قال مسؤولون من جنوب السودان يوم الخميس إن قوات الخرطوم لم تلتزم بثالث مهلة لسحب قواتها بشكل كامل من الجنوب بعد عقدين من الحرب الأهلية التي انتهت عام 2005 . وقال الميجر جنرال الياس وايا من الجيش الشعبي لتحرير السودان المتمرد السابق في الجنوب "انتهت المهلة يوم 31 ديسمبر. بدأوا في التحرك لكن بأعداد صغيرة للغاية." وصرح بأن جنود الشمال مازالوا موجودين في ثلاث ولايات جنوبية على الأقل لكن غالبيتهم متمركزون في المناطق النفطية قرب الحدود المتنازع عليها بين الشمال والجنوب. وانقضت المهلة بعد معارك متقطعة جرت في أواخر ديسمبر كانون الأول بين الجيش الشعبي لتحرير السودان وميليشيات شمالية في منطقة الحدود بين الشمال والجنوب. وحدث ذلك أيضا بعد أشهر من النزاعات السياسية بين الخصمين السابقين. وسحبت حكومة جنوب السودان التي تهيمن عليها الحركة المتمردة السابقة وزراءها من الحكومة الائتلافية في أكتوبر تشرين الأول قائلة إن الخرطوم فشلت في تنفيذ بنود اتفاق السلام الذي أبرم عام 2005 وأنهى أطول حروب أفريقيا. وكان من شكاوى الجنوب الرئيسية عدم انسحاب قوات الشمال بحلول المهلة الأولى التي حلت في التاسع من يوليو تموز. ثم حددت محادثات الأزمة مهلة جديدة في 15 ديسمبر كانون الأول ثم أرجأتها حتى نهاية عام 2007 . وقال وايا وهو أيضا عضو في لجنة الدفاع المشترك الشمالية الجنوبية التي تشكلت بعد اتفاق السلام إن بطء انسحاب القوات المسلحة السودانية أرجع إلى نقص وسائل النقل. ويتهم مسؤولون سودانيون جنوبيون القوات الشمالية بالبقاء في مناطق النفط الجنوبية للاحتفاظ بسيطرتها على صادرات السودان الرئيسية.وتقول الخرطوم إن لديها في الجنوب 3600 جندي فقط بينما يقدر سلفا كير رئيس جنوب السودان عدد القوات بما يصل إلى 17 ألفا. وصرح جيمس هوث وهو متحدث باسم الجيش الشعبي بأن الموقف الآن هاديء.وقال إن وفدين من الشمال والجنوب سيزوران المنطقة في وقت لاحق من يوم الخميس. وذكر هوث أن المسؤولين اتفقوا بالفعل على بقاء القوات الشمالية شمالي نهر كير على أن تبقى قوات الجيش الشعبي جنوبه إلى أن تنتهي لجنة الحدود المشتركة من ترسيم الحدود المتنازع عليها.