيريا آكلة اللحوم في فلوريدا بعد موجة الأعاصير    تعاون مصري قبرصي لتعزيز الشراكات الصحية وتبادل الخبرات    رئيس فاكسيرا: توطين صناعة لقاح شلل الأطفال بالسوق المحلي بداية من 2025    كيف انشق القمر لسيدنا محمد؟.. معجزة يكشف جوانبها علي جمعة    "عبد الغفار" يُدير جلسة حوارية حول تعزيز حقوق الصحة الإنجابية وديناميكيات السكان    في زيارة مفاجئة.. وزير التعليم يتفقد 3 مدارس بإدارة المطرية التعليمية    وزيرة التنمية المحلية: زراعة 80 مليون شجرة بالمحافظات حتى 2029    إصابة عامل بطلق نارى أثناء عبثه بسلاح غير مرخص بالمنشاه سوهاج    عمرك ما ترى حقد من «الحوت» أو خذلان من «الجوزاء».. تعرف على مستحيلات الأبراج    زعيم كوريا الشمالية يطالب بتعزيز الردع في مواجهة التهديدات النووية    عاوزين تخلوها صفر ليه، تعليق ناري من خالد النبوي على هدم قبة حليم باشا التاريخية    تعرف علي مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 23-10-2024 في محافظة البحيرة    نشرة المرأة والمنوعات.. فواكه تخلصك من رائحة الفم الكريهة.. سعر فستان هنا الزاهد في إسبانيا    عبد الرحيم حسن: شخصيتي في «فارس بلا جواد» كان «بصمة» في حياتي    أحمد عادل: لا يجوز مقارنة كولر مع جوزيه.. وطرق اللعب كانت تمنح اللاعبين حرية كبيرة    خبير يكشف موقف توربينات سد النهضة من التشغيل    يسرا تدير الجلسة الحوارية لإسعاد يونس في مهرجان الجونة    حسام المندوه يكشف سبب تأخر بيان الزمالك بشأن أزمة الثلاثي |تفاصيل    إذا كان دخول الجنة برحمة الله فلماذا العمل والعبادة؟ أمين الفتوى يجيب    بركات يوم الجمعة وكيفية استغلالها بالدعاء والعبادات    دوللي شاهين تطرح برومو أغنية «أنا الحاجة الحلوة».. فيديو    البطريرك يلتقي عددًا من الآباء الكهنة والراهبات في روما    ملخص أهداف مباراة ريال مدريد ضد بروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا    رئيس جامعة الأزهر يتابع أعمال التطوير المستمر في المدن الجامعية    أرسنال يعود لسكة الانتصارات بفوز صعب على شاختار دونيتسك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حديث المدينة
نشر في أخبار مصر يوم 26 - 05 - 2012

مفيد فوزي: اعتاد فقهاء القانون أن يخاطبوا النخبة وربما النشطاء السياسيين وربما أيضا الملمين بالقانون من قضاة ومحامين لكن قطاعا هائلا من الناس قد يقدر بالملايين لا يعرفون عدم مشروعيته ، العوار الدستوري ، ما معنى كلمة حالة الطوارئ قانون الطوارئ ما يبقاش عندهم إلمام كامل بهذه المعلومات المهم أن يتواصل الناس يعنى ضرورة إن الناس تبقى متواصلة مع كان يرونه على شاشات التليفزيون أو من الإذاعة أو من الصحف ولأن حديث المدينة كان ولا يزال صوت الشارع فقد طلبت من الفقيه القانوني المحترم الدكتور ثروت بدوى أن يبسط للملايين قضايا تطرح فى حديث المدينة عايز أقول لكم بقى ملاحظة شخصية قد تبدو خارج الموضوع لكنها فى الموضوع أحيانا الأسئلة