مدير أمن الفيوم يستمع لشكاوى المواطنين خلال جولة بموقف مصر والمسلة (صور)    تراجع أسعار الفراخ البيضاء في بورصة الدواجن اليوم الأحد 4-8-2024    وزير الإسكان: زيادة الوحدات المطروحة بمشروع «Valley tower» في حدائق أكتوبر    النائب حازم الجندى: تحركات رئيس الحكومة تعكس حرصه على تذليل العقبات أمام المستثمرين    تركيب 100 وصلة مياه منزلية بالمجان للأسر الأكثر احتياجاً بقرى كفر صقر بالشرقية    أسعار السلع الغذائية اليوم في أسواق مرسى مطروح الأحد 4 أغسطس 2024    «الري»: توفير 147 قطعة أرض لإقامة 188 مشروعا خدميا في 16 محافظة    اللون الأحمر يسيطر على مؤشرات البورصة خلال بداية تعاملات اليوم    زعيم المعارضة الإسرائيلية: انهيار تام للمنظومة الأمنية والشرطة في أقل مستوياتها    إسرائيل: ارتفاع قتلى هجوم طعن حولون ل اثنين بعد الإعلان عن وفاة أحد المصابين    البرلمان العربي يدين الهجوم الإرهابي في العاصمة الصومالية    شبكة البلقان: إفراج بيلاروس عن جاسوس ألماني جزء من استعدادات الكرملين لتبادل السجناء    عضو ب«النواب»: انخراط مصر في الوساطة يعكس حرصها على تخفيف معاناة أهل غزة    النائب أيمن محسب: انخراط مصر فى جهود الوساطة يعكس حرصها على تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني    4 قنوات مفتوحة تنقل مباراة مصر والأرجنتين لكرة اليد في أولمبياد باريس    الهندوراسى سعيد مارتينيز حكمًا لمباراة منتخب مصر وفرنسا فى أولمبياد باريس    بعد ترشيح إبراهيم عادل.. من هو المصري الوحيد الذي ارتدى قميص برشلونة؟    تفاصيل إعلان نتيجة الثانوية العامة 2024 في مؤتمر رسمي الثلاثاء المقبل    «الأرصاد»: 11 مدينة ومحافظة تشهد سقوط أمطار غزيرة ورعدية اليوم    «الداخلية»: حملات أمنية لضبط حائزي المخدرات والأسلحة النارية في دمياط وأسوان    «الداخلية»: ضبط 7 أطنان دقيق مدعم في حملات مكثفة لمنع التلاعب في الخبز    محافظ الدقهلية يوجه بتحديد تسعيرة موحدة 5 جنيهات لمركبات التوك توك بالقرى    مراسل القناة الأولى: عمال العلمين فخورين بتكليل جهودهم بخدمات العلمين الجديدة    الأوبرا تدعم مواهبها بحفل كامل العدد على مسرح دمنهور (تفاصيل وصور)    مخرج «مش روميو وجولييت»: المسرحية حققت 700 ألف جنيه في 36 ليلة عرض    القاهرة الإخبارية: 3 شهداء إثر قصف الاحتلال لسيارة فى حى الزيتون بمدينة غزة    7.7 مليون جنيه إيرادات فيلم جوازة توكسيك خلال 5 أسابيع    محافظ أسيوط يفاجئ مستشفى القوصية المركزي فجرا لمتابعة سير العمل    فحص 103 مواطنين ضمن منظومة «العلاج عن بعد» في الوادي الجديد    «الرعاية الصحية»: إجراء أكثر من 3 مليون فحص طبي شامل بمحافظات التأمين الصحي الشامل    بديل معلول.. جمال شماخ يضغط على أغادير للانتقال إلى الأهلي    مكتب التنسيق يعلن تسجيل 61 ألف طالب باختبارات القدرات للثانوية العامة    اليوم.. بشرى ضيفة "حد النجوم" مع الإعلامية إيمان الحصري    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأحد 4-8-2024 في قنا    العمل توفر 220 وظيفة للشباب في شركة بالعاشر من رمضان    الرئيس الجزائري يشيد بالملاكمة إيمان خليف    بث مباشر.. جلسات المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف في دول العالم الإسلامي    أسعار الذهب المحلية والعالمية اليوم الأحد 4-8-2024 في بداية التعاملات    ممثل الاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية ورئيس قيرغيزستان يبحثان تعزيز التعاون المشترك    رئيس جامعة الإسكندرية يهنئ منتسبى الجامعة بانتهاء العام الأكاديمي 2023/2024    هل الابتلاء بالمرض يكفر الذنوب؟ دار الإفتاء تجيب    تعرف على موعد الإجازة الرسمية المقبلة    التصريح بدفن جثة عامل لقى مصرعه غرقا بالترعة الفاروقية في سوهاج    اليوم.. إطلاق مؤتمر المصريين بالخارج بحضور وزير الخارجية    غيوم وسحب كثيفة تغطي سماء الوادي الجديد -(صور)    "أحد السكان كسر حائط".. تفاصيل معاينة عقار روض الفرج المنهار    القسام تقنص جنديا إسرائيليا في رفح    فضل الدعاء على الظالم ب حسبي الله ونعم الوكيل    عباس شراقي يكشف عن طرق زيادة حصة مصر من المياه    مجانية.. تردد قناة الكويتية الرياضية ل مشاهدة مباراة ريال مدريد وبرشلونة في الكلاسيكو    هاتريك "القائد" هالاند يقود مانشستر سيتي للفوز على تشيلسي برباعية في 120 ثانية (فيديو)    تعرف علي فضل الصلاة في جوف الليل    باريس 2024، الألماني نيكلاس كاول يحطم الرقم القياسي الأولمبي في رمي الرمح    حظك اليوم.. توقعات برج العذراء 4 اغسطس 2024    حظك اليوم برج العذراء الأحد 4-8-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    أدعية للنجاح والتوفيق لطلاب الثانوية العامة    لطلاب الثانوية العامة..كيف تقلل التوتر والقلق قبل ظهور النتيجة؟    طريقة تحضير الكوكيز بمكونات بسيطة وطعم لذيذ في دقائق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فيس بوك: نص رسالة وائل غنيم إلى المشير طنطاوي
نشر في أخبار مصر يوم 11 - 09 - 2011

ارسل الناشط السياسي وائل غنيم رسالة نصية الى المشير طنطاوي عبر صفحته على موقع "فيس بوك" قال فيها "أكتب إليك رسالتي بعد مرور أكثر من سبعة أشهر على انطلاقة ثورة 25 يناير، أكتب مستلهما كتب التاريخ والوثائق التي عكفت على قراءتها خلال الأسابيع الماضية لأعرف تاريخ ثورات بلادنا وأتعرف على كافة أبعادها بعيدا عن صفحات الكتب الدراسية التي فرضت علينا رأيا واحدا وهو رأي من حكمها لعشرات السنين.
أراد الله لي دون رغبة مني أن أكون واحدا من وجوه كثيرة ارتبطت في الأذهان بأحداث الثورة بعد خروجي من المعتقل الذي قضيت فيه فترة قصيرة لا تقارن بغيري من عشرات الآلاف الذين قضوا سنوات وشهور في السجون أو فقدوا حياتهم لا لشيء إلا لأنهم نادوا بوقف نزيف الوطن وإنقاذه من الهاوية. أكتب وأنا أتخيل ابني يقرأ هذه الرسالة بعد ثلاثين عاما من الآن فأستشعر تبعات ذلك من مسؤولية تاريخية ملقاة على عاتقي.
حرص النظام الفاسد الذي نشأ آباؤنا فيه على أن يصبحوا مفعولا به لا محل له من الإعراب، علمهم أن يرددوا أمثالا من قبيل: "كل عيش وخليك في حالك"، و"من خاف سلم"، و"امشي جنب الحيط"، و"الجبن سيد الأخلاق"، وزرع في قلوبهم الخوف من قمع الأجهزة الأمنية، وكان من نتيجة تلك السلبية تشويه الحياة المصرية، فأسست ديموقراطية ورقية وانتخابات صورية وأحزاب كرتونية ووسائل إعلام تعبيرية وأنشأت السجون والمعتقلات لمن قرر أن يسير ضد هذا التيار. ديموقراطية جعلت من رؤسائنا على مر السنين يفوزون في استفتاءات وانتخابات هزلية بنسب وصلت إلى 99.99%. ولكن المراقب المحايد لثمار ما فعله ذلك النظام في بلادنا يعلم جيدا أن ما حدث لم يكن سوى جريمة في حق أجيال خرجت للنور ولم ترى سوى رئيسا واحدا حدث في عصر نظامه الأمني القمعي ازدياد قياسي في نسب الفقر والفساد والبطالة والجهل. جريمة جعلت من مئات الآلاف المصريين يتقدمون سنويا إلى يانصيب لعلهم أن يكونوا من أصحاب الحظ ويهاجرون بدون رجعة من وطنهم إلى وطن جديد يحترم آدميتهم ويقدم لهم فرصة الحياة الكريمة.
