أمر غريب أن يشعر المواطن أنه لا شيء في وطنه.. ومن أين تأتي هذه الإهانة؟! من أعلي سلطة في البلد.. من المجلس العسكري.. ومن الحكومة ومن بعض المنتسبين إلي القضاء.. لقد أفقدونا الانتماء.. سلبوا الكرامة.. أمام وهم تمثله الولاياتالمتحدةالأمريكية.. هي ربهم الأعلي.. هي صاحبة المنة والعطاء.. وهي صاحبة القرار.. إذن ما نعيشه قبل الثورة وبعدها تمثيلية.. الأبطال طرف أول معروف وطرف ثان أيضا معروف وطرف ثالث هو اللهو الخفي.. أما المواطن فهو الترس أو الكومبارس! ما حدث في قضية التمويل الأجنبي شيء يندي له الجبين.. مذلة ومهانة لن يتحملها المصري البسيط.. إنما هي مسئولية الحكومة والمجلس العسكري.. وكل من ساهم في هروب الأجانب المتهمين في القضية.. هو هروب وليس خروجا آمنا وفقا لإجراءات قانونية سليمة.. هو تحايل علي القانون.. هو إساءة لاستخدام السلطة.. سواء من كبير القضاة أو ممن وقع طلب السماح للمتهمين بالخروج من مصر.. وعلي طائرة عسكرية أمريكية حطت بمطار القاهرة دون أي إذن أو تصريح.. وما هو المقابل.. ملايين غير معدودة.. لحساب من؟ لا أدري. إنني أرفع القبعة تحية واحتراما لهيئة المحكمة التي كانت تنظر القضية وتنحت عنها.. وأيضا لقاضيي التحقيق المستشارين سامح أبوزيد وأشرف العشماوي اللذين أعلنا الامتناع عن الاستمرار في تحقيقات التمويل الأجنبي.. وأطالب باستقالة وزير العدل.. ورئيس محكمة الاستئناف والنائب العام وأين السيدة فايزة أبوالنجا التي صدعت رؤوسنا بمقولة لن نركع لأمريكا.. وركعت.. وركع معها الجنزوري وحكومته غير المأسوف عليها.. وعلي المجلس العسكري أن يخرج لإعلان الحقائق كاملة أمام الشعب.. الذي أُهين.. والذي ضُربت كرامته في مقتل.. هذا الشعب العظيم يستحق الإجلال والتبجيل.. لم يتعلم المجلس العسكري الدرس من عهد حسني مبارك.. ولم يستوعب الثورة.. ولم يفهم الشعب.. وقام بارتكاب جريمة نكراء في حق شعب مصر.. جعلت المصري مهانا في بلده.. وبدلا من أن تعمل علي تعميق انتماء المصريين لبلدهم.. ارتكبوا في الخفاء جريمة لن يمحو أثرها أحد.. وستظل وصمة عار في تاريخ مصر.. إنها جريمة امتهان كرامة المصريين وخيانة مصر.. وهل يمكن أن يفلت مرتكب مثل هذه الجريمة من عقاب الضمير.. ومن عقاب التاريخ؟! لقد وقفت القوات المسلحة العديد من المواقف المشرفة.. لكنها لن تمحو آثار هذه السقطة التاريخية.. والتي لم نعرف بعد تفاصيلها.. ومن الأفضل أن يخرج علينا المشير أو المتحدث الرسمي للمجلس العسكري ليتحدث عن تفاصيل ما جري.. والاعتراف بالخطأ ليس عيبا.. والاعتذار للشعب ليس عيبا.. لكن التكبر والتعتيم والديكتاتورية وإهانة الشعب بداية الخلاص من النظام الفاشي الذي يمارسه المجلس العسكري وحكومة الجنزوري.. ويسكت عنه البرلمان.. ويدافع عنه الأفاقون وأصحاب المصالح الذين يهيمون علي وجوههم مع كل نظام.. هُم هُم الذين يأكلون علي كل الموائد.. كانوا رجال النظام السابق.. وهم رجال النظام الحالي وهم أيضا رجال النظام القادم! الشعب يريد الخلاص.. من المجلس العسكري الذي فشل في إدارة البلاد.. الشعب يريد انتخاب رئيس مدني بأسرع وقت.. يتولي لفترة مؤقتة اعداد دستور البلاد.. والذي ينقلها من حكم العسكر المستمر منذ 2591 حتي الآن.. نريد حكما مدنيا.. لقد اختار الشعب البرلمان بمجلسيه.. وإن كانت هناك ملاحظات علي نظام الانتخابات الذي ساهم في حصول أغلبية للتيار الإسلامي السياسي.. إلا اننا نرضي باختيار الشعب.. وعلي التيار الإسلامي ان يستوعب الدرس ويمارس السلطة باستيعاب جميع تيارات الطيف السياسي.. وأن يسارع بوضع أولويات لإنقاذ مصر.. ووضعها علي طريق التنمية الصحيح.. وأن يعلم التيار الإسلامي السياسي أن مصر وطوال تاريخها تستوعب جميع المواطنين.. وأن الإسلام يسمح بحرية العقيدة وحرية الرأي.. وأن لا تضيق برأي مخالف مهما تطرف هذا الرأي.. وأن تعتمد علي الشباب في بناء مستقبلهم ومستقبل أمتهم.. انتهي دور العجزة والعواجيز.. وجاء دور الشباب.. ليخطط لمستقبل بلده.. ولهذا أنصح المرشحين لرئاسة الجمهورية فوق سن الستين أن يتراجعوا عن قرار الترشح.. وأن يتركوا الفرصة للشباب في كل المواقع.. من الممكن أن يكون العواجيز مستشارين وأصحاب نصح وارشاد.. أما ان يسيطروا علي المواقع والمناصب.. ويبقي الشباب عاطلا.. يهيم في الشارع وعلي المقاهي بحثا عن عمل.. أو حتي فرصة.. فهذا هو المثلث المقلوب.. الذي لن ينعدل حال البلد إلا إذا انعدل المثلث! دعاء يريح البال اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل وأعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء .. اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك آمين نقلا عن صحيفة الاخبار