أو النقاشات الصغيرة اللي قبل ما نصور قد تبدو إنها بسيطة لكن أنا تعلمت أن أحفظها وأطرحها فى البرنامج مثلا بنقول للدكتور ثروت بدوى على فكرة خلاص بقى يعنى المسائل بقى هترسى ولا فيش جديد وكل شئ هيبقى فى مكانه بعد انتخاب رئيس الجمهورية بص لي كده وقال لي ومين قال كده مين قال لك إن مفيش جديد هيبقى فيه جديد وفيه جديد وجديد من نوع آخر بمعنى إيه جديد من نوع آخر طبعا انت مندهش إن أنا حفظت سؤالك أو تعليقك وحبيت أسألك فيه ؟
د.ثروت بدوى: هو الحقيقة الجديد شئ مطلوب لأن الزمان فى تطور دائم والتاريخ لا يقف عند وضع معين أو حالة معينة أو نطاق معين
مفيد فوزي: أيوه يعنى لابد من انتخاب رئيس جمهورية إيه ممكن يتم تانى ما خلاص كل الأمور هتبقى مدرسة
د.ثروت بدوى: انتخاب رئيس الجمهورية معناها إن فيه سلطة من السلطات التي لم تكن قائمة أصبحت قائمة وسوف تمارس دورا وسوف يتبين إن رئيس الجمهورية ده له صلاحيات معينة ، له علاقات مع الحكومة ، علاقات مع البرلمان ، علاقات مع الشعب
مفيد فوزي: دكتور ثروت هل تصل المظاهرات إلى القصر الجمهوري مرة أخرى
د.ثروت بدوى: لما لا لقد ذهبت المظاهرات إلى القصر الجمهوري وكان لها الفضل خلع حسنى مبارك ما المانع تتجدد المظاهرات من جديد
مفيد فوزي: المرة دى تظهر ليه المظاهرات المرة دى
د.ثروت بدوى: زى ما ظهرت قبل كده
مفيد فوزي: هتخلع رئيس الجمهورية
د.ثروت بدوى: زى ما خلعت رئيس الجمهورية السابق الشعب له أن يعبر إذا كانت هناك أمور تستدعى إظهار رغبة معينة وتوصيلها إلى رئيس الدولة أو إلى أجهزة الدولة المختلفة فما المانع طالما أن الشعب له حرية تعبير بالوسائل السلمية ولا يستخدم أي وسيلة من وسائل القوة فهذا حق مشروع وحق الشكوى بطبيعته
مفيد فوزي: حضرتك عشت أيام الملك ؟
د.ثروت بدوى: طبعا
مفيد فوزي: طيب من فضلك
د.ثروت بدوى: وعشت أيام الملك فؤاد والملك فاروق وأذكر يعنى وقائع تاريخية معينة لكل من العهدين فى عهد الملك فؤاد وعهد الملك فاروق
مفيد فوزي: لو سألتك عن أقرب الدساتير إلى طبيعة المصريين من كل الدساتير التي خرجت منذ عصر الملك
د.ثروت بدوى: أي دساتير تقصد أقرب الدساتير
مفيد فوزي: بطبيعة الناس من الدساتير التي ظهرت
د.ثروت بدوى: أيوه الدساتير التي ظهرت فى العالم
مفيد فوزي: لا فى مصر 23
د.ثروت بدوى: أولا دستور 23 كان يعتبر مناسبا جدا لظروف مصر فى ذلك الوقت بل إنه كان يعتبر دستورا تقدميا وإلى الآن يعتبر تقدميا عشرات المرات بالنسبة إلى دستور 56 أو دستور 64 أو 58 أو دستور 71 إلى آخر هذه الدساتير بل بالعكس دستور 71 أسوأ من دستور 58 أو دستور 64 أو دستور 56 لأن دستور 71 اللاعب الرئيسي فيه كان أنور السادات واحنا أنور السادات كلف مجلس الأمة واختار مع مجلس الأمة مجموعة كبيرة من القانونيين ومن الصحفيين ومن رجال الفكر ليشاركوا فى وضع الدستور وقامت لجنة الدستور بتقسيم العمل بين لجان مختلفة ، اللجنة الأولى كان لها موضوعات معينة اللجنة الثانية لها موضوعات أخرى اللجنة الثالثة اللي أنا كنت وكيلها كان لها موضوعات من نوع آخر
