ناشد وفد البرلمان الأوروبي الذي يزور مصر حاليا كل الشركاء المصريين أن يجعلوا العملية الانتخابية تمر بنجاح, مؤكدا أن المجلس العسكري حريص على تسليم السلطة للمدنيين ومعتبرا ذلك تطورا طبيعيا للعملية الانتخابية . وقال سعيد الخضراوى عضو الوفد - فى مؤتمر صحفي الخميس - ان الوفد عقد سلسلة اجتماعات عالية المستوى مع قيادات مجلسى الشعب والشورى والمؤسسات الدينية ..وقد كانت المباحثات فرصة جيدة للتعرف على آراءهم بشأن كيفية إقرار النظام السياسي الجديد ومشاركة المرأة بفاعلية فى العملية السياسية. وأكد أن المجتمع المدني يمثل حجر الأساس في أي نظام ديمقراطى متعدد, واصفا قانون منظمات المجتمع المدني الجديد الذي سيتم إقراره بأنه سيجعل مصر متسقة بالالتزامات الدولية. وضم الوفد البرلماني الأوروبى المسئول عن العلاقات مع دول المشرق العربي ماريو دافيد وأوان أنطونيوسكو وسعيد الخضراوى ومارييتجا شاكى وفريدا بريبول وساجد كريم. وأوضح الخضراوى أن الوفد جاء القاهرة لمحاولة فهم ما يدور ويحدث فى مصر, مشيرا إلى أن زيارة وفد البرلمان الأوروبي تأثرت بالأحداث المؤسفة التي شهدتها مظاهرات العباسية والتيي أدت لمقتل وإصابة العديد من المواطنين المصريين. وقال "إننا نؤكد على عدم دعمنا فى أوروبا لأي حزب أو مرشح فى مصر وإن ما نؤكد عليه ونوليه أهمية هو ضرورة الانتقال الديمقراطي والسلمي للسلطة وإقرار سيادة القانون,مضيفا أننا نتطلع لأن يعبر الشعب المصري عن نفسه فى هذه الانتخابات الرئاسية بشكل آمن وسليم". وأوضح أن الوفد البرلمانى يتطلع لزيادة عدد السائحين الوافدين لمصر وزيادة الاستثمارات الأجنبية مع ضرورة تحقق الاستقرار فى البلاد والذى سيؤدى لزيادة النشاط السياحى والاستثمارى, موضحا أننا نشجع مصر فى دورها النشط فى الاتحاد من أجل المتوسط عقب مباحثات تمت بين الجانبين. وردا على سؤال, قال الخضراوى ان البرلمان الأوروبى جاء لتبادل الخبرات مع البرلمان المصرى وأن نتعلم من بعضنا البعض لأن دولا أوروبية مرت بثورات و مراحل انتقالية التي تتميز بأنها تستلزم وقتا طويلا وجهدا كبيرا مؤكدا على أن هدف زيارة الوفد هو تقديم المساعدة حتى تتمكن مصر من استعادة الاستقرار مجددا وحتى ترجع الأمور لمسارها الطبيعى. ومن جانبها عقبت أوانا أنطونيسكو عضو الوفد قائلة "ان رومانيا مرت منذ 22 عاما بثورة شبيهة بالثورة المصرية اتسمت بفترة انتقالية طويلة أخذت جهدا وعناء كبيرا فى بناء مؤسسات الدولة", لافتة إلى أن رومانيا حتى الآن فى حاجة لتحسين بعض النواحى فى الحياة السياسية كحقوق المرأة الأقليات , مشيرة الى أن الفترات الانتقالية تتطلب جهدا كبيرا وطالبت المصريين التحلى بالحكمة . وقد تحفظ عدد من الصحفيين على المقارنة بين الثورة المصرية والرومانية خاصة فى ضوء مخاوف المصريين من الثورة المضادة. وردا على سؤال عما إذا كان الدعم الأوروبي المستمر للليبراليين ولحقوق المرأة سببا في إخفاق الجانبين في الانتخابات البرلمانية قال الخضراوى إن كما ذكرنا من قبل جئنا فقط لمصر تبادل الخبرات وتقديم المساعدة في أمور التي يمكن أن نفيد فيها غير أن أمورا تحتاج لتوضيح كموضوع المنظمات الغير الحكومية فى مصر وكذلك المرأة وتمثيلها الضعيف لافتا النظر الى ان مثل هذه الامور مازالت فى اوروبا تحتاج الى تحسين. ومن جانبها قالت ماريتجا شاكى عضو الوفد ان مصر دولة مهمة للغاية ولقد اجتمع الوفد خلال زيارته للقاهرة مع اقتصاديين ورجال اعمال وقيادات حزبية وشعبية وقيادات للمراة ولمسنا منهم من يسعى للاستفادة من التجربة الدولية لزيادة الاستثمارات فى مصر وتحسين ظروف العلمية الانتخابية. وأكد ساجيد كريم عضو الوفد أن مؤسسات أي دولة لا تقوى إلا إذا كانت تضم كافة طوائف المجتمع..ويركز الاتحاد الاوروبي على تحقيق هذا الهدف بمصر وقال إن البرلمان المصري يتميز بقوة واضحة إلا ان هناك ضعف فيه فى تمثيل المراة والأقليات ونتمنى ان يكون هناك تمثيل حقيقى لكافة طوائف الشعب المصرى وهذا يصب فى مصلحة مصر. وردا على سؤال حول ما اذا كان الاتحاد الأوروبى سيشارك فى مراقبة الانتخابات الرئاسية فى مصر قال الخضراوى اننا سعداء للغاية لأن تكون هناك انتخابات رئاسية فى مصر تتسم بهذا الوضوح, مضيفا أننا في الاتحاد الأوروبي سنكون سعداء إذا تمت دعوتنا للمشاركة فى متابعة هذه الانتخابات ..لكن هذا لم يتم حتى الآن .. وقال ان هناك متطلبات كثيرة تحتاجها مصر. ومن جانبها قالت مارتيجا شاكى "اننا فى البرلمان الأوروبى ندين بشدة أعمال العنف ووقوع ضحايا من المتظاهرين ..ويجب أن يكون هناك تحقيق سريع بشأن أحداث العنف, كما ناشدت الافراح عن كافة المعتقلين السياسيين وكل من يحاكموا أمام محاكم عسكرية منوهة بأن كل هذه الأمور تؤدى لخلق حالة من عدم الثقة أمام الشعب المصرى. وحول قانون العزل السياسي في مصر قال الخضراوي "إن الأمر يتعلق بالمصريين ومدى تعريفهم لأعضاء النظام السابق". وردا على سؤال حول ضعف آداء البرلمان المصرى أكد الخضراوى أن البرلمان الأوروبى يحترم النتائج التى أفرزتها الانتخابات البرلمانية ونعرف أن الفترة التى سبقت اجراء تلك الانتخابات قصيرة للغاية وتقدر بنحو عام وهى غير كافية لإنشاء أحزاب سياسية وتعريف الجماهير بقيادات وبرامج هذه الأحزاب ولكن بمرور الوقت سوف تتحسن هذه الأمور مشيرا الى أن القرار فى النهاية فى يد الشعب والبرلمان . وشدد على ضرورة أن تتسم الانتخابات الرئاسية المقبلة بالحرية والنزاهة قائلا انه من حق المرشحين أن يتمتعوا بمراقبة هذه الانتخابات بشكل جيد لكن الأهم من كل هذا هو الاسراع بنقل السلطة فى أقرب وقت ممكن إلى سلطة مدنية.