نفى رئيس الوزراء الصومالي "عبد الولي محمد علي" معارضة الحكومة الصومالية للعمليات العسكرية التي تنفذها القوات الكينية في المناطق الجنوبية الحدودية والتي تحارب فيها مقاتلي "حركة الشباب المجاهدين" المتشددة. وأضاف أنه كما استعانت الحكومة الصومالية بقوات الاتحاد الأفريقي من كل من أوغندا وبوروندي في تحرير الصومال من مقاتلي حركة "الشباب المجاهدين" في العاصمة مقديشو, فإنها تستعين أيضا بالقوات الكينية في القتال ضد الحركة في المناطق الجنوبية وذلك بموجب الاتفاق الذي توصلت إليه الدولتان خلال الاجتماع الأخير لمنظمة "إيجاد" والذى عقد فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا فى الثامن عشر من شهر أكتوبر الحالى حيث أوصى بأن تتعاون الدول في تحقيق ذلك . وقد جاءت تصريحات رئيس الوزراء في الوقت الذي أعرب فيه الرئيس الصومالى شيخ شريف شيخ أحمد في وقت سابق عن رفضه للتدخل العسكرى الكينى فى بلاده , مشيرا إلى ضرورة أن يتم التعاون بين كينيا والصومال فى أى إجراء يتم اتخاذه بهذا الخصوص. وعلى الصعيد الميدانى ,أصيب ثلاثة من أفراد قوات الشرطة شبه العسكرية فى كينيا الجمعة إثر انفجار قنبلة بالحافلة التى كانت تقلهم فى شمال البلاد.وذكرت إحدى الشبكات الأوروبية أن الانفجار قد تسبب أيضا فى اندلاع النيران بالحافلة, فيما أرجع الخبراء سبب الانفجار الى اصطدام الحافلة إما بلغم أرضى أو قنبلة مزروعة على جانب الطريق. يشار إلى أن هذا الهجوم يعد الرابع الذى يقع على الأراضى الكينية خلال هذا الأسبوع حيث يأتى بعد يوم من اشتباك القوات الكينية بشكل عنيف مع مقاتلى "حركة الشباب المجاهدين" الصومالية فى جنوب البلاد. من جانبه حذر القيادي البارز في "حركة الشباب المجاهدين" الصومالية الشيخ مختار روبو أبو منصور كينيا من إغلاق ميناء "كسمايو" الذي يعد أحد أهم الموارد التي تحصل الحركة من خلالها على الأموال لتمويل أعمالها القتالية في المناطق الخاضعة لسيطرتها .كما حذرت الحركة الحكومة الكينية من أنها ستستهدف مصالح كينيا الاقتصادية بكل الطرق الممكنة. ودعا الشيخ مختار مقاتلي حركة الشباب الصوماليين والكينيين - الذى قال إنهم تدربوا في معسكرات بالصومال وأفغانستان - إلى استكمال القتال ضد القوات الكينية وتنفيذ عمليات كبيرة ومنظمة ومدوية داخلها , معتبرا أن إلقاء قنابل يدوية لا يكفي لردع القوات الكينية, وذلك في إشارة إلى الانفجارات التي وقعت في عاصمتها نيروبي مؤخرا. كان شهود عيان قد أفادوا في وقت سابق الجمعة بأن القوات الكينية وميليشيات موالية للحكومة الصومالية قد سيطرت على بلدة "بورجابو" الساحلية الواقعة بالقرب من حدود البلدين, وذلك في الوقت الذي لم تبد فيه حركة "الشباب" الصومالية المتمردة أي مقاومة. يذكر أن الصومال يعانى حاليا من المجاعة والجفاف إضافة إلى العمليات القتالية التى تقوم بها "حركة الشباب المجاهدين" المتشددة والتى تسيطر على المناطق الجنوبية فى البلاد وتقوم بعرقلة وصول شحنات الإغاثة الإنسانية من الأغذية والمواد الطبية إلى تلك المناطق المنكوبة وهو الأمر الذى أدى إلى فرار آلاف الصوماليين إلى دول أخرى هربا من المجاعة والنزاع المسلح.
