هناك 6 مخاوف رئيسية يخشاها المواطنين على اختلاف مشاربهم فى جميع انحاء العالم.. يتقدم هذه المخاوف "التغير المناخى" الذى مثل اكبر المخاوف التى عبر عنها المستطلعين فى احدث دراسة اجراها مركز" بيو pew" الامريكى للابحاث، لقياس تصورات وتصنيف التحديات الدولية التى يواجهها البشر فى الالفية الجديدة.. والدراسة قد أجريت فى 40 بلدا تمثل قارات العالم المختلفة، وتضمنت استطلاع رأي نحو 45.435 شخصا في الفترة من 25 مارس – 27 مايو 2015.. وقد وُجد ان "التغير المناخى" يسيطر بشكل خاص على مخاوف البشر في أمريكا اللاتينية وأفريقيا، حيث عبر الأغلبية في معظم البلدان هناك عن قلقهم الشديد حول هذه المشكلة، حيث كان التغير المناخى هو مصدر القلق الاكبر فى نحو 19 دولة، وبلغ متوسط القلق فى امريكا اللاتينية نحو 61% ، بينما بلغت النسبة بين الأفارقة جنوب الصحراء نحو 59% الذين ابلغوا عن قلقهم البالغ وكان لديهم مخاوف كبيرة حول تغير المناخ. كذلك مثل "تغير المناخ" قلق بالغ في نصف البلدان الآسيوية التي شملها الاستطلاع، حيث حصل على نسبة تقدر بنحو 41 %، وكان هنودهم الاكثر قلقا بنسبة (73%) يليهم الفلبينيون (72% ).. اما اوربا فقد جاء قلقهم بالنسبة للتغير المناخي منخفض نسبيا عن بقية اجزاء العالم، وقد وجُد ان تغير المناخ العالمي ليس واحدا من اثنين من كبار التهديدات في أي دولة أوروبية شملها الاستطلاع، فقد سجل المستطلعين القلقين جدا بالنسبة لهذا التهديد 42% ، و كانت اعلى نسبة فى اسبانيا (59% )، وادنى نسبة فى بولندا (14%). بينما مثل خطر انتشار وتقدم التنظيم الارهابى "داعش" في العراق وسوريا وتكثيفه لعمليات الإعدام العلنية المروعة، اكبر قلق لدى كلا من الأوروبيين والشرق أوسطيين حيث احتل التنظيم قمة المخاوف الرئيسية لديهم.. حيث قال مواطنو 14 دولة فى الاستطلاع ان أكبر مصدر للقلق هو "تنظيم داعش" الارهابى وهو الجماعة المسلحة التى تسعى لاقامة دولة اسلامية في العراق وسوريا. ففي أوروبا، عبر 70% بالمتوسط عن مخاوف جدية حول التهديد الذي يشكله نمو نفوذ التنظيم. وكانت اعلى نسبة قلق في إسبانيا (77%)، وادنى نسبة تخوف كانت فى بولندا ( 29%) فقط ، حيث كان التخوف من "داعش" هو ثانى اعلى المخاوف بعد القلق من التوترات بين روسيا وجيرانها. وفى الشرق الاوسط كان الاهتمام بتنظيم "داعش" مرتفعا بشدة في البلدان المجاورة، حيث عبر أكثر من ثمانية من كل عشرة اشخاص في لبنان عن تخوفاتهم من التنظيم بنسبة بلغت (84%) و كان الخوف مرتفع خاصة بين المسلمين في لبنان، اما فى الجارة الغربية سوريا: بلغت نسبة التخوف 90 % بين السنة و87 % بين الشيعة، مقارنة مع 76 % بين المسيحيين.. وبلغت النسبة أكثر من النصف في الأردن (62%) والأراضي الفلسطينية (54%) كما احتل القلق من التنظيم مرتبة عالية في إسرائيل وتركيا، التي شهدت تدفق اللاجئين عبر حدودها الجنوبية مع تصاعد العنف. كذلك عبر غالبية الأميركيين (68% ) والكنديين (58%) عن قلقهم للغاية حول التهديد الذى يلوح في الأفق من تنظيم " داعش" ، كذلك ساد القلق المرتفع في عدد من الدول الآسيوية، بما في ذلك كوريا الجنوبية (75%)، اليابان (72%)، وأستراليا (69%) وإندونيسيا (65%). بينما عبر عدد قليل نسبيا في أفريقيا وأمريكا اللاتينية عن القلق الشديد إزاء هذا التهديد، ماعدا تنزانيا حيث عبر ما يقرب من النصف (51%) عن مخاوف كبيرة، وهى أعلى نسبة في أي بلد بالمنطقة. بينما احتل عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي وضع بارز ومثل الهم الاكبر للكثير من البلدان، وهو ثاني أكبر قلق لدى نصف البلدان التي شملها