أعلنت ليبيا -الجمعة- أنها غير مرتاحة لفكرة فرض عقوبات جديدة على إيران ، لكنها وعدت بالقيام بدور بناء فى التعامل مع برنامج طهران النووى أثناء رئاستها لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هذا الشهر. وكان وزير الخارجية الليبي قد أعلن نهاية للمواجهة مع الولاياتالمتحدة، في زيارة نادرة لدبلوماسي ليبي بارز إلي واشنطن ، إستهدفت تدعيم الروابط بين الخصمين السابقين. وأجرى محمد عبد الرحمن شلقم ، وهو أول وزير خارجية ليبي تطأ قدماه وزارة الخارجية الأمريكية منذ عام 1972، محادثات مع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في زيارة أحاطت بها مخاوف بشأن حقوق الإنسان ومسائل قانونية لم تكتمل ناتجة عن تفجير لوكربي لعام 1988. وقال شلقم بعد أن وقع إتفاقات للتعاون العلمي والتقني: "لم نعد نتحدث عن الحرب أو المواجهة أو الإرهاب. لا على العكس .. ثروة الشعب والتعاون والإستثمارات والسلام والإستقرار". وصرح شون مكورماك -المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأمريكية- أن رايس أثارت تسوية قضايا سابقة ومسائل تتعلق بحقوق الإنسان وقضايا سياسية أثناء محادثاتها مع شلقم التي إستمرت ساعة.وأضاف قائلا أن رايس حثت ليبيا على السير قدما في تسوية المطالبات المعلقة لأسر ضحايا الإرهاب في حق الحكومة الليبية ، و"أثارت مسألة حقوق الإنسان بند مهم في جدول أولويات علاقتنا الثنائية". وجاء إجتماع رايس مع شلقم بعد أيام معدودة من تولي ليبيا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في خطوة مهمة على طريق إنهاء الغرب لإعتبار ليبيا دولة "مارقة". وتحسنت العلاقات الأمريكية الليبية منذ أن نبذت ليبيا الإرهاب ، وتخلت عن أسلحة الدمار الشامل في عام 2003، وهو نموذج لنزع السلاح تحث واشنطن كوريا الشمالية ودولا أخرى لها طموحات نووية على أن تحذو حذوه. لكن العلاقات عرقلها عدم التوصل إلى تسويات نهائية تحسم تفجير طائرة ركاب تابعة لشركة "بان أمريكان" فوق بلدة لوكربي بأسكتلندا في عام 1988، وأيضا تفجير ملهى ليلي في ألمانيا عام 1986، وقتل أمريكيون في الهجومين.وأدينت ليبيا بالتورط في التفجيرين ، ووافقت على أن تدفع لأسر ضحايا لوكربي عشرة ملايين دولار على أقساط ، لكنها لم تدفع القسط الأخير، كما لم تدفع تعويضات لأسر الضحايا الأمريكيين في تفجير ملهى لابيل في برلينالغربية قبل إعادة توحيد شطري المدينة. وكانت جماعات لحقوق الإنسان قد حثت رايس على إثارة قضية السجناء السياسيين والتعذيب وغيره من الإنتهاكات الموثقة لحقوق الإنسان. وقال مكورماك أن رايس أكدت نيتها زيارة ليبيا "في الوقت المناسب". وأبلغت رايس الوزير الليبي أيضا أن واشنطن تريد العمل مع ليبيا أثناء عضويتها في مجلس الأمن الدولي في عامي 2008 و2009 في مسائل مثل كوسوفو وإيران والسودان.