يشهد شهر رمضان حدوث تغيرات كبيرة في العادات ونمط الحياة والمعيشة، فبالنسبة للأكل تصبح الوجبات الرئيسة اثنتين بدلا من ثلاث، ومحتواهما يتغير أيضا من الأنواع الدسمة والعالية الدهن التي تعود الكثيرون عليها طوال السنة إلى وجبات خفيفة معظمها من السوائل. وساعات النوم هي الأخرى تخضع لبعض التغيير الذي يناسب أداء الشعائر والعبادات في هذا الشهر. كذلك ساعات العمل وطبيعته التي تخضع إلى التخفيض لإعطاء الفرصة للقيام بالعبادات ليلا. إن لكل هذه التغييرات تأثيرها الإيجابي في الصحة، سواء للإنسان السليم أو المريض فوائد الصوم الصحية :- إن أداء الصيام وفقا للتعاليم الدينية الصحيحة وعدم الإخلال بالقواعد الصحية يساعد على ثبات الصحة على سبيل المثال تخليص الجسم من الدهنيات الزائدة، وتخفيض معدل الكولسترول للذين يعانون من ارتفاعه و يخفض الصوم من مستوى الأملاح في الدم. وبذلك يستفيد من الصيام كثيرا من مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم وأصحاب الحصوات البولية والمرارية واصحاب مرض السكرويستفيد بشكل خاص مرضى الجهاز الهضمي واصحاب الوزن الزائد. و أكد الخبراء على ضرورة استشارة الطبيب المعالج قبل حلول شهر الصوم لكل ذي مرض مزمن طلبا للنصيحة والمشورة حول علاقة مرضه بالصوم، وعن إمكانية الصوم أو لا، وفي حالة استطاعته الصوم كيف له أن يحصل على أكبر قدر من الفائدة.
ومن الأخطاء الشائعة خلال شهر رمضان: اقبال الصائم بشكل كبير على المأكولات والحلويات اعتقادا ان جسمه يحتاج إلى ما يزوده بالطاقة ولكن اعزائى الصائمين نرى أن لشهر رمضان نمطا حياتيا مختلفا عن باقي شهور السنة من حيث عدد الوجبات ومحتواها مما يتطلب تنظيم الغذاء واختيارما هوصحي ومفيد يتماشى مع التقاليد: ابتداء بحبتي تمر، ثم كوب من الماء، ثم بدء الإفطار مع طبق ساخن من الشوربة، ثم السلطة ثم الوجبة الرئيسية. وبالطبع يبقى الاعتدال في تناول الطعام هو العامل الرئيسي في الصحة الجيدة. أولا: تعتبر 2-3 حبات تمر كافية لتفطر عليها، فالتمر غني بالسعرات الحرارية والعناصر الغذائية المفيدة للجسم،وبالتالي تناول كمية معتدلة منه تساعد في المحافظة على الحيوية طوال هذا الشهر والمحافظة على الوزن الصحي. ثانيا: عليك شرب كمية وافرة من الماء (على الأقل 8 أكواب من الماء يوميا)، كميات قليلة في فترات متقطعة من أجل تفادي أي انزعاج أو نفخة، وبالتالي تجنب الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الملح، البهارات، التوابلكالمعلبات، المكسرات المملحة، المخللات التي قد تزيد شعورك بالعطش.تناول المشروبات الرمضانية باعتدال مثل قمر الدين، على الرغم من أنها تشكل مصدرا جيدا للسكر والفيتامينات،إلا أنها غنية بالسعرات الحرارية. لتروي عطشك اختر الماء أولا. ثالثا: للشوربة أهمية كبيرة في تليين المعدة والتعويض عن السوائل التي خسرها الجسم بعد نهار طويل من الصوم، وتحضير الجهاز الهضمي لاستيعاب كامل الوجبة وتناولها بتروٍّ خلال الإفطار يساعد على الشعور بالشبع ويجنب تناول كميات كبيرة من الوجبة الأساسية والحلويات. وبالتالى يجب ان تحتوى الشوربة على كمية وافرة من الخضر مثل البروكلي والسبانخ والبازلاء واللوبيا والكوسة والجزر، التي تضيف الفيتامينات والمعادن إليها وتغنيها بالألياف الضرورية لصحة الجهاز الهضمي. أما الطبق الرئيسي المتوازن فيجب أن يحتوي على نوع من النشويات مثل الأرز، والمكرونة، والبطاطس والبرغل، ونوع من اللحوم قليلة الدسم مثل اللحم الأحمر، والدجاج، والسمك، الضرورية لتجديد خلايا الجسم ومنح الشعور بالشبع، بالإضافة إلى الخضر المطبوخة. كما يجب اختيار طرق طبخ صحية مثل الشوي، السلق، الطهوعلى البخار وإضافة النكهات الشهية إلى الوصفات كالتوابل والأعشاب عوضا عن الصلصات الدسمة وللحصول على الفيتامينات والمعادن الأساسية للصحة الجيدة خلال شهر رمضان المبارك يجب تناول الكثير من الفواكه والخضر الطازجة، واحرص أن تتضمن الإفطارات أطباقا من الشوربة الغنية بالخضر.