بعد زيارته الناجحة الى روسيا، يقوم الرئيس عبدالفتاح السيسى بجولة آسيوية خارجية جديدة تشمل كلا من سنغافورة والصين وإندونيسيا، خلال الفترة من 30 أغسطس حتى الخامس من سبتمبر القادم. يبدأ السيسى جولته بزيارة الى سنغافورة تلبية لدعوة رسمية من تونى تان رئيس سنغافورة، ,وهي الزيارة الأولى من نوعها لرئيس مصرى إلى سنغافورة، و تأتى تتويجًا للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين التى سيتم الاحتفال بمرور 50 عامًا على إقامتها فى عام 2016. وكان السيسي قد تسلم دعوة الزيارة فى الخامس من أغسطس الجارى خلال استقباله زين العابدين رشاد المبعوث السنغافورى الخاص للشرق الأوسط ووزير الدولة السابق للشئون الخارجية بحضور سفير سنغافورةبالقاهرة. ويعقد السيسي – خلال الزيارة – لقاء قمة مع رئيس سنغافورة حول سبل دعم علاقات التعاون بين مصر وسنغافورة فى كافة المجالات الاقتصادية والتجارية، وبخاصة فى مجالات إدارة الموانئ وتحلية المياه وبناء القدرات وتدريب الكوادر وتدشين البرامج الخاصة بالصناعات الصغيرة والمتوسطة والتدريب المهنى والتعليم. وتعقبها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدى البلدين لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية والاستفادة من التجربة الاقتصادية فى سنغافورة وجذب استثمارات جديدة لمحور تنمية قناة السويس بالإضافة الى التعاون في عدد من المجالات بينها إدارة الموانئ وتحلية المياه وبناء القدرات وتدريب الكوادر والبرامج الخاصة بالصناعات الصغيرة والمتوسطة والتدريب المهني والتعليم بالاضافة الى قضايا مكافحة الإرهاب والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. جدول الزيارة :- ويلتقى السيسي خلال زيارته بقصر الرئاسة السنغافورى مع لي هسيين لونج رئيس وزراء سنغافورة حيث يقع مقر الحكومة ايضا ويقيم الرئيس السنغافورى مأدبة عشاء تكريما للرئيس. وقالت السفيرة فاطمة جلال سفيرة مصر فى سنغافورة إن زيارة السيسى إلى سنغافورة هى زيارة دولة وتعد زيارة تاريخية لأنها أول زيارة لرئيس مصرى على الإطلاق فى تاريخ البلدين ، وتتزامن مع الذكرى الخمسين لاستقلال سنغافورة وإحتفال البلدين بالعلاقات الدبلوماسية بينهما التى بدأت منذ 50 عاما ، حيث كانت مصر أول دولة عربية تعترف بسنغافورة وأنها جاءت بدعوة من الرئيس السنغافورى تقديرا لدور مصر على المستويين الدولى والإقليمي فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. وأكدت السفيرة أن زيارة الرئيس هامة للغاية حيث تعد سنغافورة من اكبر الدول ذات المركز المالى المتقدم فى العالم ، وتملك خبرات كبيرة فى عدد من المجالات مثل معالجة وتحلية المياه والشحن والتفريغ ، ويمكن لمصر الاستفادة منها ، وقالت إن زيارة الرئيس إلى سنغافورة تركز بشكل أساسى على ثلاثة مجالات للتعاون بين البلدين هى التعليم الفنى وإدارة الموانئ بالاضافة الى تحسين إدارة المياه وتحلية مياه البحر لأغراض الزراعة ، وأضافت أن هذه المجالات لها أهمية كبيرة للتنمية فى مصر خاصة مع إعلان الرئيس عن استصلاح اكثر من 4 ملايين فدان خلال السنوات الثلاث القادمة. وأشارت أن الرئيس سيبحث العمل على زيادة حجم التبادل التجارى الذى وصل الى 671 مليون دولار فى 2014 وتشجيع الشركات فى سنغافورة على الاستثمار فى مصر فى مجالات الزراعة والشحن البحرى والتجارة ، كما تعد الزيارة فرصة مهمة لرجال الأعمال والمستثمرين فى سنغافورة للتعرف على الفرص المتاحة للاستثمار فى مصر خاصة وان رؤوس الأموال السنغافورية تتنوع وتنتشر فى الكثير من دول العالم وأوضحت أن العلاقات بين البلدين عميقة وممتدة حيث قام رئيس سنغافورة بزيارة مصر فى 2006 ، وتعمل الدولتان معا على المستوى الدولى ، مشيرة الى انه عندما تقدمت مصر بترشيحها لمقعد فى الأممالمتحدة كانت سنغافورة من أول الدول التى دعمتها وكان لها دورا داعما لثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو . وأضافت أن الرئيس سيلتقى فى مقر إقامته فى سنغافورة بعدد من رؤوساء الشركات والمستثمرين السنغافوريين لطرح فرص الاستثمار الواعدة فى مصر فى شرق التفريعة ومحور قناة السويس وعدد من المناطق الاقتصادية الاخرى فى مصر ،وعرض التيسيرات التى تمنحها مصر لرؤوس الأموال الأجنبية وتعديلات قانون الاستثمار ، وبعدها يدلى الرئيس بحدث تليفزيونى لقناة سانل نيوز وهى أكبر قناة فى منطقة جنوب شرق اسيا واكثرها انتشارا نشأة العلاقات الدبلوماسية :- نشأت العلاقات الدبلوماسية بين مصر وسنغافورة فى 22 نوفمبر 1966، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي اعترفت سياسياً بسنغافورة ، وتتمتع مصر وسنغافورة بعلاقات سياسية متميزة وتتطابق وجهات نظرهما حيال العديد من القضايا الدولية من خلال الأممالمتحدة وحركة عدم الانحياز. وعندما تقدمت مصر بترشيحها للعضوية مجلس الامن ، كانت سنغافورة من أوائل الدول التى دعمتها ، ولعل من أبرز الأمثلة على التنسيق السياسى بين البلدين هو تأسيس منتدى الحوار الآسيوي الشرق الأوسطي عام 2004 بناء على تنسيق مصرى سنغافورى، وهو الحوار الذي استضافت سنغافورة أول اجتماع له فى يونيو 2005 بينما استضافت مصر الاجتماع الثانى له فى شرم الشيخ فى أبريل 2008 . وتم إنشاء لجنة للمشاورات السياسية بمقتضى الاتفاق الموقع فى سنغافورة فى 25 فبراير 2009 وقد عقدت اللجنة ثلاثة اجتماعات آخرها فى سنغافورة فى نوفمبر 2013 . وقد أبدى الجانب السنغافورى اهتماما واضحا بمشروع محور قناة السويس ومشروعات استصلاح الأراضى ومشروعات انتاج الخضر والفاكهة، وتم الاتفاق على إيفاد وفد من رجال الأعمال السنغافوريين إلى القاهرة للوقوف على الفرص الاستثمارية المتاحة، علما بأن حجم الاستثمارات السنغافورية فى مصر تبلغ حوالى 200 مليون دولار سنغافورى وحجم التبادل التجارى 671 مليون دولار بلغ فى عام 2014، بالاضافه الى ان مصر هى ثالث أكبر سوق استثمار لسنغافورة فى الشرق الأوسط فى 2014. اما موقف سنغافورة من التطورات الأخيرة فى مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013، فقد أصدرت وزارة الخارجية السنغافورية بيانا فى 4 يوليو 2013 أكدت فيه أنها تتطلع إلى إستعادة مصر الأمن والاستقرار السياسى فى أقرب وقت. كما أدانت سنغافورة التفجيرات التى وقعت بمديرية الأمن بالقاهرة وبعض المناطق الأخرى فى 24 يناير 2014 مؤكدة عن دعمها لجهود الحكومة المصرية لتقديم من قاموا بتلك الأعمال الإرهابية إلى العدالة. وينظر السنغافوريون الى مصر والازهر الشريف كقبلة للعالم الاسلامى فهناك 300 طالب كل عام يدرسون فى جامعة الأزهر ويعودن الى بلادها كسفراء ينشرون الدين الاسلامى الوسطى القائم على التسامح والاعتراف بالآخر، اما مصر فترغب فى الاستفاده