رمضان شهر البركات وموسم الحسنات والنفحات فرصة عظيمة أن يتقرب العباد فيها إلى ربهم وأن يستثمروا عباداتهم بطريقة حسنة حيث يجنون عليها الآجر الكثير والخير الوفير مستعدين للقاء الله فرحين مستبشرين. هذا الشهر الكريم يجب أن يغتنمه المسلمون ولا يفرطون فيما يتعلق بحق الله فعلى المسلم في هذا الشهر أن يزيد من الطاعات وأن يقاوم من رغباته فالفرصة إذا ضاعت لم تتكرر والثمن ليس بالزهيد فالثمن هو الجنة. موقع "أخبار مصر" www.egynews.net التقى الشيخ إسلام النواوي من علماء وزارة الأوقاف حول كيفية الإستفادة من هذا الشهر الكريم بأفضل الطرق والعبادات. نص الحوار. *** لماذا أختص الله عز وجل بهذا الشهر الكريم؟ لأن الإنسان في هذا الشهر يترك لله ما أحب وهو الطعام والشراب والشهوة ومن ترك لله ما أحب أعطاه الله أفضل مما أحب فصار الثواب في رمضان كبير السنة فيه تعدل فرضاً والفرض فيه يعدل سبعون والعمرة فيه تعدل حجة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إضافة إلى الرحمة والمغفرة والعتق من النار وليلة القدر. *** لماذا هذه المكانة والفضل الخاص بليلة القدر؟ لقد حازت هذه الليلة على هذا الفضل العظيم وكذا رمضان لأنه الوقت الذي نزل فيه القرآن فالقرآن كتاب ذا قدر كلام رب ذا قدر نزل بواسطة ملك ذا قدر على نبي ذا قدر في ليلة ذات قدر ليكون لأمة هي الأخرى ذات قدر ولذا كان القرآن صريح في هذا الصدد حيث قال " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ" " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ" فهي مباركة وذات قدر. *** ماذا تنصح المسلمين في هذا الشهر خاصة في العبادات كيف يتقبل الله الصيام والصلاة والتعبد والذكر وقراءة القرآن؟ أولاً أنصحهم أن لا يتعاملوا مع رمضان على انه عبادة مجردة قاصرة على الصوم فالصوم هو العبادة الشهيرة في هذا الشهر لكن تتعلق به عبادات أخرى مثل الصلاة والصدقة والدعاء والأهم من ذلك كله هو صلة الرحم. ثانياً أن يجعل أعمالهم خالصة لوجه الله دون رياء أو سمعة. ثالثاً أن لا يضيعوا الفرض لحساب السنة فهناك الكثير من الناس يسهر ليصلى التهجد ويقرأ القرآن وينام عن صلاة الفجر وهذا أبداً ليس هو المقصد من رمضان فالمقصد من رمضان هو إحداث حالة من التوازن نحافظ فيها على الفرض ونزيد من التطوع. رابعاً: أن تظهر أثار عباداتهم على سلوكياتهم فيسهلون على الناس في أعمالهم ولا يتكاسلون عن العمل فرمضان شهر العمل لا الكسل وان يتخذوا من رمضان فرصة مناسبة لتسوية الخلافات الأسرية وصلة الأرحام. *** ماذا عن العادات الخاطئة في ليل ونهار رمضان؟ من أبرز العادات الخاطئة ضيق الخلق بدافع أننا في الصيام فالصوم عبادة المقصود منها ضبط النفس ولذا كانت النصيحة من رب العزة أن الصائم إذا سابه أو شاتمه فليقل إني صائم ليذكر نفسه أنه يتعبد بأفضل عبادة فضلاً عن الخلافات الأسرية التى تنشأ أثناء الصيام فعلى الصائم والصائمة والزوج والزوجة الا يفسدوا هذا الشهر الفضيل بخلافات من الممكن تسويتها في هدوء ويسر كما أن من العادات السيئة في هذا الشهر الإسراف في الطعام والشراب وهو ما ينافي مقصود العبادة ولذلك لما أسرفنا زادت الأسعار وانتشرت السلع الفاسدة ومن أهم المشكلات في رمضان كثرة البرامج واللهو الإسلام لم يحرم ولكنه أيضاً أمرنا ان نحترم رمضان. *** ماذا تقول لأصحاب القنوات الذين يشغلون الناس في رمضان بالمسلسلات والبرامج؟ الدال على الخير كفاعله والدال على الشر كفاعله وكثير من الذين يشاركون في هذه البرامج يتركونها للناس في رمضان ويذهبون هم ليقضون رمضانهم في مكةالمكرمة آهذه هي الرسالة وبنظرة تجارية بحته إن ما يفعله أهل الفن يضر بهم فتلك الزحمة وذاك الصخب لن يجعل أحد يلتفت إلى ما أعدوه نحن لا نحارب الفن أو الإبداع وليس عندنا ما يسمى بفن إسلامي وفن غير إسلامي نحن عندنا فن محترم يقدم قيمة للناس وفن غير محترم يهدم أذواق الناس.. رسالة إلى أهل الفن مصر في حاجة إليكم والشباب يحتاج إلى كثير من القيم لا فيض من الإنحلال. *** كيف يمكن الإستفادة من هذا الشهر في التصالح مع المخالفين لنا أو الأعداء لنا كما ذكرنا الرسول الكريم؟ رمضان فرصة عظيمة ومناسبة لتسوية الخلافات حيث تصفد فيه الشياطين وتصبح أنت أمام نفسك كالمرآة تستطيع أن تحكم على نفسك هل أنت شخص متصالح أم تحب قطع الصلات. يكفيك أن تعلم أن المسلمين يد واحدة فلا تكن أنت سبب تفرقهم وإن كنت تأبى أنت تذهب إلى الشخص الذي بينك وبينه مشكلة أرسل إليه رسالة على الميل أو الهاتف دعونا نوظف التكنولوجيا لتكون وسيلة رائعة وسهلة من وسائل العبادة. *** ما هي أهم نصائحك للمسلمين ونحن في بدايات الشهر الكريم أهم الصفات التى تحلى بها الرسول صلى الله عليه وسلم؟ أن يعلمنا صومنا مراقبة الله تبارك وتعالى فقد تركنا الطعام والشراب دون ان يراقبنا أحد فعلينا أن نراقب الله في كل أفعالنا. أن يعلمنا أيضاً الصبر فقد أستطعنا أن نفارق الطعام والشراب 17 ساعة فنحن نستطيع أن نصبر على الكثير والكثير أن يعلمنا صومنا الشعور بالناس وان آلم الفقر يقتضي منا إذا كنا أغنياء أن نكون أطباء جراحين نستأصل الفقر بصدقاتنا ومساعدتنا للناس.