قال جنوب السودان -الخميس- إنه مستعد لاستئناف المفاوضات في الحال مع السودان جاره الشمالي، في محاولة لحل الخلافات على النفط والأمن والحدود التي أشعلت قتالا على الحدود الشهر الماضي. وأكد دينق ألور وزير شئون مجلس الوزراء في جنوب السودان للصحفيين أن بلاده التي انفصلت عن السودان وأصبحت دولة مستقلة العام الماضي ملتزمة بالامتثال للقرار الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي الذي يدعو الدولتين إلى التفاوض لحل خلافاتهما سلميا، وإلا فانهما ستواجهان عقوبات. وقال ألور، في مؤتمر صحفي في جوبا عاصمة جنوب السودان: "مستعدون للذهاب إلى المفاوضات في أي وقت... أتوقع استئناف المفاوضات في أي وقت اعتبارا من الآن". وقبل قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في الثاني من مايو خطة للاتحاد الافريقي تطالب الخرطوموجوبا بوقف العمليات الحربية وسحب قواتهما من المناطق المتنازع عليها واستئناف المحادثات خلال أسبوعين حول جميع الخلافات العالقة. وأمهل القرار الدولتين ثلاثة أشهر لحل الخلافات مع التهديد بفرض عقوبات. واتهم جنوب السودان القوات المسلحة السودانية -الأربعاء- بشن غارات جوية جديدة لقصف مناطق حدودية. وتنفي الخرطوم عادة هذه الاتهامات. ولكن ألور قال إن الهجمات الجديدة التي تزعم حكومته أن الخرطوم شنتها ليس لها تأثير على استئناف المحادثات مع السودان حول قضايا صادرات النفط والأمن وترسيم الحدود والمواطنة الشائكة، والتي لم تحل منذ أن أصبح جنوب السودان أحدث دولة مستقلة في العالم الماضي. وقال: "مستعدون لأن نمضي خطوة أبعد للمفاوضات". وأضاف: "لا أحد مهتم بالحرب .. لا نريدها.. المجتمع الدولي لا يريد ذلك والمنطقة لا تريد ذلك". وتابع ألور قائلا إن جنوب السودان ينتظر أن يدعو ثابو مبيكي رئيس جمهورية جنوب أفريقيا السابق الذي يرأس لجنة رفيعة المستوى من الاتحاد الافريقي مكلفة بحل الخلافات بين الشمال والجنوب الجانبين رسميا لاستئناف المفاوضات في تاريخ محدد. وقال الشمال إنه يوافق على قرار مجلس الأمن، لكنه يصر على أن تركز المحادثات أولا على "قضايا الأمن". وقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير لمجموعة العاملين في مجال النفط والتعدين -الخميس- إنه إذا لم تحل مشكلات الأمن في المفاوضات القادمة، فإن لن تكون هناك محادثات على أي بند آخر لا النفط ولا التجارة ولا أبيي ولا أي ملف آخر. وتتهم الخرطوم الحركة الشعبية لتحرير السودان الحزب الحاكم في جنوب السودان تحديدا بدعم حليفه أثناء الحرب الأهلية الحركة الشعبية لتحرير السودان في الشمال التي تحارب القوات السودانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. ونفى ألور تقديم أي دعم للحركة الشعبية في الشمال. وقال: "بالقطع نحن أصدقاء، ولكن ذلك لا يعني أننا ندعمهم عسكري". وقال إن خارطة الطريق للمحادثات التي وضعها الاتحاد الافريقي تعطي أولوية لحل الخلاف على النفط. ومضى يقول: "إنه أولوية للجميع.. لنا ولحكومة السودان وللمستثمرين وللاتحاد الافريقي... نحن ملتزمون بالمفاوضات وبمناقشة كل شيء".