مفيد فوزي: فى زمن السادات
د.ثروت بدوى: فى زمن السادات وانتهينا إلى وضع تصورات ومبادئ وفق معينة
مفيد فوزي: وظهر الدستور
د.ثروت بدوى: لا ظهر دستور آخر تماما
مفيد فوزي: ليه
د.ثروت بدوى: لأن السادات كان عنده لجنة خفية هي التي تقوم بوضع الصيغة النهائية للدستور
مفيد فوزي: هل حضرتك أحببت عبد الناصر ؟
د.ثروت بدوى: فى السياسة لا أستطيع أن أقول حب وأنا يعنى مش صغير عشان أقول
مفيد فوزي: أنا عارف طبعا
د.ثروت بدوى: أنا أقدر أقول لك إني اشتغلت مع عبد الناصر
مفيد فوزي: هل كنت ناصريا
د.ثروت بدوى: لم أكن ناصريا أبدا ولم أكن
مفيد فوزي: ساداتيا
د.ثروت بدوى: ملكيا ولم أكن وأنا أربأ بنفسي أن أكون تابعا
مفيد فوزي: دكتور ثروت بدوى الناس بيسمعوا فى إذاعة مصر اللي هي 887 أو يقرؤوا ما قاله المستشار ماهر سامي المتحدث الرسمي باسم المحكمة الدستورية العليا إنه قال إن هيئة المفوضين بدأت إعداد تقريرها عن دستورية البرلمان الناس تحب تفهم ما المراد ؟
د.ثروت بدوى: الحقيقة ليس من المفروض أن يكون للمحكمة الدستورية أو لأية محكمة قضائية متحدث رسمي ولا يجوز أن تتعامل المحاكم القضائية مع الرأي العام أو مع أجهزة الإعلام المختلفة ومع تقديري الكامل للمستشار ماهر سامي هو صديق عزيز إلا أنني كنت أرى وكنت أفضل ألا يصدر أي تصريح سواء من المحكمة الدستورية أو من أية محكمة قضائية بل إنني استهجن ما يصدر عن بعض رجال القضاء من تصريحات بشأن
مفيد فوزي: بس المحكمة الدستورية أصبح فى ملعبها إن صحت العبارة قضية دستورية البرلمان
د.ثروت بدوى: أي قضية فى أية محكمة لا يصح أن يتداول رأى بشأنها بواسطة أعضاء المحكمة ممنوع عليهم ، ممنوع عليهم منعا مطلقا الحديث عن أية دعوة أو أية قضية مطروحة أمام القضاء
مفيد فوزي: يعنى أنا لو سألت حضرتك عن دستورية البرلمان الآن
د.ثروت بدوى: أنا كأستاذ أو كمواطن عادى أما القاضي يمتنع عليه دستوريا يمتنع عليه الإدلاء بأي رأى أو بأية إشارة وهو ما يجرى بشأن أي دعوة
مفيد فوزي: خصوصا فى المحكمة الدستورية أم فى كل مناحي القضايا
د.ثروت بدوى: جميع المحاكم وهذه ظاهرة جديدة لم نعرفها أبدا أيام النظام الملكي بل أيضا لم تكن موجودة إطلاقا أيام عبد الناصر
مفيد فوزي: هل هي ظاهرة حديثة
د.ثروت بدوى: وظاهرة سيئة
مفيد فوزي: طيب الناس فى بلدي يقرؤون إن مصر تلجأ للتحكيم الدولي فى قضية وقف تصدير الغاز إسرائيل وفيه مطالبة ب8 مليار كتعويض مين اللي هيدفع ده مصر هتدفع ده والمعنى إيه بالتحكيم الدولي ؟
د.ثروت بدوى: إذا كنا احنا رافعين الدعوة أو طلب التحكيم عشان احنا نقتضى من الجهة التي أخلت بالعقد هذا المبلغ
مفيد فوزي: يعنى ده للخزانة المصرية
د.ثروت بدوى: آه للخزانة المصرية
مفيد فوزي: التحكيم الدولي الناس تحب تفهمه يعنى إيه يا فندم ؟
