نال رئيس الوزراء العراقي نورى المالكى الذي يختتم الخميس زيارة إلى طهران دعم السلطات الإيرانية لسياسته الأمنية في العراق، في وقت يواجه فيه ضغوطا متصاعدة لتحسين الوضع الأمني في البلاد. والتقى المالكي مساء الأربعاء بالرئيس الايرانى محمود أحمدى نجاد الذي أكد أن مستقبل المنطقة مرهون بالنجاحات التى تحققها الحكومة العراقية والعراقيين فى إرساء الأمن والاستقرار فى بلاد الرافدين, مشيرا الى أن هذه النجاحات سترسم مستقبل المنطقة بصورة جيدة. من جانبه, أشاد رئيس الوزراء العراقى بالمواقف الإيجابية والبناءة للجمهورية الإسلامية الإيرانية إزاء قضايا بلاده ومنها توفير الأمن ومكافحة الإرهاب, مشيرا الى أن من أسماهم ب"الإرهابيين" يريدون الهيمنة على إمكانيات الحكومة العراقية فى المجالات السياسية والإقتصادية والثقافية. ويواجه المالكي الذي يزور ايران لاجراء محادثات مع مسؤولين كبار ضغوطا متصاعدة للتوصل الى اتفاق لاقتسام السلطة مع الفصائل المتناحرة بالعراق قبل تقرير يقدمه في سبتمبر/ ايلول القادم الجيش الامريكي والسفير الامريكي في العراق عن نتائج الاستراتيجية التي تطبقها واشنطن في العراق. غير أن حكومته تتهاوى إذ انسحب أو قاطع اجتماعاتها نحو نصف الوزراء فيما يتزايد ضحايا أعمال القتل الطائفية باضطراد. وايران طرف سياسي مهم في العراق منذ الغزو الامريكي في عام 2003. وتنفي طهران التهم الامريكية لها باذكاء العنف وتحمل الاحتلال الامريكي المسؤولية. ودعت بغداد البلدين الى التفاوض وعدم تسوية خلافاتهما على أرض عراقية. وتجيء زيارة المالكي لايران بعد يومين من اجتماع في بغداد ضم مسؤولين امريكيين وايرانيين وعراقيين. وكان هذا أول اجتماع للجنة تشكلت بهدف دعم التعاون بخصوص إرساء الاستقرار في العراق. وشكلت تلك اللجنة عقب محادثات في مايو/ ايار ويوليو/ تموز في بغداد ايضا بين واشنطنوطهران. وكانت تلك الاجتماعات الأعلى مستوى على الإطلاق بينهما منذ قطع العلاقات بين البلدين بعد وقت قصير من قيام الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 . وتريد ايران التي لها اصدقاء اقوياء بين الفصائل السياسية البارزة في العراق ان يسود الاستقرار في جارتها في ظل حكومة شيعية صديقة لطهران. اما بالنسبة لواشنطن فعودة الهدوء للعراق قد يساعد على تسريع سحب قواتها.