أحبط الجيش اللبناني الأحد محاولة فرار مجموعة كبيرة من مسلحي تنظيم فتح الإسلام من مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان بعد أن واصلت الوحدات المقاتلة للجيش تشديد ضغطها على المسلحين في مربع أمني محاصر من جميع الجهات. وذكرت مصادر أمنية لبنانية أن حوالى ثلاثين مسلحا من "فتح الإسلام" ويعتقد أن زعيم التنظيم شاكر العبسي من بينهم سقطوا بين قتيل واسير لدى محاولتهم الفرار بينما تمكن بعضهم من الفرار بالفعل من المخيم. وأوضحت المصادر أن المحاولة بدأت عندما أقدم ثلاثة مسلحين يستقلون سيارة مرسيدس بيضاء على إطلاق النار على حاجز للشرطة العسكرية في محيط المخيم وبادلها أفراد الحاجز إطلاق النار, وقتل مسلح وأسر آخر بينما تمكن الثالث من الفرار. وذكرت المصادر أن محاولة الفرار بدأت بمواجهات عسكرية مساء السبت وبلغت ذروتها فجر الأحد إلا أن الجيش اللبناني تمكن من إحباط المحاولة وسقط نتيجتها عدد من الأسرى. ويقوم الجيش حاليا بمتابعة بعض الفارين, وأقام لهذه الغاية الحواجز وسير الدوريات في مختلف البلدات والقرى المجاورة للمخيم إضافة إلى مشاركة المروحيات العسكرية في عمليات التمشيط, ودعت قيادة الجيش اللبناني المواطنين إلى التعاون والاتصال بأقرب نقطة أمنية عند مشاهدتهم أو معرفتهم بمكان أى من المسلحين التابعين لفتح الإسلام. وترددت معلومات أن القيادي في التنظيم أبو سليم طه ما زال موجودا داخل المخيم مع عدد قليل من العناصر والجرحى, فيما قطع الجيش الطريق الرئيسي بين طرابلس ومنطقة العبدة بشمال لبنان لدواع أمنية, ويتابع الجيش في هذه الأثناء تقدمه باتجاه آخر معاقل "فتح الإسلام" حيث تقوم وحداته بتمشيط وتنظيف المواقع والأبنية التي تمت السيطرة عليها. وتقوم وحدات الجيش بعملية تمشيط واسعة لمنطقة وادي عيون السمك التي تفصل منطقة الضنية عن عكار, فيما تتخذ قوى الأمن الداخلي إجراءات أمنية وتقيم الحواجز الثابتة على كل الطرق الممتدة من المنية حتى عيون السمك.