د.ثروت بدوى: باختصار شديد أن القضاء أحد مظاهر سيادة الدولة ده الأساسي ولذلك يجب أن يكون لكل دولة قضاءها المستقل ويجب أن يكون هو المختص بكل القضايا المتعلقة بأجهزة الدولة المختلفة فى منازعاتها فيما بينها أو فى منازعاتها مع المواطنين أو فى منازعات المواطنين فيما بعضهم البعض ولكن وللأسف التحول المؤسف الذي حدث فى عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات هو الخروج على هذا الأصل واللجوء إلى التحكيم وأصبحت الشركات الأجنبية والدول الأجنبية حينما تدخل فى أي اتفاقية أو فى أي عقد مع الحكومة المصرية أو مع أية جهة مصرية تلجأ إلى مشاركة التحكيم أي يوصف العقد على إعلان أي نزاع يعرض على هيئة التحقيق يشكل على وجه الدقة هذا مساس بسيادة الدولة ومساس بسرقة القضاء العليا وأدمى القضاء الوطني يجب أن يكون هو صاحب القول الفاصل
مفيد فوزي: وليس التحكيم الدولي
د.ثروت بدوى: وليس التحكيم الدولي طبعا مع الظروف التي عشنا فيها السياسة الاقتصادية العاتقة والقروض والاستثمارات وما كان يسمى بالانفتاح الاقتصادي والكلام ده كله وصدور قانون الاستثمار سنة 1974 كل هذا أدى إلى مزيد من اللجوء إلى التحكيم الدولي وكثيرا ما خسرنا كل قضايا التحكيم
مفيد فوزي: الناس يقرؤون ويسمعون فى الفضائيات عبارة البرلمان ظاهرة صوتية
د.ثروت بدوى: الكلام ده مقصود به إن البرلمان فى مصر خاصة فى العقود الأخيرة العقود يعنى ال4 عقود على الأقل
مفيد فوزي: أنا ما سألتش يا فندم على ال4 عقود أنا بسأل عن الآن البرلمان الآن ظاهرة صوتية
د.ثروت بدوى: ما أنا بقول
مفيد فوزي: الكلام ده مقدمة للي هتقوله
د.ثروت بدوى: بقول فى العقود ال4 الأخيرة يعنى من أيام السادات
مفيد فوزي: ظاهرة صوتية
د.ثروت بدوى: ظاهرة صوتية لما السادات استخدم عبارات الديمقراطية والبرلمان للإيهام بأننا نعيش حالة ديمقراطية وحياة حرة إلى غير ذلك من الأمور
مفيد فوزي: طيب الآن
د.ثروت بدوى: الآن تزايدت هذه الظاهرة
مفيد فوزي: يعنى صار البرلمان مكلمة مثلا
د.ثروت بدوى: تقصد الآن الشهور الأخيرة
مفيد فوزي:أقصد البرلمان الحالي
د.ثروت بدوى: البرلمان الحالي لا يختلف كثيرا كظاهرة صوتية عن برلمانات حسنى مبارك لأن البرلمان الحالي وإن كان قد أرى وأثبت كثيرا ولم يفعل بالناحية الواقعية إلا أنى أعتقد إن البرلمان المصرى منذ قيام حركة الجيش فى سنة 52 لم يعد برلمانا حقيقيا وإنما هو فى الغالب ظاهرة صوتية ازدادت صخبا فى الأيام الأخيرة وفى عهد حسنى مبارك نسمع ولا نخشى
مفيد فوزي: هل تتقلص سلطات رئيس الدولة فى مصر القادمة أو يجب أن تتقلص ؟
د.ثروت بدوى: فى رأيي يجب ألا تكون له سلطات إطلاقا أنا من أنصار النظام البرلماني لأنه موجود فى بريطانيا وفى هولندا وفى بلجيكا والسويد والدانمارك كل دول دول تقوم على النظام البرلماني الذي يكون فيها رئيس الدولة رئيسا بلا سلطات وليس عليه أية مسئوليات لأن السلطة تقابل مسئولية والمسئولية تقابل السلطة وحيثما لا تكون هناك سلطة لا تكون هناك مسئولية وبالتالي هذا النظام هو الذي يحقق الديمقراطية وهم يتخوفون من النظام