حققت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روسيا عدة نتائج إيجابية واضحة على المستويات السياسية والاقتصادية وملف بناء محطة الضبعة النووية حيث تم توقيع اتفاقيات اقتصادية لضخ استثمارات روسية في السوق المصرية، وأخرى لاستيراد أسلحة متطورة فضلاً عن اتفاقية للإستفادة من التكنولوجيا النووية الروسية في انشاء محطة الضبعة النووية، وانشاء منطقة تجارة حرة. كانت هذه أبرز نتائج زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى موسكو، وعقد لقاءات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ووزراء ورؤساء شركات روسية. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، فإن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لروسيا حظيت بحفاوة كبيرة من الجانب الروسي وهناك انطباع إيجابي واهتمام على كافة الأصعدة والمستويات سواء السياسية والاقتصادية في تعزيز ودعم العلاقات بين القاهرةوموسكو خلال الفترة المقبلة. وأضاف إن الفترة المقبلة ستشهد تفعيل كل المبادرات التي طرحتها مصر مع الجانب الروسي وهناك رؤية إيجابية ومصلحة مشتركة سيشهدها الشعبان الروسي والمصري. موقع "أخبار مصر" www.egynews.net أجرى حواراً مع الدكتور عبد المنعم السيد مدير مركز القاهرة للدراسات الإقتصادية والإستراتيجية حول أهم نتائج زيارة الرئيس لروسيا. نص الحوار. ***ماهي اهم الملفات التي تم مناقشتها في زيارة الرئيس السيسي إلي روسيا ؟ يوجد عده ملفات هامة ومحددة تم مناقشتها ودراستها خلال الزيارة لعل أهمها : اولا : الملف الأمني:- ومواجهه التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش ثانيا : الملف العسكري :- والتعاون العسكري المصرى الروسي في محاوله مصريه لتنويع مصادر السلاح المصرى والاتفاق على صفقات سلاح طيران ميج 29وايضاً التعاون العسكري الروسي لتحديث الأسلحة المصرية ثالثا : الملف السياسي:- والذي تم من خلاله مناقشه الوضع العربي والوضع السورى ومحاولة لحل الأزمة السورية الحاليّه وايضاً تحاول مصر الحصول على تأييد روسيا وحلفاؤها في دعم ترشح مصر في مجلس الأمن عامي 2016 ، 2017. رابعا : الملف الاقتصادي :- والذي شهد احداث واتفاقيات كثيرة وكبيرة تصب كلها في صالح مصر وذلك من خلال . ( 1 ) اتفاقية التجارة الحرة : والتي من خلالها سيتم التبادل التجاري بين مصر وروسيا بدون جمارك او ضرائب مما سيتيح لزيادة حجم التبادل التجارى المصرى الروسي الذي وصل إلي 5،4 مليار دولار خلال عام 2014 بزيادة قدرها 86 ٪ عن عام 2012 الذي كان في حدود 1،8 مليار دولار ، ومن المعلوم ان مصر تستورد من روسيا القمح بنسبه 50٪ من احتياجات مصر سنويا في حدود 2،5 مليون طن قمح تقريبا . وايضاً الغاز الطبيعي : وان كان حجم التبادل التجارى المصرى الروسي يَصْب حاليا في صالح روسيا حيث ان مصر تستورد من روسيا قمح وغاز وبعض المعدات الثقيلة في حدود 4،8 مليار دولار في حين ان مصر تصدر لروسيا المواد الغذائيه والصناعات الغذائيه والجلود في حدود 500 مليون دولار وللعلم ان صادرات مصر لروسيا زادت خلال عام 2014 بنسبة 22 ٪ وهذه الاتفاقيه من شأنها زياده حجم الصادرات المصرية لروسيا ولا سيما في ظل الحظر على الواردات الروسية المفروض عليها من امريكا ودوّل الاتحاد الاوروبي والنرويج حتى اغسطس القادم. ( 2 ) إقامة منطقة صناعية روسية في مصر : تم الاتفاق على إقامة منطقة روسية في منطقة جبل عتاقه بمحور تنمية قناة السويس وقد يكون هناك منطقة اخرى صناعية روسية على محور قناة السويس والهدف من هذه المناطق نقل التكنولوجيا الروسية في مجال صناعة المعدات الثقيلة إلي مصر ، ومن المتوقع ان تشهد هذه المناطق جذب عماله كبيرة مصرية * واجعلني هنا اشيد بموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحرص في كل زياراته الخارجية إلي الجلوس والتشاور مع رجال الاعمال وعرض الفرص الاستثمارية في مصر ومحاولة جذب الاستثمارات وهذا ماحدث في كل زياراته بما فيها زيارته الاخيرة لروسيا . ( 3 ) صفقات وعقود استيراد