نويبع من:عمرو غنيمة علي شيخون نقلا عن : الاهرام : 26/9/07 ببساطة ابن البلد عبر المعتمرون عن معاناتهم من سوء الخدمة في ميناء نويبع.. فقد فضلوا افتراش الأرض والنوم عليها في صالة السفر لأن المقاعد لاتصلح غالبا للجلوس عليها لفترات طويلة, كما فضلوا الجلوس علي الأرض في موقف الاتوبيسات.. لعدم وجود مقاعد أصلا! وهكذا تحولت رحلة السفر الي الاراضي المقدسة من خلال المواني البحرية ومنها ميناء نويبع من رحلة معاناة أرجع المعتمرون أسبابها الي سوء الخدمات والمعاملة من قبل موظفي الميناء ورجال الامن واخيرا تأخر رحلاتهم. المسئولون نفوا تلك الاتهامات مؤكدين حدوث تطور كبير واستحداث خدمات جديدة بالميناء وقرية الحجاج وكشفوا عن خطط عديدة يجري تنفيذها لتطوير الميناء تهدف لراحة الركاب والمعتمرين. السخط لسان حال المعتمرين والركاب مما واجههم من صعاب في ميناء نويبع فقد ركز محمد حسن مشرف إحدي رحلات العمرة نقده علي غياب التنظيم موضحا وجود اتوبيسات ركاب جاءت بعدهم ورغم ذلك سمح لها بدخول الميناء قبلهم دون وجود مبرر أو التزام بأولوية الحضور والدور مما تسبب في تأخر سفرهم ليوم كامل قضوه علي الرصيف خارج الميناء. أما الركاب فقد عبروا عن سخطهم ايضا ومنهم هاني فتحي الذي وصف صالة السفر داخل الميناء بأنها غير مجهزة لاستقبال الركاب, اما محمد رشاد معتمر آخر فقد انتقد عدم وجود دورات مياه صالحة داخل الميناء وايضا في قرية الحجاج خارج الميناء. ويقول جمعة زغلول معتمر إن المسجد داخل مدينة الحجاج لايفتح إلا ربع ساعة وقت إقامة الصلاة فقط والمدينة غير مجهزة ويغيب عنها النظافة, ومياه الشرب إما مقطوعة او غير صالحة للشرب, كما ان الكافيتريات والمحلات الموجودة بقرية الحجاج تستغل المعتمرين وتبيع لهم بأسعار مرتفعة. وتؤكد الحاجة فلفلة عنتر انها جاءت في الموعد المحدد والمدون علي تذكرة السفر ومع ذلك تأخرت يومين باتت علي الرصيف, وشاركتها الشكوي الحاجة آسيا محمود64 عاما والتي تعاني من آلام في القدم بسبب عملية جراحية أجرتها بها وقالت: نمنا علي الكرتون علي الارض وعانينا من سوء معاملة عمال الميناء خاصة من رجال الأمن الذين لم يقدروا ظروفنا. الغريب ان المعتمرين اكدوا أن العبارات التي سافروا عليها تضم اعدادا ضخمة تصل الي اكثر من2000 فرد في العبارة الواحدة واضافوا ان الزحام كان علي اشده في جميع طوابق السفينة والمقاعد غير صالحة الامر الذي اضطرهم الي افتراش اسطح السفينة للجلوس او النوم إلا انهم لم يهنأوا بذلك لأن دورات المياه الموجودة بالسفينة كانت تطفح ومياهها تملأ السطح. السائقون عبروا عن سخطهم من تفوق خدمات ميناء العقبة الأردني عن تلك المتوافرة بميناء نويبع سواء نظافة أو مياه شرب نقية أو مبردات أو اماكن انتظار لائقة أو معاملة طيبة من قبل موظفي الميناء ودورات مياه نظيفة. هكذا بدت الصورة قاتمة في عيون الركاب والمعتمرين وهي تتطابق مع ما رأيناه ومع أن بعض المسئولين انكروها فقد اكدها البعض الاخر حيث يقول توفيق محمد مدير عام جمارك نويبع وجنوبسيناء أن الركاب والمعتمرين يحتاجون الي خدمات بجودة عالية تفوق المتوافرة سواء في قرية الحجاج او داخل الميناء, مؤكدا أن توفير الخدمات اللائقة والتسهيل والتيسير علي الحجاج في اطار القانون يؤدي الي زيادة دخل الميناء, ضاربا المثل بما قام به من تسهيلات شملت عدم إنزال الحقائب والاكتفاء بفحص السيارات بالاشعة لكشف المفرقعات وايضا الاسراع في اجراءات الافراج وغيرها مما أدي الي زيادة الايرادات