البرلماني لأنهم عندهم مثال المجلس الحالي ، مجلس الشعب الحالي الذي سيطرت عليه الأغلبية الإسلامية هذا أولا وضع مؤقت ونتيجة لظروف وقتية خالصة ونتيجة لأن نظام الانتخاب الذي أخذ به فى تشكيل البرلمان الحالي نظام خاطئ وهو نظام القائمة الحزبية الأمر الذي أدى إلى أن حزبا واحدا فقط هو الذي له قواعده فى كل بقاع مصر اللي هو حزب الإخوان المسلمين ثم انضم إليهم جماعة السلفيين كما كان الحزب الوطني أيضا له قواعده منتشرة هذا الوضع لا يمكن أبدا أن يدوم طالما تتبلور أحزاب حقيقية وتنتشر فى ربوع مصر وبالتالي تستطيع كل هذه الأحزاب الجديدة أن تنجح فى الانتخابات بدلا من أن تترك الانتخابات لقمة صائغة فى أيدي رجال الإخوان المسلمين أو السلفيين
مفيد فوزي: بالمناسبة ، الناس يا فندم بتسمع فى انتخابات الرئاسة كلام ووعود وعهود على رأى أم كلثوم ولا تستطيع أن تميز بين مرشح وآخر من خلال تجربتك نقول لكل الناس ازاى ممكن أن يزنوا المرشح وخصوصا أن الكلام كثير والفعل أقل
د.ثروت بدوى: صعب جدا ، جدا ، جدا أحب أقول لك حاجة واقعية أنا لما رحت أنتخب مجلس الشعب أنا ما رحتش انتخابات مجلس الشورى إنما فى انتخابات مجلس الشعب رحت وأنا على الرغم من إن أنا يعنى عندي النهاردة 84 سنة ولى خبرة طويلة بالانتخابات وبدرس انتخابات ونظم انتخابات والأحزاب وسافرت فى بلاد كثير وعاصرت انتخابات فى بلاد مختلفة سواء فى أمريكا أو فى فرنسا أو فى بلاد كثيرة التي سافرت إليها وعندي يعنى معرفة دقيقة بما يدور فى خلج رجال الأحزاب حتى ما لا يعلنوه ومع ذلك لم يكن لدى أية قدرة على اختيار القائمة الصحيحة أو على اختيار المرشح الأصلح
مفيد فوزي: رغم طول تجربتك
د.ثروت بدوى: آه هذه الانتخابات التي جرت فى مصر لانتخاب مجلسي الشعب والشورى انتخابات أبعد ما تكون عن إعطاء صورة حقيقية للرأي العام فى مصر لأن هذه الانتخابات سيطر عليها الاتجاه الذي يتمتع بوجود قواعد له فى كل قرية وفى كل شارع بل وفى كل زنجة بل فى كل بيت الناس فاهمة إن النظام البرلماني على إنه حكم أغلبية والأغلبية سوف تعصف بالأقلية يعلم الجميع أن الأغلبية لا تكون كذلك إلا إذا كانت هناك أقلية حرة قادرة على التعبير عن إرادتها بكل وسائل التعبير وفى جميع أجهزة الأعلام وبالتالي وجود الأغلبية مرتبط بوجود الأقلية وحيثما يخلو برلمان من معارضة يعنى أن البرلمان مزور لأنه لا يكتمل شعب على أحد
مفيد فوزي: قانونا هل البرلمان من حقه إقالة حكومة الناس تحب تعرف يعنى ؟
د.ثروت بدوى: يتوقف على النظام ؛ النظام البرلماني يقوم بالرقابة على أعمال الحكومة ويسحب الثقة من الحكومة ويسكت ده فى النظام البرلماني اللي موجود فى انجلترا وفى هولندا أما النظام الرئاسي فليس الأمر كذلك
مفيد فوزي: ما يملكش يسحب الثقة
