قال محللون ان تداولات البورصة المصرية في الاسبوع المقبل ستتوقف على ما ستسفر عنه المليونية التي تشارك فيها جماعة الاخوان المسلمين وقوى سياسية أخرى غدا الجمعة في ميدان التحرير بالقاهرة. وشهدت البورصة المصرية تراجعات جماعية خلال تداولات الاسبوع الجاري وسط قلق المتعاملين بشأن الاوضاع السياسية والامنية بأكبر بلد عربي من حيث عدد السكان. وقال نادر ابراهيم العضو المنتدب لشركة مشرق كابيتال لادارة المحافظ المالية ان الجميع سيترقب ما ستسفر عنه جمعة الغد، هناك تخوف من تحول المظاهرات الى اعتصام. وأعلنت جماعة الاخوان المسلمين الاربعاء انها ستشارك في مظاهرات حاشدة يوم الجمعة للمطالبة بسحب وثيقة مبادئ دستورية أعلنتها الحكومة وبأن يسلم المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد السلطة في أبريل/ نيسان. ومنذ نحو أسبوعين دعا نشطاء الانترنت الى مظاهرات حاشدة يوم الجمعة مطالبين المجلس الاعلى للقوات المسلحة بتسليم السلطة فورا للمدنيين. وجماعة الاخوان المسلمين أقوى قوة سياسية منظمة في مصر وبامكانها حشد عشرات الالوف في الشوارع. وتقدر عضوية الجماعة المسجلة بما بين 800 ألف ومليون ويتعاطف معها بعض المصريين. وقال محسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونيرز لادارة صناديق الاستثمار السوق سيرتبط بنتائج مظاهرات الغد، ولكن حالة الركود وضعف القوة البيعية ونقص السيولة سيحمي السوق من الانزلاق لمواصلة التراجع. وأضاف انه سيكون هناك فرص للارتداد تصاعديا اذا تحسنت الاوضاع السياسية غدا. واتفق معه ايهاب سعيد رئيس قسم التحليل الفني بشركة أصول للوساطة في الاوراق المالية قائلا ان السوق سيسير في حركة ارتداد تصاعدي حتى مستوى 4300-4350 نقطة على أن تظهر عندها ضغوط بيعية تدفعه للتراجع من جديد حتى مستوى 4000 نقطة. وخسرت الاسهم نحو 15.3 مليار جنيه 2.6 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال الاسبوع ليصل اجمالي الخسائر الى نحو 168.3 مليار جنيه منذ بداية العام. وقالت شركة نعيم للوساطة في الاوراق المالية في مذكرة بحثية لعملائها ان المؤشر الرئيسي كسر كلا من دعمه الموجود عند مستوى 4350 نقطة، وكذلك دعمه الاخر 4285 مما استدعى تفعيل الية وقف الخسائر. ونصحت نعيم عملاءها باستغلال الارتفاع كفرصة للبيع وانتظار فرصة للشراء. وأشار عادل إلى ان قطاع عريض من المتعاملين خائف من ضخ أموال بالسوق، وهناك تشكك من البعض في اجراء الانتخابات، هناك خوف الان من اتخاذ أي قرار استثماري. ويتوجه المصريون الى صناديق الاقتراع لاختيار برلمان جديد بدءا من 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري لكن لم يحدد موعد لانتخاب رئيس جديد رغم ان الاطار الحالي يعني ان هذا لن يحدث قبل نهاية عام 2012 أو في موعد لاحق مما يترك السلطات الرئاسية لدى الجيش حتى ذلك الموعد. وقال ابراهيم "لدي قلق عميق مما يمكن حدوثه غدا. كلما اقتربنا من الانتخابات كلما زاد القلق. العنف وعدم الامان منتشر في العديد من المحافظات المصرية الان." وتعاني مصر مما يصفه مراقبون بانفلات أمني منذ الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير/ شباط كما تشهد البلاد موجة من الاضطرابات العمالية للمطالبة بتحسين الاوضاع المعيشية في وقت لا تستطيع فيه الحكومة المصرية الاستجابة لجميع المطالب. وتشهد العديد من المحافظات المصرية اضطرابات ومصادمات بين محتجين وقوات الامن والجيش. وقال عادل "اذا انتهت المرحلة الاولى من الانتخابات دون أي مشاكل. سنجد أموالا جديدة تدخل السوق." ويحتاج الاقتصاد المصري بشدة مزيدا من الاستثمارات ليتعافى من الاضطرابات التي أعقبت الانتفاضة. (الدولار يساوي 5.98 جنيه مصري)