الاستطلاع.. وقد مثل هذا القلق التهديد الرئيسى في خمسة بلدان، بما فيها روسيا، حيث صوت43 % لصالح القلق الشديد بشأن الاقتصاد، بينما صوت حوالي ثلث الأوكرانيين (35%) للقلق بشان الاقتصاد الذى جاء بالمرتبة الثانية بعد قلقهم إزاء التوترات مع روسيا. وكان عدم الاستقرار الاقتصادي من بين التهديدات الكبرى في أمريكا اللاتينية، حيث بلغت نسبته نحو 54 % ، فستة اشخاص من كل عشرة اشخاص في البرازيل وفنزويلا قالوا انهم قلقون للغاية بشأن القضايا الاقتصادية، وهي أعلى نسبة في أمريكا اللاتينية حيث شهدتا البلدين قليلا من النمو الاقتصادى العام الماضي، و من المتوقع ام يزداد تعمق انكماش الاقتصاد فى عام 2015. وقد اصبحت المخاوف الاقتصادية مصدر قلق مماثل للبلدان في أفريقيا. و جاءت النسب مرتفعة فى غانا (67%)، اوغندا (62%) والسنغال (59%) ، ولكن يعتبر عدم الاستقرار الاقتصادي واحدا من اثنين من كبار المخاوف في كل بلد شملهم الاستطلاع في أفريقيا.. والقلق بشان عدم الاستقرار الاقتصادى صنف باعتباره ثاني أعلى تهديد في سبعة بلدان، بما في ذلك بعض أكبر الاقتصادات في العالم وهى الصين وفرنسا والهند وإيطاليا. ولقد كشفت الدراسة عن تضاؤل القلق بشان الخطر النووى الايرانى وهجمات القرصنة في الفضاء الحاسوبي ، و لقد كان الإسرائيليون هم الجمهور الوحيد الذى شملهم الاستطلاع و كان معدل قلقهم من ايران هو الابرز و شغلهم الشاغل بين القضايا الدولية التي تم اختبارها. حيث قال أكثر من نصف الإسرائيليين (53%) ان لديهم مخاوف كبيرة بشأن التهديد الذي يمثله البرنامج النووي الايراني. بلغت النسبة بين اليهود الإسرائيليين (59%) بينما كانت لدى عرب اسرائيل (23%) فقط. كذلك أيضا الأميركيين اعتبروا برنامج إيران النووي قضية رئيسية. فما يقرب من ستة من كل عشرة اشخاص بنسبة (62%) قالوا انهم قلقون جدا، مما يجعل إيران التهديد الثاني أعلى مرتبة بالنسبة للامريكيين.. فى اوروبا عبر 42 % من الأوروبيين عن قلقهم الشديد إزاء إيران، وكانت المملكة المتحدة هى الاعلى وكانت ايران واحدا من أكبر خطرين هناك. عدد قليل نسبيا في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا والشرق الأوسط قالوا انهم قلقون للغاية بشأن البرنامج النووي الايراني. اما بالنسبة لخطر الهجمات الكترونية على الحكومات والمصارف أو الشركات فلم يتردد صدى القلق بشانها الافى اساط الطبقة العليا فى جميع انحاء العالم، وكانت المخاوف بشأن القرصنة المنتظمة لشبكات الكمبيوتر هي الاعلى في الولاياتالمتحدة (59%) وكوريا الجنوبية (55%)، وكلاهما من ذوي الخبرة فى الهجمات الكترونية رفيعة المستوى في السنوات الأخيرة. وكانت النسبة أقل من النصف في كل بلد آخر شملها الاستطلاع . اما التوترات الإقليمية فى ظلت ضمن المناطق الاقليمية ، كالمخاوف بشأن التوتر بين روسيا أو الصين، وجيرانهما، واقتصر صعودها ضمن سلم المخاوف إلى حد كبير مرتبطا بالجغرافيا. فقد صوت 24 % من كل المستطلعين لصالح القلق من التوتر بين روسيا والدول المجاورة لها، ولكن ارتفعت النسبة بالطبع فى أوكرانيا (62%) وبولندا (44% )، وكلاهما دول من الكتلة السوفيتية السابقة.. وفي أوروبا، كانت النسبة فى بريطانيا (41%) والمانيا (40%) ،في حين كان هناك اهتمام يذكر في جميع أنحاء العالم حول النزاعات الإقليمية بين الصين وجيرانها، وهو واحد من اثنين من كبار المخاوف في عدد من الدول الآسيوية، بما في ذلك فيتنام (60%) والفلبين (56%). وكلا البلدين تتحدى مطالبة الصين على جزر في بحر الصين الجنوبي، حيث كانت الحكومة الصينية قد شيدت مؤخرا الجزر الاصطناعية لفرض الامر الواقع.