د.ثروت بدوى: فى النظام الرئاسي لا يملك أحد أن يعمل كده سلطة الرقابة ، الرقابة دى موجودة فى سلطة البرلمان والرقابة اللي موجودة فى النظام البرلماني ولا وجود لها فى النظام الرئاسي ويوجد بدلها البرلمان فى الولايات المتحدة الأمريكية يملك وسائل ضغط كثيرة جدا على الحكومة لأن الميزانية فى إيده مش هيدى لهم مليم إلا إذا كانوا برضه ينفذوا طلباته ففيه وسائل تأثير متبادل ، فيه وسائل ضغط متبادل فى النظام الرئاسي إنما فى النظام البرلماني وسائل الضغط إن البرلمان يراقب الحكومة ويسقط الحكومة والحكومة تسقط البرلمان بأنها تحل البرلمان فى النظام الرئاسي الحكومة ما تقدرش تحل البرلمان التوازن ده موجود فى النظامين اللخبطة بقى الكثير ممن يدعون أنهم يعرفون فى القانون بل أن هناك من يدعى أنه من فقهاء الدستور والقانون الدستوري منه بريء يدعون ويدلون بأقوال وأمور مختلفة ومنها النظام المختلط كلمة النظام المختلط التي يرددها الكثيرون جدا ، جدا والكثير جدا ، جدا من المرشحين بيطالبوا بالنظام المختلط هذا النظام المختلط لا وجود له لأن هم بيقولوا أن النظام المختلط يخلط بين البرلمان والنظام الرئاسي وهذا الخلط مستحيل عملا
مفيد فوزي: ليه مستحيل عمليا يعنى
د.ثروت بدوى: ونظريا قلت لك النظام البرلماني الرئيس فيه رئيس ، رئيس الدولة فيه سلطة عليا بلا صلاحيات وليس عليه مسئوليات ، النظام الرئاسي سلطة عليا بصلاحيات ضخمة والمهيمن الأوحد على كل شئون الإدارة والتنفيذ وبالتالي فهو مسئول ازاى تحط رئيس دولة لا صلاحيات له ولا مسئولية عليه على رئيس دولة له صلاحيات كبيرة وعليه مسئوليات كبيرة ازاى تخلقهم مع بعض
مفيد فوزي: اختراع من هذا ؟
د.ثروت بدوى: اختراع النظام المصرى العبقري
مفيد فوزي: إيه النظام العبقري بقى
د.ثروت بدوى: العبقرية بتاعتنا إن احنا لمزيد من الإيهام بالديمقراطية إن بناخد من النظام البرلماني وبناخد من النظام الرئاسي ودول النظامين الأساسيين فى العالم إذن احنا بناخد من كل بستان زهرة والحقيقة إن احنا بناخد النظام البرلماني أسوأ ما فيه وفى النظام الرئاسي أسوأ ما فيه ذلك حصل فى دستور 56 أي قبل الدستور الفرنسي بسنتين ونص ، الدستور الفرنسي سنة 58 فى عهد ديجول أما دستورنا فقد أعلن عنه فى 16 يناير سنة 1956 هذا الدستور أخذ ببعض مظاهر الغير البرلماني فى كون إن فيه رئيس دولة ورئيس حكومة ده فى النظام البرلماني ولكن رئيس الدولة فى النظام البرلماني لا سلطة له وبره رمز احنا خدنا إن رئيس الدولة هو كل السلطات هو كل حاجة رئيس الحكومة مجرد تابع لرئيس الجمهورية ده حاجة فأول ما فكرنا إن احنا ناخد كل ما فى النظام البرلماني ما يدعم ويؤكد سلطات رئيس الجمهورية وأخذنا من النظام الرئاسي أيضا ما يدعم ويؤكد سلطات رئيس الجمهورية ثم أخذنا ما فى الاثنين من مساوئ من حيث قمع الحريات وما إلى آخره أو فى نظم الاحتكار كل ده أبعد ما يكون عن الدستور المصرى سواء فى دستور 54 أو 64 أو 71 لا يمكن القول إن فيه أي نوع من أنواع الديمقراطية فى هذه الدساتير التي صدرت بعد حركة الجيش سنة 52 إنما الدستور الذي فيه قدر كبير من الديمقراطية كان دستور سنة 1923 الذي صدر فى عهد الملك فؤاد ثم مشروع دستور سنة 1954 التي كانت قد وضعته لجنة الدستور التي شكلت من 50 عضوا فى سنة 1953 وأعدت مشروعا عظيما على أساس النظام البرلماني وعلى أساس البرلمان الحر
