في مسألة الثورة والدستور ونظم الحكم كتاب جديد يسد فراغا كبيرا كانت المكتبة المصرية تعاني منه، وصدر في الوقت المناسب، يوفر الكتاب للمواطن حقا أساسيا من حقوق الانسان، هو حقه في المشاركة السياسية والانتخابية عن معرفة ودراية والمشاركة الواعية هي أساس الديمقراطية الحقيقية التي نصبو اليها جميعا. يسعى لنشر توعية جماهيرية لأمور أساسية لابد ان يلم بها المواطن، ويعبر الفجوة بين الوعي الجماهيري والمصطلحات القانونية والسياسية يبسط المفاهيم بأسلوب جمع بين العمق والوضوح. وقد حرصت الكاتبة على توضيح الخلفية القانونية والاجتماعية للقضايا المثارة اليوم على الساحة مثل الثورة والدستور. كما قامت بدراسة وافية لقضايا الانتخابات ونظم الحكم الى جانب دراسة عدد من الدساتير لاستخلاص اتجاهاتها وافضل ما بها. بذلك جمع الكتاب بين الانفتاح على العالم الخارجي للاستفادة من الخبرات، والتجارب مع الاهتمام بالهوية المصرية والسمات الخاصة للثقافة المصرية الثرية بالتعدد الذي يمتزج في تناغم يسبغ على مصر خصوصية فريدة. وتنهي الكتاب برسالتين احداهما الدعوة للانتقال لمرحلة البناء وأولوية تشييد مقومات الدولة واعمدتها الاربع: الدستور - الأمن - الاقتصاد - التماسك الاجتماعي. اما الرسالة الثانية فهي بمثابة وصية او نصيحة انسانية عاطفية صادقة تقدمها لابناء الوطن في لحظة حساسة جدا من تاريخه. هذا الكتاب اضافة جديدة لمؤلفات كاتبة مرموقة وعمل متميز لشخصية متميزة شجاعة وطنية لم تسع يوما الا لصالح الوطن الذي تعشقه، مشهود لها وطنيا ودوليا بالكفاءة والاخلاص والذكاء والاداء. جمعت بين رجاحة الفكر ونقاء القلب، بين الواقعية العلمية والرومانسية الانسانية. اتيح لي معرفة الدكتورة ليلي تكلا شخصيا من خلال لجنة "ثقافة المواطنة" التي طالبت بإنشائها في المجلس الاعلى للثقافة ايمانا بأن الثقافة هي التي تحدد القيم والسلوك والقرارات وضرورة ضخ ثقافة صحيحة بدلا من الثقافة المريضة السائدة وذلك عن طريق تطوير وتنقية الاعلام والخطاب الديني والتعليم ومناهجه، ادارت اجتماعات اللجنة بكفاءة عالية وتمكنت بنجاح وتميز من تعبئة الجهود الاعلامية والتعليمية والاجتماعية للتقدم في هذا الاتجاه. ويسعدني تقديم هذا السفر العميق البسيط في عرضه، السهل الممتنع، كتاب يصدر في وقت الحاجة اليه ملحة، يشرح للمواطنين الابعاد المتصلة بنظم الحكم والانتخابات وبالدستور وبذلك تتعمق مواقفه في قضية الدستور التي اثيرت بعد الثورة حولها ضجة كبيرة نابعة من عدم المعرفة، سواء لوضعه أو تشكيل اللجنة التأسيسية التي ستضعه، والتي حاول البعض اختطافها، والمعركة لا تزال محتدمة وقت كتابة هذه السطور، انها مشاركة انسانة وعالمة حقوقية ومناضلة من طراز صلب، مدافعة عن الوطنية المصرية والقيم الانسانية النبيلة في كل مكان. نقلا عن جريدة الأخبار