الغاز الطبيعي حتى عام 2019 من ضمن الاتفاقيات الناجمة التي شهدتها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الي روسيا حاليا اتفاقية استيراد الغاز الروسي الي مصر حتى عام 2019 والهدف من ذلك تأمين مصادر تموين المحطات الكهربائية في مصر حتى عام 2019 وارسال رسالة قوية للمستثمرين ان مصادر الطاقة اللازمة للمشروعات في مصر متاحة وان مصر جادة في توفير احتياجات مصر من الطاقة . ( 4 ) إقامة محطة الضبعة النووية : مصر حريصه على تنوع مصادر الطاقة لديها من خلال محطات طاقة تقليدية سواء قائمة على الغاز الطبيعي او الفحم او محطات طاقة شمسية او محطات طاقة نووية وبالفعل مصر جادة ولديها إرادة نحو إقامة محطتين طاقة نووية في منطقه الضيعة بأستثمارات 5 مليار دولار لتوليد 2400 الف ميجاوات لمواجهه المتطلبات والفجوة التي تعاني منها مصر حاليا وتوفير احتياجاتها مستقبلا . والأهم من ذلك ان وجود محطات للطاقه النووية في مصر سيساهم في التطوير الصناعي والتكنولوجي المصرى وهذا هو المنشود .. والجانب الروسي قدم عرضا جيدا لتمويل وبناء المحطتين في الضبعة ولكن هذا لا يمنع أحقية مصر في دراسة العروض الاخرى المقدمة من فرنسا وأمريكا للحصول على أفضل العروض … وإن كنت ارى ان عرض الجانب الروسي هو الأرجح . ( 5 ) إقامة صندوق الاستثمار الإماراتي المصرى الروسي : من المتوقع اقامه وإنشاء صندوق استثمار وتمويل مصرو إماراتي روسي لإقامة مشروعات تنموية على الارض المصرية بتمويل إماراتي وبتكنولوجيا روسية . *** هل ترى ان هذه الزيارة ستعزز موقف مصر الاقتصادي ؟ بكل تأكيد هذه الزيارة ناجحة بكل المقاييس وبها عده ملفات هامه تم مناقشتها وتم التأكيد على بدء انشاء المنطقة الصناعية الروسية في مصر كما ان روسيا تعد المحطة الأولي في هذه الزيارة للرئيس عبد الفتاح السيسي وهناك محطة اخرى في سنغافورة ثم الصين والهدف من هذه الزيارات هو نقل التكنولوجيا السنغافورية والصينية لمصر خاصة في مجال الصناعة والتعليم . *** هل ترى ان توجه مصر ناحيه روسيا هو خروج من التبعية المصرية لامريكا ؟ مصر دولة مستقلة تحاول ان تكون لها علاقات جيده ومتميزة مع كافة دول العالم والتقارب المصرى الروسي الحالي قائم على تبادل المصالح بين البلدين في الوقت الراهن كما ان مصر تحاول ان تكون لها علاقات بكافة الدول وتنوع مصادر السلاح لديها وجذب المزيد من الاستثمارات التي تحتاج اليها مصر حاليا لدعم الاقتصاد المصرى ولكن هذا لا يمنع ان مصر لديها علاقات جيدة بالولايات المتحدةالامريكية . *** وماذا عن الملف السياحي؟ تحاول مصر جذب السياحه الروسيه لمصر والتي وصلت خلال عام 2014 الي 2،8 مليون سائح روسي قاموا بزيارة مصر تعتبر السياحة الروسيه من أعلي الوفود السياحيه لمصر حيث تمثل مايقرب من 18%من إجمالي عدد السائحين الذين يزورون مصر ومن المتوقع زياده حجم السياحه الروسيه لمصر لتصل الي 5 مليون سائح في غضون 3 سنوات وهذا يعني زياده الدخل المصري من الحصيلة الدولاريه وأيضا تنشيط قطاع السياحة المصري من فنادق وخدمات سياحيه كثيره ومتنوعة مرتبطه بهذا الشأن *** كان هناك حديث حول اتفاق العملة بين مصر و روسيا من خلال التعامل بالعملة المحليه بديلا عن الدولار الأمريكي. .فهل ذلك جائز وسيعود بالنفع على مصر؟ أولا التبادل بالعملة المحليه تجربه مفيده وتمت بالفعل من قبل بين روسياوالصين وأيضا بين الهند و روسياوالصين والهدف منها تقليل الطلب والضغط علي الدولار الأمريكي وكذلك الحال بين مصر و روسيا سيكون الأمر مفيد للغايه البلدين لتقليل حده الطلب علي الدولار أيضا تشجيع و زياده حجم التبادل التجاري ل يتضاعف خلال السنوات القليلة القادمة أيضا سيساعد روسيا علي زياده وارداتها من مصر أيضا سيشجع السياحه الروسيه علي الدخول لمصر والتعامل بالعملة المحليه الروبل الروسي كما هذا سيشجع دوله مثل الجزائر للتعامل مع روسيا و مصر بالعملة المحليه ولكن هذا يحتاج لمناقشات و دراسات تتم بين البنك المركزي المصري و نظيره الروسي لوضع السياسات النقدية الملائمة.