طالبت الجمعية الوطنية للتغيير بتحرك سريع لكل المخلصين، الذين يتوخون المصلحة العامة ويستهدفون خدمة قضايا الأمة، من أجل نزع فتيل نُذر الانفجار المجتمعى، التى لن تتوقف مادامت أسبابها قائمة، كما تطالب الجمعية بلجنة محايدة للتحقيق فى وقائع ماجرى، وتحديد المسئولين المباشرين عما وقع من أحداث . وذكرت الجمعية الوطنية للتغيير ان هناك مجموعة من الظواهر ذات الدلالة للاشتباكات العنيفة التى وقعت ليلة أمس وعلى رأسها مناخ الاحتقان الشديد، المتراكم، والمتولد عن شعور قطاعات ضخمة من المجتمع، بتباطؤ وتيرة الاستجابة لمطالب الثورة والثوار، وبالتطورات السلبية المتعلقة بمحاكمة رؤوس النظام المخلوع، وبعودة فلول النظام البائد إلى صدارة المشهد، وبتصاعد عمليات الاستفزاز المتعمد لأسرالشهداء، والصدام المستمر بين الأمن وبين أحد فصائل شباب الثورة، مشجعى كرة القدم (الالتراس) واوضحت الجمعية- فى بيان لها السبت - انه يضاعف من أسباب الاحتقان، الإحساس الطاغى باحتقار"إسرائيل" للشعور الوطنى المصرى، ورفضها الاعتذارعن جريمتها النكراء، التى ترتب عليها قتل ستة من المصريين الأبرياء ، مصحوبة بالاعتداء على السيادة الوطنية، وفى المقابل ما تبدّى من عجزالنظام الحاكم عن التصدى لعنجهيتها، أو وضع حد لغطرستها . وتابع البيان ان الانحيازالأمريكى المكشوف لإسرائيل، والذى عكسه مطالبة الرئيس أوباما لمصر، باحترام التزاماتها الدولية بحماية أمن السفارة الإسرائيلية، فى الوقت الذى تجاهلت فيه الولاياتالمتحدة الدماء المصرية الطاهرة، التى أريقت فى الاعتداء الصهيونى الفاجر، وتجاهلت ما أسمته "الالتزامات الدولية"، التى كان يتعين أن تطالب بها "إسرائيل"، المعتدية على أمن مصر، وأرواح أبنائها، وهو ما يُلفت النظر مرة أخرى، إلى الموقف الأمريكى المعادى للثورات العربية، وفى مقدمتها ثورة الشعب المصرى وعبرت الوطنية للتغير عن استيائها البالغ، وأسفها الكامل، للاشتباكات العنيفة التى وقعت ليلة أمس، وفى الساعات الأولى من هذا اليوم، لتلفت النظرإلى خطورة التحركات الخبيثة، التى يُشتمَّ وقوفها خلف التطورات الأخيرة للأحداث، والتى تسعى للاصطياد فى الماء العكر، والاستفادة من دفع الأمورإلى لحظة صدام ٍدام ٍ، لا يستفيد منه سوى أعداء الحرية والشعب والوطن، وتلك التى تستهدف توفير المبررات لمصادرة هامش الحرية المنتزع بعد الثورة، والذى يزعج وجوده بشدّة، أعداء الثورة والوطن وأشارت الجمعية إلى ان هذة المليونية جاءت استجابة لنداء الوطن، حيث احتشدَت جموع هائلٌة من المصريين، فى ميادين التحرير، بالقاهرة والإسكندرية، والسويس ومحافظات أخرى عديدة، بمناسبة "جمعة تصحيح المسار"، في حضور يعيد الاعتبار لقيِّم الثورة المصرية الأساسية، ويرفع شعاراتها الرئيسية، التى تدافع عن حلم الشعب المصرى فى الحرية، والمواطنة، والتقدم، والعدالة الاجتماعية. كما اكدت الجمعية الوطنية للتغير ان مليونية تصحيح المسار كانت ناجحة وأن التحركات الجماهيرية الحاشدة تمت بشكلً مثالى، فى مظهر عكس ممارسة ناضجة للحق المشروع فى التعبير عن الرأى بصورة سلمية كاملة. ولم يكن هناك أى تصرف يخدش هذا التوجه العام الذى دعت إليه الجمعية والعديد من الفصائل والقوى المشاركة، والتزمت به الجماهيرالتزاما واضحا، قبل أن تتطورالأحداث، خارج هذا السياق، بالصورة العنيفة التى شهدناها، ويكتنف الغموض دوافعها، وتتطلب المزيد من التدقيق، لتكوين فهم واضح لمجريات تطورها، وبالشكل الذى نثر الغبار على نجاح "جمعة تصحيح المسار"، وشغل الانتباه عن دلالاتها ونتائجها