مفيد فوزي: حضرتك كنت عضو فيه ، فى ال50
د.ثروت بدوى: لا أنا كنت لسه طالب فى باريس إنما كان عبد الرحمن أخويا اللي كان عضو فى هذه اللجنة كانوا 50 عضو
مفيد فوزي: عبد الرحمن بدوى شقيق حضرتك وهو رجل فلسفة من الطراز الأول
د.ثروت بدوى: رجل فلسفة وكان حزب وطني ، حزب وطني أصلى
مفيد فوزي: الثاني تايواني ، خلينى أعرف منك مدنية الدولة والناس تحب تفهمها بشكل أبسط
د.ثروت بدوى: موضوع مدنية الدولة من الموضوعات التي يخطئ فيها الكثيرون ، مدنية الدولة أي أنها دولة حضارية لها نظام
مفيد فوزي: المدنية هنا معناها التمدين
د.ثروت بدوى: آه طبعا
مفيد فوزي: أمال لما نقول دولة مدنية وليست دولة دينية
د.ثروت بدوى: لا ده غلط يعرفوا مدنية يعنى إيه دولة قانون دولة منظمة ، الدولة الفطرية البدائية لم يكن فيها قانون الأفراد كانوا عايشين زى الحيوانات مثلا مفيش قانون بينظمها فالمدنية هي الانتقال من الحياة الفطرية الطبيعية التي لا يوجد فيها قانون إلى حياة مدنية منظمة يحكمها القانون ده من ناحية ، من ناحية ثانية احنا بنقول قانون مدني ليه لأنه كان بينظم العلاقات بين الأفراد بعد ما كانت العلاقات دية علاقات طبيعية بلا قانون ينظمها فأصبح ده قانون مدني ، قانون الحضارة ، قانون المدنية فكذلك دولة مدنية يعنى دولة حضارية بلغت درجة من الحضارة والمدنية لدرجة إن كل شئ فيها يحكمه القانون هي مش قانون قوة وده اللي سائد فى المجتمعات الفطرية إنما القانون سائد فى الدولة المدنية قانون يحدد مرتب شيخ الأزهر ده قانون يضع قائمة عامة مجردة تطبق على أي شيخ أزهر ، قانون يحدد مرتب رئيس الوزراء أي رئيس وزراء مش النهاردة بس إنما أي واحد جاى برضه
مفيد فوزي: هو مش محدد فهمنى ، مرتب رئيس الوزراء ، مرتب شيخ الأزهر مش محدد
د.ثروت بدوى: لا مش بحدد الشخص المحدد يبقى لما يحدد بالاسم
مفيد فوزي: يعنى إيه يا فندم بيحدد بالاسم
د.ثروت بدوى: يحدد يبقى مثلا الجنزورى مرتب الجنزورى ده مش قانون ده قرار خاص بالجنزورى إنما قانون يضع مرتب رئيس الوزراء أيا كان رئيس الوزراء كان الجنزورى أو صدقي سليمان أو محمد محمود باشا أي رئيس وزراء فى الماضي أو فى المستقبل أو فى الحاضر كذلك بالنسبة لما أقول اللي ياخد امتياز ندى له مكافأة ألف جنيه كل شهر الطالب واحد بس اللي خد امتياز قانون لو كانوا 10 برضه كل واحد كان هياخد الألف جنيه لو ما كانش فيه يبقى ما يطبقش على حد فالقانون هو تعبير حالة مجردة دون تحديد اسم من تطبق عليه
مفيد فوزي: يبقى سؤال فى آخر هذا الحوار الجميل ربما كانت واحدة من إيجابيات الثورة أنها أيقظت إحساس الناس وخلتهم يتناقشوا سياسة فى الشارع حتى البواب ، حتى سايس الجراج لكن ليس من المعقول يا دكتور ثروت أن يكون كل الناس زعماء تبقى السياسة واكلة عقولهم يعنى حضرتك فى عبارة موجزة أنيقة كيف تقرأ هذه الظاهرة
