قال المستشار منصور حسن رئيس المجلس الاستشارى "إن الشعب المصرى تغير عن فترة شغلى منصب وزير الإعلام الذى تركته فى عام 81 19والسبب فى ذلك يرجع إلى اختلاف الأجواء ، ففى هذا الوقت توجد حرية مفرطة أدت إلى الفوضى ، واصفا ثورة يناير بأنها معجزة لأن الشعب هو الذى قام بها . وأشار منصور حسن فى حوار خاص مع قناة السى بى سى مساء الاثنين الى أن الشئ اللافت للنظر والجيد فى ثورة يناير أنها جعلت الشعب المصرى متقدما سياسيا ولكنه متخلف اقتصاديا. وأضاف حسن " إننا أخطأنا فى عدم العمل بدستور 71 حتى الانتهاء من عمل دستورجديد بعد الانتخابات لأن دستور 71 بعد تنظيفه من مساوئه، أصبح صالحا لمدة ثلاث أو أربع سنوات على الأقل وأن الجيش كان لا يعرف ماذا يفعل فى إدارة شئون البلاد لأنهم كانوا يعتبروا أنفسهم استكمالا لتغيير بعض مواد الدستور والتى طالب بها الرئيس السابق فى أواخر أيامه وأنهم سوف يؤدون أمانتهم فى إدارة شئون البلاد ثم يتركوا الحكم فى أول يوليو حتى لو لم يتم إنشاء دستور جديد لأن الجيش لم يكن مستعدا لإدارة البلاد وإنما فرضت عليه". وعن الجيش ،استطرد المستشار منصور حسن قائلا إن الجيش أخطأ حينما لم يستخدم القوة فى الوقت المناسب وهذا ما أدى إلى ما نحن فيه الآن لكن الواجب يقتضى ألا يكون خروج المجلس العسكرى خروجا عاديا وعيب علينا أن نقول إن خروجهم سيكون خروجا آمنا وإنما يجب أن يكون خروجا مشرفا بل ويجب الاحتفال بهم وشكرهم على ما فعلوه من أجلنا . وقال حسن إنه ضد كلمة الخروج الآمن للجيش والشعب المصرى ليس فى حاجة إلى أن يفرض عليه أى شئ وأن الشعب هو الذى سيحمى نظام الدولة وليس الجيش وإنما الجيش مكانه الأساسى هو حماية أمن الوطن من الأعداء. وأشار منصور حسن الى أن ذكرى ثورة يناير هى أعظم ذكرى على مستوى التاريخ لكننا لم نعطها حقها حتى الآن وإن أخطر شئ فعله شباب الثورة هو تفريقهم إلى عدة أحزاب وكان من المفترض عليهم إنشاء حزب واحد يسمى حزب ثورة 25 يناير وكان سيكون له قاعدة شعبية كبيرة. وأضاف حسن أن ثورة 25 يناير ثورة لم تكتمل أدواتها، فالشباب فعلوا ما كانوا يقدرون عليه فى هذا التوقيت وإن عناد النظام السابق هو الذى ساعد على تحويل احتجاج الشباب من مجرد احتجاج على أوضاعهم المالية والاجتماعية إلى ثورة نفتخر بها جميعا لأنها بإرادة شعبية كاملة . واستنكر المستشار تماما الفصل بين المجلس العسكرى و القوات المسلحة مؤكدا أن نقد الجيش يجب أن يكون بالحفاظ على الأدب وحدود اللياقة وذكر أن أسلوب الاعتداء على مجلس الوزراء كان شيئا مدمرا وكان يجب على الجيش أن يرد لأن هناك بعض الشباب كان يقصد اصطناع مشكلات مع الجيش . وتساءل: أين الدولة الديمقراطية التى تسمح للناس أن يحتلوا شارعا ، فلقد رأينا الناس تسحل فى أمريكا و العديد من الدول العالمية . وأعلن المستشار منصور حسن أنه لن يستطيع تقديم استقالته كما فعل فى عام 81 لأن الواجب يقتضى البقاء لأنه إذا استقال المجلس الاستشارى كله، فهذا يعنى بداية انهيار مؤسسات الدولة وأضاف : " إننا مؤسسة سياسية وليست دستورية ومجرد مستشارين وعن الدستور الجديد، قال المستشار منصور حسن "لو جلس الخبراء الدستوريون سينشئون دستورا خلال يومين أو ثلاثة نظرا لأن كل دساتير العالم موجودة على مواقع النت ، أما عن موضوع فشل الوفاق الوطنى كما فشل الحوار الوطنى ،فإن الظروف تختلف بين الاثنين" أما عن فكرة ترشحه للرئاسة من خلال حزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمين، فقال المستشار منصور حسن " يشرفنى أن أكون مرشحا توافقيا من قبل الإخوان المسلمين لكن فكرة ترشحى للرئاسة ليست مطروحة الآن إلا إذا وجدت الرأى العام يريد ترشيحى ،ففى هذه الحالة لا يمكننى الرفض لأنه واجب وطنى أن ألبى نداء الرأى العام فلا يجوز سياسيا ولا دبلوماسيا أن ترفض الترشح إذا أرادك الشعب لكن يجب أن يكون هذا النداء واضحا وواجبا ويتم الإلحاح على فى هذا الشأن." وأكمل منصور حسن :"أما غير ذلك فأنا لا أفكر فى الترشح لأننى أرى أن هناك مرشحين مناسبين لهذه المرحلة مثل السيد عمرو موسى والدكتور محمد البرادعى والدكتور سليم العوا أما الدكتور أيمن نور والأستاذ حمدين صباحى فقد خطوا خطوة ذكية سوف تنفعهم فى المرحلة القادمة ".