إنتقد رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الخميس وبقوة دعوة الانفصال التي تحدث عنها رئيس البرلمان العراقي قبل أيام قائلا إنها ستفتح الباب أمام الاقتتال الداخلي وإراقة الدماء. تأتي تصريحات المالكي ردا على دعوة أطلقها أسامة النجيفي - رئيس البرلمان العراقى وهو أيضا أحد القياديين في القائمة العراقية التي يرأسها رئيس الوزراء السابق إياد علاوي والتي فازت بالانتخابات لكنها فشلت في بناء تحالف برلماني لتشكيل الحكومة - حيث قال النجيفى إن السنة العرب فى العراق قد يلجأون الى خيار الانفصال بسبب شعورهم بالإحباط كنتيجة لسياسة التهميش التي تتبعها الحكومة الشيعية التي يقودها المالكي وإنهم يشعرون أنهم مواطنون من الدرجة الثانية. وقال المالكي - في خطاب ألقاه في تجمع لشيوخ العشائر - إن تشكيل الأقاليم هي عملية دستورية و لها أصولها وضوابطها لكن الدستور لم يتضمن فكرة الانفصال. ودافع نورى المالكي بقوة عن سياسة حكومته نافيا إنتهاج حكومته لسياسة التهميش ضد أطياف بعينها لصالح أطياف أخرى. يشار إلى أن الدستور العراقي والذي كتب في فترة قياسية خلال العام 2004 يشترط على الجميع العمل بما يكفل وحدة الأراضي العراقية لكنه يسمح لأى محافظة عراقية أو عدد من المحافظات بتشكيل فيدرالية أو إقليم مستقل شريطة أن يقوم ثلث أعضاء مجلس المحافظة بتقديم طلب إلى البرلمان بهذا الشأن أو أن يتم الحصول على موافقة عشر الناخبين في تلك المحافظة قبل الذهاب الى إجراء استفتاء فيها حيث تعتبر المحافظة إقليما مستقلا في حال التصويت لصالح الاستقلال. هذا وقد تباينت ردود فعل الشخصيات السياسية على دعوة رئيس البرلمان العراقى النجيفي لكن أغلبها انتقد بقسوة تصريحاته معتبرين أنها تسهم في تأجيج الصراع الطائفي وزيادة الاحتقان الداخلي وتدعو الى التقسيم فى العراق الذى مازال يشهد حالة من الصراع وعدم الاستقرار السياسي والأمني.