أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثانى أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة تعيش بسلام جنبا إلى جنب مع إسرائيل الآمنة هو المفتاح للاستقرار والأمن والسلام فى الشرق الأوسط مشيرا إلى أن بلاده تحاول أن تقوم بدور بناء فى هذا الإطار. جاء ذلك فى خطاب ألقاه الملك عبدالله الثانى صباح الثلاثاء فى جامعة بكين إحدى أعرق الجامعات الصينية أعرب خلاله عن تفاؤله إزاء المؤتمر الدولى للسلام المزمع أن تستضيفه الولاياتالمتحدة واصفا إياه بأنه فرصة مهمة يتعين إستثمارها على النحو الأمثل داعيا المجتمع الدولى إلى العمل بصورة جادة كى يضمن نتائج ملموسة للقاء. وأوضح أن النتائج الملموسة تعنى إتفاقا من حيث المبدأ على قضايا الوضع النهائى مما يساعد على وضع أجندة للمفاوضات ضمن إطار زمنى واضح لافتا إلى أن هذا الأمر سيقنع الناس فى المنطقة بأن الأطراف المعنية ملتزمون بصورة جادة بالسلام وأن هناك نهاية مرتقبة لهذا النزاع. وأشار إلى أن الأردن إنضم هذا العام إلى الدول العربية الأخرى فى إعادة تأكيد إلتزامها بمبادرة السلام العربية كإطار لاستئناف مفاوضات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين موضحا أن الأردن عمل أيضا مع الدول العربية لحشد الدعم لهذه المبادرة فى الدول الإسلامية مشيرا الى أن بلاده على اتصال بصورة منتظمة مع الدول المعنية مباشرة بالعملية السلمية وخاصة أعضاء اللجنة الرباعية للشرق الأوسط / الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبى وروسيا والولاياتالمتحدة/ لحثهم على دعم العملية وتسليط الضوء على المخاطر التى تواجه الأمن والاستقرار العالميين إذا ما سمح لهذا النزاع أن يستمر لفترة أطول. ووصف العاهل الأردنى علاقات بلاده بالصين بأنها إستراتيجية وقال "نحن نعيش لحظة يعتبر فيها بناء شراكات عالمية واسعة وممتدة أمرا أساسيا ومهما كى تتمكن الدول النامية من النجاح فى جهودها وأنا أرى مجالا رحبا أمامنا للعمل معا لمصلحة تعزيز جهودنا التنموية وأمننا المشترك مشيدا بالتجربة التنموية الصينية المتفردة ذى الوتيرة المتسارعة معتبرا إياها نموذجا يحتذى خاصة وأنها محل إعجاب وإحترام العالم بأسره والمنطقة العربية". وأكد العاهل الأردنى أن الصين واحدة من أهم شركاء الأردن فى التنمية حيث تخطى حجم التبادل التجارى بينهما فى نهاية العام الماضى سقف المليار دولار أمريكى بزيادة 13% قياسا بالعام الأسبق معربا عن تقديره للدعم الكبير الذى تقدمه الصين لبلاده فى ميادين متنوعة مثل تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطاقة ومشاريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وقال العاهل الأردنى فى خطابه بجامعة بكين ان الصين وبلاده والدول الأخرى فى الشرق الأوسط تشترك أيضا في بعض القيم الأساسية عندما يتعلق الأمر بقضايا الأمن وخاصة مكافحة الإرهاب وحظر الانتشار النووى معربا عن ثقته بأن هناك مجالا لمد جسور جديدة تؤدى إلى علاقة إستراتيجية أكثر شمولية بين الأردن والصين وبين الصين والعالم العربى. وحول الدورة الأوليمبية التاسعة والعشرين التى تستعد الصين لاستضافتها خلال العام المقبل, قال العاهل الأردنى "إنني أتطلع دائما بشغف لكل دورة للألعاب الأولمبية بإعتبارها حدثا لإبراز التميز الرياضي في العالم ولكننى أعتقد أن العام المقبل سيشهد الكثير من الإثارة في أنحاء العالم لمجرد أن الصين تستضيف هذه الألعاب فالملايين من الناس يقرأون فى كل يوم عن النمو والتقدم غير العاديين في الصين وبالنسبة للعديد من الناس فإن الألعاب الأولمبية ستكون نافذة يطلون منها على الصين وثقافتها وحضارتها العريقة وإنجازاتها المعاصرة في مجالات كثيرة وليس لدى شك فى أن الصين ستجعل من الألعاب الأولمبية القادمة واحدة من المناسبات التاريخية التى ستبقى ذكراها ماثلة فى الأذهان أكثر من غيرها".