تتهم مجموعة فتح الاسلام التي ادرجت الشهر الماضي على اللائحة الاميركية للمنظمات الارهابية بالارتباط بتنظيم القاعدة في حين انها لا تقر الا بوجود تقارب ايديولوجي بينها وبين هذا التنظيم الارهابي. وخاضت هذه المجموعة المتطرفة السنية مواجهات استمرت منذ اكثر من ثلاثة اشهر مع الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان. واحبط الجيش ليل السبت الاحد محاولة فرار قام بها عشرات المقاتلين من الذين كانوا لا يزالون متحصنين في المخيم فقتل منهم عشرون واعتقل وجرح العديدون الآخرون، على ما افاد متحدث باسم الجيش اللبناني لوكالة فرانس برس. ويتألف التنظيم من مقاتلين فلسطينيين ولبنانيين ومن جنسيات عربية اخرى ولا سيما سعودية وعرف اعلاميا في نهاية العام 2006 بعد ان تمركز في مخيم نهر البارد القريب من طرابلس كبرى مدن شمال لبنان ومن الحدود السورية والذي يؤوي 31 الف لاجئ ولم تتمكن السلطات اللبنانية من التصدي لتمركز فتح الاسلام في نهر البارد اذ يحظر عليها بموجب الاتفاقات المبرمة مع الفلسطينيين دخول المخيمات الفلسطينية ال12 في لبنان وتتولى الامن فيها تنظيمات فلسطينية سياسية وعسكرية واتهمت الحكومة المجموعة بالارتباط بالاستخبارات السورية وقدرت آنذاك عدد مقاتليها بنحو مائتين. واندلعت المعارك التي ادت حتى الآن الى مقتل 155 جنديا في 20 مايو حين شن مقاتلون من فتح الاسلام سلسلة اعتداءات على الجيش فقتلوا 27 عسكريا كانوا اما في مواقعهم حول نهر البارد او خارج الخدمة في اماكن اخرى من شمال لبنان. واقر الجيش فيما بعد بأنه فوجئ بالقدرة على المقاومة التي ابدتها المجموعة المسلحة والمدربة بشكل جيد على ما يبدو. وقدر الجيش قبل احداث ليل السبت-الاحد التي ادت الى سقوط عشرين مقاتلا بحسب متحدث عسكري، عدد المقاتلين المتبقين في المخيم بستين مقاتلا يتحصنون في ملاجئ تحت الارض. والمجموعة بقيادة شاكر العبسي وهو فلسطيني كان مسجونا في سوريا بتهمة الانتماء الى القاعدة، ولا يعرف مصيره اليوم، واعلنت الحكومة في السابع من اغسطس مقتل مساعده ابو هريرة قبل ذلك ببضعة ايام. وان كانت المجموعة تقر بتقارب ايديولوجي مع تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن، الا انها تنفي اي ارتباط لوجستي به. واوضح المتحدث باسم المجموعة ابو سليم ان فتح الاسلام كانت تدرب في نهر البارد شبانا فلسطينيين على مقاتلة «اليهود في فلسطين». وفي مارس 2007 اتهم وزير الداخلية اللبناني حسن السبع المجموعة بتنفيذ عملية تفجير في منطقة عين علق المسيحية شمال شرق بيروت في 13 فبراير اسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص، وبانها على علاقة بالمخابرات السورية، وقد نفى العبسي هذه المعلومات كما نفت سوريا اي علاقة لها بتنظيمات اصولية، بما فيها فتح الاسلام. والعبسي الذي ولد في اريحا عام 1955 كان ينتمي الى فتح الانتفاضة التي تتخذ من دمشق مقرا لها قبل ان يشكل مجموعته الخاصة، ويعتقد انه كان على صلة بالزعيم السابق لتنظيم القاعدة في العراق الاردني ابو مصعب الزرقاوي الذي قتل في هجوم اميركي في العراق عام 2006. وفي مارس 2004 اصدرت محكمة عسكرية اردنية حكما بالاعدام على ثمانية اشخاص بينهم شاكر العبسي والزرقاوي اللذان حكم عليهما غيابيا بتهمة اغتيال دبلوماسي اميركي في العام 2002.