بدأ سباق السيطرة على القطب الشمالي يأخذ منحى جديداً مع اعلان كندا عزمها بناء معسكرين فيه واستعداد الدنمارك ارسال بعثة خاصة اليه. وتأتي هذه التحركات بعد عشرة ايام من اعلان روسيا ارسال بعثة الى القطب الشمالي وزرع علمها في اعماق المحيط المتجمد للتأكيد على ملكيتها. واكدت كندا اول من أمس مجدداً سيادتها على الممر الشمالي الغربي في القطب المتجمد الشمالي، على الرغم من اعتراضات دول عدة، عبر اعلانها تشييد مرفأ بالاضافة الى موقع عسكري في اقصى الشمال الكندي. وقال رئيس الوزراء ستيفن هاربر في ختام زيارة الى اقصى شمال البلاد استمرت ثلاثة ايام ان هذا الاعلان «رسالة للعالم بأن كندا تمارس وجوداً حقيقياً ومتزايداً وطويل الامد في القطب الشمالي». واضاف في ريزوليوت باي في منطقة نونافوت: «المبدأ الاول للسيادة في القطب الشمالي يقضي بتأكيد سيطرتك والا ستفقدها». وتابع رئيس الوزراء الكندي ان المرفأ سيبنى في نانيسيفيك الذي كان موقع منجم سابق للزنك شمال جزيرة بافين. كما سيتم اقامة مركز عسكري لتدريبات في القطب الشمالي المتجمد في ريزوليوت باي. وتقع هذه البلدة الصغيرة في جزيرة كورنواليس في منتصف الممر الشمالي الغربي. ومن المتوقع ان يتسع هذا المركز لمائة شخص على الاكثر. وتهدف المنشأتان الى تعزيز سيطرة كندا على معبر الشمال الغربي وهو طريق بحري يربط بين المحيطين الاطلسي والهادئ ويفترض ان يصبح الابحار فيه اسهل مع ارتفاع حرارة الارض. وتؤكد كندا ان هذا المعبر الذي يمر بين عدد من جزرها، هو جزء من مياهها الاقليمية بينما ترى دول عدة من بينها الولاياتالمتحدة انه جزء من المياه الدولية. واعلن هاربر ايضا تعزيز قوات «الرانجرز»، وهم افراد الدوريات التي يقوم بها السكان الاصليون في الشمال. واضاف: «هذه الاجراءات ستعزز الى حد كبير سيادة كندا على القطب الشمالي». وقوة الحراسة الحالية مؤلفة من 4000 حارس من قوات الاحتياط يعملون بدوام جزئي وغالبيتهم من اصول هندية. وقال هاربر ان الحكومة ستنفق 45 مليون دولار كندي لتزويد الحراس الحاليين بمعدات حديثة ودعم القوة بنحو 900 حارس اضافي. وكان هاربر اعلن في يوليو (تموز) الماضي عن استثمارات كبيرة تبلغ سبعة مليارات دولار خلال فترة 25 عاماً لبناء وصيانة عدد من كاسحات الجليد التي يمكنها التجول في مياه المحيط المتجمد الشمالي. واثار ارتفاع حرارة الارض واحتمال ذوبان جبال الجليد وما يسفر عنه ذلك للوصول بسهولة اكبر الى الثروات الباطنية، اهتمام الدول التي تطالب بمناطق في القطب الشمالي. وتطالب كنداوروسياوالولاياتالمتحدة والنرويج والدنمارك بحقوق في اعماق المحيط المتجمد الشمالي. ويمكن ان تضم هذه الاعماق ربع الاحتياطي العالمي من المحروقات التي لم تكتشف بعد، حسب تقديرات اميركية. وبموجب «اتفاقية الاممالمتحدة للبحار» على الدول ان تثبت سيادتها في المياه الدولية خلال 10 سنوات من التوقيع على الاتفاقية ومصادقته. وكل الدول، ما عدا الولاياتالمتحدة، صادقت على المعاهدة التي نصت عام 1982 وتم المصادقة عليها في الدول المعنية في الاعوام القليلة الماضية. وقال الخبير الجيوسياسي في المنطقة روبرت هوبرت من جامعة كالغاري «حان الوقت لنبدأ اخذ مسألة السيادة على القطب الشمالي على محمل الجد». واضاف ان «كثيرين سيفعلون في تلك المنطقة اشياء كثيرة وعلينا ان نكون مستعدين على البرهنة بأننا قادرون على السيطرة على ما نطالب به». قال جويل بلوف الخبير في الملف من جامعة كيبيك في مونتريال ان كندا لا تملك وحدها وسائل السيطرة على الممر الشمالي الغربي وعليها ان تجد صيغة تسوية مع الولاياتالمتحدة التي لا تنوي، بحسب اعتقاده، الاعتراف بالسيادة الكندية على هذه المياه. ومن جهة اخرى، يتجه علماء من الدنمارك الى القطب الشمالي اليوم من اجل الحصول على الادلة الكافية لتثبيت موقف كوبنهاغن في الصراع الى الموارد في المنطقة المتنازع عليها. وستركز البعثة، التي ستطول رحلتها شهراً وترافقها سفينة سويدية لكسر الثلوج وأخرى روسية، على سلسلة جبال لومونوسوف التي تدعي كنداوروسيا ملكيتها. وقال وزير العلوم والتكنولوجيا الدنماركي هيلغ ساندر: «التحقيقات الاولية واعدة حتى الآن». واضاف في تصريح للقناة الدنماركية الثانية: «هناك مؤشرات بأن الدنمارك قد تعطى القطب الشمالي». وبما ان الدنمارك وقعت المعاهدة الدولية عام 2004، لديها 7 اعوام لاقناع الاممالمتحدة بملكيتها لجزء من القطب الشمالي. ويضم الفريق الذي سيدخل منطقة لم يدخلها البشر من قبل 40 عالماً، 10 منهم من الدنماركيين. وقالت وكالة «اسوشيد بريس» ان الفريق السويدي يسهم في دراسة تاريخ القطب الشمالي.