- فى ظل الأزمة اللبنانية الخانقة واستمرار مواجهات المعارضة ضد الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة عقد مؤتمر "باريس -3 " فى 25 يناير 2007 بهدف مساندة لبنان سياسياً ودعمه اقتصادياً من خلال تخفيف أعباء الدين العام الذى وصل إلى 41 مليار دولار أى ما يمثل 180% من إجمالى الناتج المحلى. - وقد حضر المؤتمر ممثلون عن 40 دولة ومؤسسة مالية ومنظمة دولية فى مقدمتهم السكرتير العام للأمم المتحدة " بان كى مون " والرئيس الفرنسى جاك شيراك ووزيرة الخارجية الأمريكية " كوندا ليزا رايس " والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ، ويأتى هذا المؤتمر وسط مخاوف من أن تؤثر الأزمة السياسية اللبنانية على حماس الدول المانحة . - وقد تلقى لبنان خلال هذا المؤتمر تعهدات بدعم مالى يقترب من 8 مليارات دولار لمساعدته على النهوض من حالة الركود الاقتصادى التى يعانى منها ، حيث ساهم فى تقديم تلك المساعدات عدد من الدول أبرزها فرنسا والولايات المتحدة والسعودية وبنك الاستثمار الأوروبى ودول الاتحاد الأوروبى وبعض الدول الخليجية . ومن جانبه أشار رئيس الوزراء اللبنانى فؤاد السنيورة إلى أن دعم المجتمع الدولى أساس النمو فى لبنان ومطالباً بأن يكون هذا الدعم حازماً وشاملاً وليس متردداً أو جزئياً ، مُشيراً أن القضايا السياسية والاقتصادية متشابكة وأن بلاده على شفا إنكماش اقتصادى عميق بسبب العدوان الإسرائيلى على لبنان فى الصيف الماضى . وكانت العاصمة اللبنانية بيروت قد شهدت فى الأيام التى سبقت المؤتمر وفى أثناء انعقاده تصعيداً خطيراً فى الأزمة السياسية الراهنة من قبل المعارضة ، حيث اندلعت اشتباكات دامية بين مؤيدى أنصار المعارضة والحكومة أدت إلى مقتل وإصابة العشرات من اللبنانيين فى مشهد أعاد إلى الأذهان ذكريات الحرب الأهلية الأليمة فى لبنان . - وقد اتهم السنيورة إيران وسوريا بالضلوع وراء موجة الإضراب والاحتجاجات العاصفة بلبنان رافضاً مطلب المعارضة إجراء انتخابات مبكرة مُشيراً إلى أنه فى هذا الجو المحتقن لا يمكن أن تتم انتخابات تؤدى إلى مزيد من المواجهات وأعمال العنف . - وكان الرئيس الفرنسى قد حذر من أن موجة الاعتصامات والاحتجاجات التى شهدتها بيروت قد تؤدى إلى إحجام المجتمع الدولى عن تقديم مساعدات مالية إلى لبنان الذى يشهد أزمة مالية كبيرة . - وقد دعت الأوساط العربية والغربية كل الأطراف فى لبنان إلى نبذ العنف والعودة إلى الحوار كوسيلة لتسوية خلافاتهم السياسية بطريقة سلمية وتغليب مصلحة لبنان وأبنائه وصيانة مصالحه العليا فى ظل الظروف الحرجة والدقيقة التى تمر بها المنطقة . - إن لبنان يمر الآن بمفترق طرق ستحدد مستقبله السياسى والاقتصادى الأزمة الحالية التى هى مثل القنبلة الموقوتة قد تنفجر فى أى لحظة إذا لم تحل بوعى ومسئولية وحرص على ا لاستقرار والنظر إلى المستقبل من أجل صالح لبنان وشعبه ، وفى نفس الوقت يجب أن تحظى الورقة الاقتصادية للحكومة اللبنانية والتى توجهت بها إلى مؤتمر " باريس -3 " باتفاق جميع اللبنانيين ، حيث أنه بدون ذلك لن يتحقق لهذا المؤتمر أو توصياته النجاح على أرض الواقع . - كما أن لبنان أصبح هدفاً لقوى إقليمية ودولية تحاول تصفية حساباتها ولهذا يجب توحيد كلمة اللبنانيين من المعارضة والحكومة فى ضوء مؤتمر " باريس -3 " وطرح خلافاتهم السياسية جانباً ووضع لبنان فوق الجميع لأن نجاح المؤتمر هو نجاح لكل اللبنانيين وبدون ذلك سيكون الأمر خطيراً ويصل إلى حد الكارثة . - ويرى المراقبون أن مؤتمر " باريس -3 " يمثل طوق النجاة للحكومة اللبنانية للخروج من الأزمات الاقتصادية والسياسية الخانقة والتى تكاد تشل حركتها وتمنع تقدمها بعد عام عاصف مر بلبنان وفى ظل الأزمة الحالية مع المعارضة والتى تصاعدت بعد العدوان الإسرائيلى على لبنان .