من144 مليون جنيه لتصل الي385 مليون جنيه العام الماضي بنسبة زيادة عن المستهدف270%. اما الربان محمد الفار رئيس ميناء نويبع فقد انكر وجود أي مشاكل او ازمات تكدس للمعتمرين قائلا ان الطاقة الاستيعابية للميناء5 آلاف راكب يوميا ذهابا من نويبع وان الخط الملاحي الذي تحتكره شركة الجسر العربي به3 عبارات, اثنتان للركاب بطاقة1350 راكبا لكل عبارة وواحدة للشاحنات سعة50 شاحنة بالاضافة الي قاربين سريعين احدهما سعته560 راكبا والاخر670 راكبا. ونفي رئيس ميناء نويبع ادعاءات الركاب من سوء الخدمة وعدم صيانة السفن مؤكدا وجود تفتيش دوري يتم تنفيذا للقرار الوزاري رقم33 لسنة2003 بشأن المراجعة والتفتيش علي سلامة الابحار من خلال لجنة ثلاثية من الميناء والحجر الصحي والتفتيش البحري تتم كل خمسة أيام في حدود ساعة زمنية بخلاف التفتيش الذي تقوم به اللجنة العليا للتفتيش. إلا أن رئيس الميناء لم يذكر عدد المرات التي اكتشف فيها وجود أعطال او مخالفات مكتفيا بالقول انه اذا تم اكتشاف عطل إما ان يتم اصلاحه خلال فترة قصيرة أو يرفع الامر الي رئيس الهيئة لاتخاذ الاجراءات اللازمة إما بالاصلاح أو المنع من الابحار. سألته: متي تحدث الأزمة وأين؟ فأجاب الربان محمد الفار أن الازمة في العادة تحدث امام الميناء في مدينة نويبع وليس كما يقال داخل الميناء وذلك لعدة اسباب منها عدم انضباط شركات السياحة في عمليات الحجز حيث يقوم الوكيل الملاحي بالحجز بما يتجاوز الطاقة الاستيعابية للميناء والوجود العشوائي للمواطنين قبل موعد السفر أو لحدوث عطل مفاجيء غير متوقع بالعبارات أو للظروف الجوية السيئة. وأكد الربان ان ادارة الميناء تتخذ اجراءات عديدة لتجنب وقوع الحوادث فبالاضافة الي التفتيش الدوري يتم تخصيص ربان جيد وعدم السماح بتشغيل محركات في الجراجات لمنع تسرب السولار والعوادم وأيضا عدم شحن البضائع الخطرة او شحن السيارات المحملة بالسولار مع الركاب. ولم ينف الربان محمد الفار حاجة ميناء نويبع الي التطوير, مشيرا الي أن الرئيس مبارك والملك حسين والسلطان قابوس في ابريل عام1985 قاموا بافتتاحه بهدف ربط المشرق العربي بالمغرب العربي وخدمة حركة التجارة والسياحة والركاب بين مصروالاردن مع اتاحة الفرصة للسفر لاداء مناسك الحج والعمرة. وأضاف انه عرض دراسة لتطوير الميناء علي لجنة من اساتذة الهندسة شكلها رئيس هيئة موانيء البحر الأحمر, وتؤكد الدراسة ضرورة زيادة عدد الأرصفة وتسهيل الاجراءات والارتقاء بمستوي الخدمات. التطوير بدأ : وأكد اللواء هشام السرساوي رئيس هيئة موانيء البحر الأحمر ان وزير النقل وافق علي تخصيص300 مليون جنيه علي مدي السنوات الخمس المقبلة لتطوير موانيء سفاجا ونويبع والغردقة باعتبارها منافذ لسفر المعتمرين والحجاج والركاب, فقد تعدت حركة السفر والوصول مليون راكب بهذه الموانيء سنويا. وأضاف أن خطة التطوير بدأت بتشكيل لجان متخصصة تقوم بدراسة احتياجات كل ميناء لرفع مستوي الخدمات المقدمة للركاب, واشار الي أن موسم سفر الحجاج اصبح من انجح المواسم نظرا لأن الاعداد محددة والعبارات المتاحة تسافر احيانا أقل من طاقتها. وأكد اللواء السرساوي وجود متابعة يومية من غرفة عمليات رئيسية وغرف عمليات بكل ميناء لمتابعة حركة الركاب والشاحنات خاصة في شهر رمضان الذي يسجل سفر وعودة نصف مليون معتمر, وان الأولوية لحل أي مشكلة طارئة لسفن الركاب, واعلن أن الهيئة بدأت في انشاء أحدث برج لارشاد سفن الركاب بميناء سفاجا ومن المنتظر ان ينتهي العمل