في الحادي عشر من فبراير خرجنا جميعا نحتفل بالانتصار على نظام اعتقدنا أننا أسقطناه، وبدأنا نحلم بعد أن تخلصنا من كابوس جاثم على صدورنا، وقضى الكثير من الشباب الأيام تلو الأخرى في زيارات واجتماعات لانتاج أفكار تعالج المشاكل الجسيمة التي تعيشها بلادنا، استشعر الكثير ولأول مرة في حياتهم أن مصر عادت لهم، وأنهم الآن مسؤولون أن يضعوا بلادهم على الطريق الصحيح. ومبادرات لا نهائية على الإنترنت بعضها خرج من شباب لم يتجاوز ال 16 عاما والتي رغم بساطتها إلا أنها كانت تؤكد على أن أكبر جريمة هي تلك التي اقترفها نظام حكمنا ثلاثين عاما لا يحاول إلا بث الخوف والرعب من التغيير وتخوين كل من يخالفه والاستئثار بموارد الوطن لصالح منظومة الفساد التي صنعها وأدارها بمهارة منقطعة النظير.
مضت الأسابيع والشهور، ولم تتغير طريقة إدارة البلاد تغيرا جذريا تحت دعاوى الاستقرار حتى لو كان استقرارا في القاع. وغاب الحوار مع الشباب الغاضب بسبب البطء الملحوظ في تحقيق مطالب الثورة التي يفخر المجلس في كل بيان له أنه قد حماها، وتم القبض على بعضهم وذهبوا إلى السجون الحربية بعد محاكمتهم عسكريا في ذات الوقت الذي يحاكم فيه كل قادة النظام السابق محاكمات مدنية عادية برغم فداحة الجرائم التي ارتكبوها في حق الوطن بل ووصل الأمر لازدياد لغة التخوين والاتهامات بالعمالة لبعض من يعارض سياسات المجلس العسكري بحجة محاولة الوقيعة بين الشعب والجيش على الرغم من أن الكثير من هؤلاء كانوا في الصفوف الأولى في ثورة وصفها المجلس العسكري بأنها من أعظم اللحظات التاريخية في حياة الوطن.
لعلكم تعرفون أكثر مني أن النظام ليس أشخاصا فحسب، النظام هو "فكر" و"أسلوب عمل"، وما لاحظه الكثير من الشباب أن الثورة استطاعت تغيير بعض الأشخاص ولكنها لم تنجح بعد في فرض تغيير حقيقي بقوانين وقرارات ثورية تضمن وضعنا على الطريق الصحيح. فحتى ما تم إلى الآن من مطالب مشروعة للثورة لم يكن ليحدث أغلبه سوى بضغط التظاهر والاعتصام في ميدان التحرير.
إن كل يوم يمر بدون وضوح لخارطة طريق وتغيير جذري في أسلوب إدارة بلادنا يصيب مجموعات أكبر من الشباب بالاحباط ويدفع بعضهم إلى تصعيد نتيجته تدخلنا جميعا في طريق مجهول غير مأمونة عواقبه. إن التجارب في العالم بأسره أثبتت أن الدول الديموقراطية هي الأقدر على الاستمرار والنهوض، وأننا الآن في عصر أصبح فيه من المستحيل استمرار سياسات القمع وبث الخوف للسيطرة على الشعوب في ظل تطور وسائل الاتصالات الحديثة، ولذا فالأمر في النهاية محسوم لصالح الشعوب لا الأنظمة الدكتاتورية.
