أكدت دراسة حديثة أجرتها د.حنان يوسف أستاذ الاعلام بجامعة عين شمس والرئيس التنفيذي للمنظمة العربية للحوار والتعاون الدولي ان بعض وسائل الاعلام تكرس صوراً نمطية سلبية لبعض المهن اليدوية ولاتعكس تقديرا لقيمة العمل . وقالت د.حنان يوسف لأخبار مصر إن الدراسة التي أجرتها بالتعاون مع منظمة العمل العربية حول دور الإعلام فى الترويج لقيمة العمل أثبتت أن بعض المهن خاصة اليدوية تواجه امتهانا مثل :(عمال نظافة - الصرف الصحي -جامعى القمامة) ،ما يعتبر مؤشراً أن بعضها قد يختفي خلال السنوات القادمة مشيرة الى أن صورة رجال الأعمال تظهر فى وسائل الاعلام أحيانا وكأن المهنة ستار لممارسة أنشطة غير مشروعة تحت مظلة العمل . وأوضحت د. يوسف أنه رغم كون العديد من الدول العربية مجتمعات زراعية إلا أن الشباب قد يرفضوا العمل بمهنة الفلاحة ،ربما بسبب الصورة الذهنية التي شكلتها وسائل الإعلام لتلك المهنة . وربطت د. يوسف ذلك بما توصلت اليه إحدى الدراسات الإعلامية التي حللت صورة الفلاح في الدراما التليفزيونية من اقتصار المعالجة الدرامية لصورته على السخرية منه واستعلاء أهل المدينة عليه والتركيز على صور الشقاء فى محاولة لتغيير واقعه مما كون صورة ذهنية سلبية، أدت إلى عزوف الأغلبية العظمى من الشباب عن الالتحاق بالتعليم الزراعي وكليات الزراعة . وأضافت الرئيس التنفيذى للمنظمة العربية للتعاون الدولى أن الدراسة كشفت ترويج أحداث الدراما العربية لثقافة الوساطة فى اقتناص فرص العمل المتميزة ،ما يعكس تجاهل أهمية التفوق العلمي واكتساب مهارات شخصية مؤهلة لسوق العمل وهذا يؤدي إلى اللامبالاة وفقد الثقة بالذات وبالمجتمع . ونبهت الى أن الدراما في معظم الأحيان تؤكد أن الشخصيات التي نجحت في الوصول لهدفها من النماذج السلبية ذات الصفات السلوكية القائمة على الفهلوة - والرشوة والتلاعب بالآخرين . وأشارت رئيس المنظمة الى أن الخطاب الاعلامي لا يبرز قوة مبدأ الثواب والعقاب وغياب المحاسبة للمقصر في سوق العمل العربي مما يكرس نظرة سلبية انعكست على مستوى الأداء في مجالات العمل بغض النظر عن الجهد والكفاءة وتصبح الاختبارات مجرد اجراء نمطي دون الاهتمام بتقييم نتائجه أو تطبيقه .