من التجربه السنغافورية فى تطوير التعليم الفنى الذى تتفوق فيه سنغافورة وتتسم العلاقات السياسية بين مصر وسنغافورة بالرغبة المتبادلة من الجانبين في تطويرها في شتي المجالات ، والتي يعكسها كثافة وتيرة الزيارات المتبادلة بين الجانبين . كما شهدت العقود الأربعة الماضية تنسيقاً جيداً بين البلدين على المستوى السياسي، من خلال الأممالمتحدة ، بالإضافة إلى حركة عدم الانحياز. التعاون الثقافى : مواصلة بحث فرص إقامة علاقات تعاون علمي بين المؤسسات العلمية المصرية ونظيرتها السنغافورية، مثل جامعة سنغافورة الوطنيةNTU وجامعة ومؤسسة A STAR ، من خلال النظر في وضع إطار قانوني للتعاون بين الجانبين، ينظم مسائل تبادل الأساتذة والخبراء والباحثين والطلاب والمواد العلمية وتقديم المنح الدراسية . وقدإقيمت فعاليات ثقافية تشمل إقامة ليلة ثقافة مصرية وإقامة معرض فنى EGYPT DAY3.كما اقيم معرض للآثار الإسلامية والقبطية بالمركز الثقافي لتراث الملايو. استمرت الاتصالات الجارية ببين الجهات المعنية في البلدين من أجل إقامة معرض فنى لمؤسسة الأهرام بسنغافورة، من واقع أرشيف المؤسسة يتضمن صوراً عن سنغافورة، وذللك بالتعاون مع جامعة سنغافورة الوطنية. وشاركت وزارة الثقافة المصرية فى مهرجان SACRED MUSIC FESTIVAL الفني في دورته المقامة عام 2011 في سنغافورة . لمواصلة العمل من أجل ترسيخ دور الأزهر الشريف في سنغافورة، ومتابعة الخطوات التنفيذية لاقامة كلية الجنيد للدرسات العربية والإسلامية وافقت جامعة الأزهر على مبادرة إقامة الكلية من حيث المبدأ. يقدم الازهر الشريف منح للدراسة لمسلمي سنغافورة وهناك 300 طالب كل عام يدرسون فى جامعة الأزهر، كما تقدم وزارة التعليم العالي منحه واحدة لدراسة اللغه العربية. – يوجد مشروع مذكرة تفاهم مقدم من سنغافورة ومحل دراسة من الجانب المصري للتعاون مع جامعة الأزهر لايفاد اساتذة من الازهر لالقاء المحاضرات في أكاديمية المركز الاسلامي بسنغافورة . الزيارات المتبادلة: زيارات الجانب المصري : زيارة فضيلة الإمام شيخ الأزهر الشريف لسنغافورة خلال الفترة من 24 إلي 26 مايو في 2006 والتي جاءت بناء علي دعوة رسمية من رئيس وزراء سنغافورة Lee Hsien Loong . زيارة رئيس مجلس الشعب في 5 مايو2007 . زيارة وزيرة التعاون الدولي في 45 أبريل 2007 . زيارة وزير الاستثمار في اغسطس 2008 . زيارة وزير الاستثمار المصري لسنغافورة في الفترة من 14 الي 15 اغسطس 2008 ، اجتمع خلالها مع الوزير الاول السنغافوري / جو تشوك، ووزير الدوله للتجارة و الصناعه/ اس اسوران، بالإضافة إلي العديد من رؤساء الشركات والهيئات المعنية بتشجيع الاستثمار، حيث تم خلال الزيارة، عرض موسع لفرص الاستثمار المتاحة في مصر، وبحث سبل تنمية الاستثمارات السنغافورية في مصر، وقد أسفرت الزيارة عن الآتي : توجيه دعوات للعديد من كبار المسئولين عن تشجيع الاستثمار لزيارة مصر من خلال بعثات استثمارية متخصصه (شركة INTERNATIONAL ENTERPRISE SINGAPORE ) الاتفاق علي تعزيز التعاون الفني بين البورصة المصرية و بورصة سنغافورة . الاتفاق علي موافاة بنك التنمية السنغافورى بقائمة المشروعات التي تقام في مصر بنظام الPPP لدراستها والتعرف علي فرص المساهمة فيها . الاتفاق علي قيام شركة NOL للنقل والشحن، والتي تعد خامس اكبر شركة شحن في العالم، ولها مكتب بميناء