إن لديكم كمجلس عسكري فرصة تاريخية للمساهمة مع الشعب الذي انتفض ليثور أن تبدأ مصر في السير على الطريق الصحيح. ولدينا كشباب مثقف محترف في شتى المجالات فرصة تاريخية لأن يقدم كل واحد منا أفضل ما لديه لتحقيق نهضة مصر، ولكن الأمر مرهون بتغيير حقيقي، تغيير في طريقة الفكر وليس الأشخاص، تغيير في الاستراتيجية وليس التكتيك، تغيير يحقق العدالة الاجتماعية والحرية التي نحلم بها بعد عقود من الظلم والقمع.
نريد منكم كسلطة اكتسبت شرعيتها من ثورة قام بها الشعب أن تعلنوا لنا وبشكل سريع جدولا زمنيا محددا لتسليم السلطة بشكل كامل من المجلس العسكري إلى سلطة مدنية تحكم كافة مجريات الأمور في البلاد ينتخبها الشعب وذلك عبر تحديد مواعيد وآليات تجمع عليها القوى الوطنية لانتخابات مجلسي الشعب والشورى والرئاسة. نريد منكم بشكل عاجل تدخلا حاسما وفعالا وحقيقيا في إعادة بناء المنظومة الأمنية على أساس من احترام حقوق الإنسان والتي بدونها قد لا ننجح في تحقيق أهداف الثورة، ونريد منكم أن تعملوا على إعادة الثقة مرة أخرى بينكم وبين جموع شباب الثورة الغاضب بسبب استمرار المحاكمات العسكرية للمدنيين الذين من حقهم الأصيل أن يتم مقاضاتهم أمام قاضيهم الطبيعي لأن استمرارها إهانة لثورة قامت في الأساس ضد قمع الحريات والتعامل مع المواطنين في ظل قوانين استثنائية تنال من حقوقهم.
نريد منكم تصحيحا سريعا للخطاب الإعلامي الرسمي يبعث الأمل في نفوس أبناء الوطن ويشحذ الهمة لإعادة البناء والتبشير بمستقبل باهر بعد استكمال التحول الديموقراطي وأن يحرص المجلس العسكري في خطاباته ألا يركّز على لغة التآمر والتخوين وبث الخوف والتحذير من المجهول فلغة التفاؤل والأمل هي الطريق الوحيد لصنع النهضة، نريد منكم أن يتواصل المجلس العسكري ومجلس الوزراء بشكل مستمر مع أبناء الوطن عبر وسائل الإعلام وأن يتسم هذا التواصل بالشفافية ومراجعة ما تم إنجازه وأن يعترف المسؤولون على غير ما تعوّدنا بأي أخطاء تحدث وآلية تصحيحها فالغموض وغياب الشفافية يولّد المزيد من الاحتقان، نريد منكم أن يكون لدينا حكومة قوية لديها كل الصلاحيات ولا تحتاج لاستئذان أحد في أن تبدأ في اتخاذ قرارات ثورية لمحاربة الفساد المستشري داخل المؤسسات الحكومية، نريد منكم حماية حقيقية للثورة بأن تبادروا بإجراء تغييرات جذرية في سياسات تعود بالنفع على البسطاء الذين استبشروا خيرا بالثورة في أول أيامها والآن يتساءلون: "ما الذي استفدناه منها؟" ولنبدأ بمشكلة الدعم الذي لا يصل أغلبه لمستحقيه فكلنا نعلم كم المليارات المهدرة بسبب ذلك، نريد منكم أن تؤمنوا أن الشباب الذي أبهر العالم بثورته بيده الكثير من الحلول وأن تعطوهم فرصة يستحقونها لقيادة مسيرة الوطن.
أعلم علم اليقين أن الكثيرين من أبناء مصر الذين حلموا بمستقبل أفضل لأبنائهم فقرروا تعريض حياتهم للخطر ومواجهة نظام بصدور عارية ورأوا أقرانهم يموتون أمام أعينهم وهم يحلمون بحرية ونهضة وطنهم لن يقبلوا أن يقرأ أبناؤهم وأحفادهم أننا فشلنا جميعا في تحقيق هذا الحلم النبيل"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.