به قبل موعده بثلاثة أشهر في بداية العام المقبل لتأمين وسلامة سفن الركاب. ويري الربان نبيل لطفي مدير عام شركة الجسر العربي ان الاختناقات تأتي بسبب تداخل موسم عودة المصريين العاملين بالخارج وسفرهم مع موسم سفر وعودة المعتمرين والحجاج خاصة في شهر رمضان, وفي حالة وجود اختناقات يتم تنظيم رحلات مكوكية بالتنسيق مع ادارتي ميناءي نويبع والعقبة, ولاحكام حركة سفر المعتمرين تم تخصيص وكيل ملاحي وحيد لبيع تذاكر السفر بمحافظة بورسعيد وايضا ربط افرع بيع التذاكر بنظام موحد يضمن وصول الركاب وفق المواعيد المؤكدة علي التذاكر. في الاتجاه نفسه أكد رمضان محمد الوكيل الملاحي ان الشركة علي استعداد تام للموسم من خلال جدول محدد ومنظم لعدد الرحلات اليومية العائدة مشيرا الي انه وصل الميناء أول أمس38 اتوبيسا سعة50 فردا ووصل أمس26 اتوبيسا ويصل اليوم54 اتوبيسا, وغدا سيصل75 اتوبيسا ومثلها يوم الجمعة وهكذا. وأشار الي أن السبب وراء تركيز الزحام علي ميناء نويبع انخفاض اسعار التذاكر والتي تتراوح ما بين250 جنيها للافراد و280 دولارا للاتوبيسات و350 دولارا للشاحنة و125 دولارا للملاكي. وتوقع أن يكون هذا الموسم نموذجا خاصة ان الشركة تعاقدت علي شراء عبارة شاحنات جديدة تضاف الي اسطول نويبع لمواجهة حركة الصادرات والواردات بين مصر والدول العربية. متابعة يومية : يقول اللواء محمد هاني محافظ جنوبسيناء إن المتابعة اليومية لمدينة نويبع من أولي اهتماماته خاصة في موسم الذروة لتوفير احتياجات المدينة من مواد غذائية اساسية والعمل علي مواجهة المشكلات التي تطرأ بحلول فورية. مؤكدا أن مشكلة ازدحام المعتمرين بدأت تتقلص منذ العام الماضي, فالراكب لاتتعدي فترة انتظاره بنويبع24 ساعة بعد أن كانت تتعدي عدة ايام, مشيرا الي اجراء مباحثات مع رئيس هيئة موانيء البحر الأحمر لزيادة مساحة الميناء لمواجهة الاقبال المتزايد علي السفر من هذا الميناء. قرية الحجاج : أما قرية الحجاج بمدينة نويبع فهي تابعة لشركة الجسر العربي وليس للمدينة حيث يقول رمضان محمد الوكيل الملاحي للشركة انها انشئت منذ سبع سنوات بطاقة أربعة آلاف معتمر وقد تصل الي10 آلاف معتمر في وقت الذروة, موضحا انها تضم مسجدا و8 مظلات مجهزة للمقاعد ودورات مياه وكافيتريات ومحال ونقطة اسعاف يعمل بها20 فردا في النظافة علي ورديتين بالاضافة الي6 مشرفين. وخلال جولة بالقرية اتضح انه يعمل بها اثنان فقط يتقاضي كل منهما مكافأة شهرية300 جنيه فهما يعملان بعقود, كما أن المياه غير صالحة للشرب, ووجدنا المعتمرين افترشوا الأرض وجلسوا علي الكرتون, إلا أنه يوجد مظلات للركاب ومحلات ومسجد مغلق. يقول عزت شحاته نائب رئيس مدينة نويبع ان قرية الحجاج تابعة للشركة وليس للمدينة التي تشرف عليها بأعمال النظافة وزودتها بعيادة طبية ومجمع استهلاكي بأسعار نصف الجملة, وفي وقت الذروة تقوم بتزويد القرية بخزانات مياه صالحة للشرب. اضاف نائب رئيس المدينة ان المحافظ بالتعاون مع رجال الأعمال أنشأوا وحدتين للغسيل الكلوي بالمدينة هذا العام لخدمة المعتمرين الذين كانوا يضطرون الي الذهاب الي شرم الشيخ لإجراء الغسيل لمسافة نحو170 كيلو مترا. كما تم افتتاح مخبز بلدي مدعم بجوار القرية لخدمة الحجاج والمعتمرين. وطالب د. محمد احمد مدير مستشفي نويبع المركزي بضرورة رفع مستوي التمريض بشكل يسمح بالتعامل مع السياح الاجانب والقضاء علي الروتين والارتقاء بالمستوي المادي للأطباء وتزويدهم بالمعدات والامكانات العلمية الحديثة.