العين السخنه علي دراسة مشروع تنمية ميناء سفاجا وموافاة الجانب المصري بملاحظات الشركة، واعداد ورقة عمل حول برنامج التعاون المستقبلي، و تعزيز استثمارات الشركة في السوق المصري . – زيارات الجانب السنغافوري : زيارة رئيس جمهورية سنغافورة لمصر خلال الفترة من 14 -16نوفمبر 2006 ، والتي تزامنت مع مرور 40 سنة على بدء العلاقات الدبلوماسية بين مصر وسنغافورة عام 1966 زيارة رئيس البرلمان السنغافوري إلي مصر في الفترة من 14 إلي 18 ديسمبر 2008. زيارة وزير الخارجية السنغافوري الي مصر يوم 3 ابريل 2008 . العلاقات اللاقتصادية: بلغ حجم التبادل التجاري 403 مليون دولار ، وقد بلغت الصادرات المصرية 267 مليون دولار . ما زالت مصر تدرس عرض شركة سنغافورية Tolaram/Jurong لإقامة مجمع صناعي Industrial Park في شرق بورسعيد. يعد مجال التعاون الثنائي في المجال التقني والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من أهم المجالات الواعدة، والتي تبشر بقيام تعاون مثمر بين البلدين في مجالات تكنولوجيا المعلومات، ونظم الاتصالات والجمارك وتنمية المواني ، خاصة في أعقاب زيارة وزير الاستثمار المصري إلى سنغافورة في أغسطس 2008. قام وفد من عدد من شركات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالاضافة الي ممثلي هيئة SINGAPORE INFORMATION TECHNOLOGY FEDERATION بزيارة الي مصر في الفترة من 11 الي 14 يناير 2009، تم خلالها الالتقاء بالمسئولين في وزارة الاتصالات، تكنولوجيا المعلومات، وزارة التنمية الادارية، وهيئة الجمارك المصرية، ومسئولي البورصة المصرية لاستكشاف فرص التعاون بين البلدين في مجالات أمن شبكات المعلومات، والحكومة الاليكترونية والتعاون بين البورصة وهيئتي الجمارك في البلدين . خطوط الشحن و الطيران المباشر NOL، افتتحت شركة للنقل البحرى مكتباً لها مؤخراً في مصر في ميناء العين السخنه ، كما تقوم الخطوط السنغافورية بثلاثة رحلات اسبوعية مباشرة الي القاهرة . العمل على توقيع إتفاق التعاون الاقتصادى الشاملCECA خلال النصف الأول من عام 2011. الترويج لفرص الاستثمار من خلال : عقد الندوة الثالثة EGYPTDAY فى شهر فبراير 2011. العمل على إجراء زيارة لمسئولى صناديق الاستثمار السيادية ( GIC- TEMASEK ) لمصر . متابعة تطورات زيارات مسئولى شركات القطاع الخاص ولقاءاتهم مع المئولين المصريين والتعرف على المصاعب التي تقابلهم والعمل على تذليلها. إستمرار الجهود المبذولة لإقناع الجانب السنغافورى بإفتتاح مكتب لمؤسسة IE في مصر ، وهي الجهة المسئولة عن تشجيع الإستثمار السنغافورى بالخارج . بحث سبل نقل الخبرة المصرية في مجال مد توصيلات الغاز الطبيعي ، ومشاركة الشركات المصرية في المناقصات التي تطرحها وزارة البترول . مواصلة جهود البعثة لإرساء تعاون بين مؤسسة "سبرنج" السنغافورية والصندوق الإجتماعى للتنمية من أجل تبادل الخبرات لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مصر ، وتنمية المناطق الصناعية التابعة لوزارة التجارة والصناعة . متابعة بحث المقترحات الخاصة بالدخول فى مشاريع مشتركة بنظام PPP في تنمية المناطق الصناعية والتقنية والطرق ومجال الخدمات الإدارية والاستثمار التجاري. وصل حجم التبادل التجارى 671 مليون دولار فى 2014. وتعد مصر ثالث أكبر سوق استثمار لسنغافورة فى الشرق الأوسط فى 2014.