تصاعدت حدة الخلافات بين المحامين والضباط بمديرية أمن بني سويف، خلال ال 48 ساعة الماضية في أعقاب الاشتباكات التي شهدتها محكمة إهناسيا بين الطرفين الخميس الماضي على خلفية تجديد حبس 3 متهمين بالاتجار في الوقود بالسوق السوداء 15 يوما أثناء نظر القضية أمام هيئة المحكمة. وتدخلت قوات الشرطة لحراسة القاضي وهيئة المحكمة، ما أدى إلى إصابة 8 محامين أثناء الأحداث ، تم نقلهم للمستشفى إثر استنشاقهم غازا مسيلا للدموع، وسقوط أحدهم من شرفة مبنى محكمة إهناسيا . وقد عقدت صباح السبت جمعية عمومية طارئة لمحامي إهناسيا، بمقر المحكمة الابتدائية، شهدها عدد من محامي بني سويف وببا وسمسطا، بحضور محسن أبو عقل نقيب المحامين بالمحافظة، وأعضاء مجلس النقابة وجابر منصور عضو مجلس الشعب عن المحافظة، وعضو النقابة العامة للمحامين . واستعرض نقيب المحامين، خلال كلمة ألقاها أمام الاجتماع، الخطوات والإجراءات التي تمت لحل المشكلة بين المحامين والشرطة ، والاتصالات المكثفة التي تلقاها من سامح عاشور النقيب العام للمحامين ووزير العدل وعدد من قيادات وزارة الداخلية، وأعضاء مجلس الشعب، واللواء عطية مزروع مدير أمن المحافظة. واتفق المحامون، وقيادات الشرطة على خطوات لحل المشكلة، وفي مقدمتها عقد اجتماع بين المحامين وقيادات المديرية بمركز شرطة بني سويف، وتحديد مطالب عاجلة، تتمثل في الملاحقة الجنائية لأفراد الشرطة المتهمين بالمشاركة في الأحداث، والتعويض المادي والمعنوي للمضارين من المحامين في الأحداث وعن الخسائر والتلفيات التي أحدثتها قوة الشرطة المكلفة بحراسة وتأمين مبنى محكمة إهناسيا. وتشمل المطالب أيضا الاعتذار العلني من قبل جهاز الشرطة في مؤتمرعام، تحضره قيادات مديرية أمن بني سويف، وقيادات مجلس النقابة، عما حدث من قبل الضباط، والاتفاق على القيام بزيارة للمحامي هشام سيد سليمان المصاب بكسور مضاعفة بإحدى المستشفيات الخاصة، من قبل وفد يمثل الشرطة والمحامين، والذي سقط من شرفة مبنى المحكمة أثناء حصار الشرطة للمبنى. ومن جانبه ،صرح الأمير جاد عضو مجلس نقابة المحامين بأن "محاميي بني سويف نظموا وقفه احتجاجية داخل قسم بني سويف ليلة الجمعة اعتراضا على الأحداث التي شهدتها محكمة إهناسيا، طالبوا خلالها بتقديم عدد من ضباط وجنود الشرطة للمحاكمة العاجلة لاعتدائهم على الأهالي والمحامين داخل المحكمة، ما أسفر عن إصابة 8 محامين تماثلوا للشفاء، فيما عدا محام واحد تم محاصرته داخل نقابة المحامين بإهناسيا، ألقى بنفسه من شرفة مبناها هربا من الأحداث. وأضاف جاد أن ذلك جاء عقب صدور حكم بتجديد حبس 3 متهمين بسرقة وبيع السولار والبنزين في السوق السوداء وقيام أهالي المتهمين وبعض المحامين بمحاولة التعدي على القاضي الذي أصدر حكما بتجديد الحبس للمتهمين ما اضطر الشرطة لتفريق المتعدين بالقنابل المسيلة للدموع ، وهروب المحامي ( هشام سيد سليمان ) بالفرار من تعدي رجال الشرطة بالقفز من شرفة المحكمة مما إصابته بكسور مضاعفة في الحوض". وأكمل عضو مجلس النقابة: "أنه تم الاتفاق على عقد مؤتمر موسع للاعتذار لكل المحامين من قبل كبار الضباط بمديرية الأمن، ووضع آلية للاحترام والتعاون المتبادل بين أفراد الشرطة والمحامين، وتشكيل وفد مشترك من الشرطة والمحامين لزيارة المحامي المصاب بالمستشفى، والاستجابه لما يرضيه من مطالب".