د.ثروت بدوى: هذه ظاهرة عظيمة لأن السلطة فى الدولة هي سلطة الشعب كل الشعب كبيرا وصغيرا ، غنيا وفقيرا المتعلم والأمي كل الشعب له حق فى السلطة من هنا كان طبيعيا أن يهتم جميع أفراد الشعب بما تجرى عليه الأمور سواء فى الحكومة أو فى البرلمان أو فى أي جهاز من الأجهزة الحاكمة
مفيد فوزي: هل هذا سلبية
د.ثروت بدوى: يعنى الديمقراطية بطبيعتها تخلق هذه الحالة من اهتمام الجميع بشئون السياسة لأن الجميع يشعر إن له دور فى السياسة لدرجة إن أي مرشح سواء من عندنا أو فى أي بلد يقول لأنصاره احرصوا كلكم على إنكم تروحوا لأن صوت واحد ممكن يفرق
مفيد فوزي: طيب دى مش إجابة سؤال يا فندم
د.ثروت بدوى: هه
مفيد فوزي: مش إجابة سؤال حضرتك قلت معنى عام أنا طلبت أعرف حينما يشتغل كل الناس فى البلد فى السياسة ما أنا بقول إنها من الإيجابيات السؤال هو هل هناك سلبية ما لمثل هذا الاهتمام المطلق يعنى هل هناك مأخذ على أن كل الناس تعمل بالسياسة فمن يعمل بالأرض ومن يشتغل بالسلاح
د.ثروت بدوى: هو العمل فى السياسة معناه أن نعمل فى الأرض أنا مثلا أنا كل يوم بتكلم فى السياسة
مفيد فوزي: لا أرجوك دكتور ثروت أنت الدكتور ثروت الفقيه السياسي الكامل لكن أنا بكلمك عن بسطاء الناس أنا لست ضد بسطاء الناس يتكلموا فى السياسة لكن أنا عاوز رؤيتك أنا
د.ثروت بدوى: الفلاح وهو بيزرع فى الأرض إيه المانع يتكلم هو وزميله وهم بيحشوا البرسيم يقول لزميله شفت النائب بتاعنا عمل إيه شفت رئيسنا عمل إيه ورئيس الوزارة مش عاوز يعمل إيه ده شئ طبيعى
مفيد فوزي: ده شئ جديد يعنى حلو عامل لك سعادة
د.ثروت بدوى: ده يجب أن يكون ، شوف الشخص السلبي كان زمان بقى أيام الثورة الفرنسية ، الثورة الفرنسية قامت على أكتاف الطبقة المتوسطة المسماة الطبقة البرجوازية ، الطبقة البرجوازية دى كانت طبقة ميسورة الحال اغتنت نتيجة التجارة بين أوروبا وأمريكا بعد اكتشاف أمريكا وبين أوروبا ودول شرق آسيا نتيجة اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح فنشأت طبقة من التجار غنية وأرادت أن تشارك فى السلطة فأقامت الثورة الفرنسية هم عاوزين يحتكروا
مفيد فوزي: مين بقى هم يا فندم
د.ثروت بدوى: الطبقة البرواجزية ، طبقة التجار ، طبقة سكان المدينة
مفيد فوزي: انقل على مصر يا فندم
د.ثروت بدوى: إيه
مفيد فوزي: انقل على مصر
د.ثروت بدوى: ما أنا هقول لك دول عملوا إيه قال لك الفقير مالوش اهتمام بالسياسة ما عندوش مصلحة يدافع عنها فده نحرمه من الحقوق السياسية ده منطقه ، قال لك الأغنياء دول تمتعوا فى الماضي أيام الأتراك وكان لهم امتيازات كثيرة دول أعداء الثورة نحرمهم لا الحقوق السياسية للجميع أغنياء وفقراء
مفيد فوزي: حتى فى مصر
د.ثروت بدوى: فى مصر وفى كل حتة يجب احنا كلنا بشر ومش ممكن زى ما قلت لك فى الأول مش ممكن تبقى فيه أغلبية حقيقية إلا إذا كانت هناك أقلية حرة ومعارضة حرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.