اليوم.. وزارة الأوقاف تفتتح 32 مسجدًا بالمحافظات    بايدن: سأبحث مع نتنياهو المسار نحو إعادة الرهائن وإنهاء الحرب    «حزب الله» يعلن استهداف دبابات وتجمعات كبيرة للجنود الإسرائيليين    جويدو كروسيتو: على إسرائيل الالتزام بالقانون الدولي وحماية المدنيين وقوات الأمم المتحدة    زيلينسكي: أوكرانيا لا تطور أسلحة نووية    جماهير الأهلي تستقبل بعثة الفريق بفندق الإقامة    عبدالجليل: الزمالك سيواجه صعوبات أمام بيراميدز.. واتمنى أن يكون نهائي السوبر بين القطبين    درجات الحرارة في مدن وعواصم العالم اليوم .. والعظمى بالقاهرة 29    الحماية المدنية في الأقصر تُسيطر على حريق هائل بالقرب من «هويس» إسنا    قرار من النيابة بشأن حادث تصادم سيارتين بدهشور وإصابة 10 أشخاص    ريهام عبد الحكيم تتألق بأغاني الطرب في مهرجان الموسيقى العربية    نائب رئيس قصور الثقافة يفتتح مهرجان أسوان بحضور جماهيري كبير    أصل الحكاية| التقويم المصري القديم.. دِقة علمية وإبداع حضاري    اعرف حقك.. حقوق الموظف في الإجازة المرضية وفقا للقانون    سفير أذربيجان بالقاهرة: العلاقات مع مصر تمتد لقرون وتتعزز بالزيارات الرئاسية    محافظة البحيرة: رفع درجة الاستعداد في الدلنجات لمواجهة الأمطار    أزهري: الزواج الشفهي بدون ورقة أو مأذون حلال    الوحدة المحلية بدمنهور تنظم قافلة سكانية وتثقيفية لدعم الصحة النفسية والمجتمعية    الصيادلة: أزمة نواقص الأدوية تنتهي تماما مطلع نوفمبر.. ولا زيادات جديدة بالأسعار    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 5 من القوات الخاصة بكتيبة جولاني في لبنان    وزارة الصحة الفلسطينية تدين اعتداء المستوطنين على سيارة إسعاف قرب قلقيلية    إنهاء كافة الاستعدادات للاحتفال بمولد العارف بالله إبراهيم الدسوقي    تعيين د. حمدى إبراهيم عميداً مؤقتاً لكلية الزراعة بجامعة المنيا    رابطة الأندية تكشف ملامح لائحة عقوبات الدوري للموسم الجديد    سوسن بدر تتحدث عن تجربتها مع التدخين: «خدت القرار إني أبطل في ثانية» (فيديو)    «بوست دماغها».. أول تعليق من محمود شاهين على إحضار زوجته «راقصة» في عيد ميلاده    محمد دياب ل مدرب الأكشن ببرنامج "كاستنج": "ازاي بتخليهم شاطرين كدة؟"    رضا عبد العال: بيراميدز أفضل من الأهلي والزمالك    أمين الفتوى: تركيب الرموش والشعر "الاكستنشن" للزوج فقط    شعبة المواد البترولية تنفي زيادة أسعار الوقود وتؤكد عدم صدور قرارات رسمية    عيار 21 يرتفع لأعلى سعر.. أسعار الذهب اليوم الجمعة بالصاغة عقب قرار البنك المركزي    طريقة عمل كوكيز الشوكولاتة، باحترافية زي الجاهز    «عكاوي» يناقش خطوات تفعيل النظام الألكتروني لحجز تذاكر العيادات الخارجية    أستاذ باطنة: ارتجاع المريء يتحول لمرض مزمن فى هذه الحالة    الأمن في الإسماعيلية يضبط أسلحة وذخيرة بحوزة عنصر إجرامي    دلالة على قوة مصر.. وزير الري الأسبق يكشف لمصراوي مكاسب أسبوع القاهرة للمياه    نشرة التوك شو| تصفية السنوار وأصداء الافتتاح التجريبي للمتحف المصري الكبير    محافظ الإسماعيلية يشهد احتفال العيد القومي (صور)    تحرك برلماني بشأن قصور مركز المعلومات في أداء دوره المنوط به    من" يحيى عياش" إلى يحيى السنوار ..أبرز قادة حماس الذين اغتالهم الكيان الصهيونى    ضبط شخص يدير كيانًا تعليميًا بدون ترخيص في الدقي    مستشار أمن سيبراني: لا يوجد جهاز يصعب اختراقه ولكن النسب تختلف فقط    الإمارات تطلق مسرّع تكنولوجيا التجارة العالمية    تقرير أممي: ما يقرب من نصف فقراء العالم يعيشون في مناطق الصراع    البنك الدولي: ألبانيا تحافظ على نموها الاقتصادي في 2024    استمرار غياب طارق حامد حتى نهاية أكتوبر    يد - انتصارات مصرية في دوري أبطال أوروبا.. وإصابة مرعبة    محمد فاروق: الاستعانة بخبير أجنبي لرئاسة لجنة الحكام «مشروط»    وزارة الرياضة: وجدنا مخالفات في بعض الاتحادات تم تحويلها إلى النيابة    المتسابق موريس يبهر فريق برنامج كاستنج.. وعمرو سلامة: "هايل.. ايه الحلاوة دي"    حذف أغنية "ابتسمت" ل شيرين عبد الوهاب بعد طرحها بدقائق    أسعار الفراخ الساسو وكرتونة البيض بالأسواق اليوم الجمعة 18 أكتوبر 2024    بطريرك الروم الأرثوذكس يختتم زيارته الرسمية بقبرص.. صور    ماكرون يدعو إسرائيل لوضع حد لعملياتها العسكرية في لبنان    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 18 أكتوبر 2024    أشهر جزار في الدقي "سارق كهرباء".. ما القصة؟ (صور)    هل تزين المرأة بالرموش والاكستنشن جائز شرعًا؟.. أمين الفتوى يوضح    أستاذ بجامعة الأزهر: هذه الأمور لتفوز بساعة الاستجابة يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا مناص من انصياع الاسرائيليين لمبادرة السلام العربية

الحوار مع الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى هي مهمة عسيرة فالرجل خبر السياسة وقضايا الامة العربية طوال عقود مضت وله مواقف مشهود لها في القضايا العسيرة والمصيرية سواء عملية السلام بفصولها وخفاياها ، وحربي الخليج وصولا الى الاحتلال الانجلو - امريكي للعراق وتداعيات هذا الاحتلال الظالم الذي ادخل المحتل والمنطقة في دائرة ظلام ودم غزير دونما مسوغ شرعي او اسباب مقنعة حتى للغرب المتمادي على المنطقة ومقدراتها.
القضية الفلسطينية التي كلما حاول البعض دفعها الى الوراء وتقديم قضايا اخرى عليها تعود عند الدكتور عمرو موسى الى الصدارة ، حيث يعتبرها .. والقادة من زعماء الامة العربية القضية الاولى في المنطقة ، وان إيجاد حل شامل وعادل لها ينتهي بدولة فلسطينية تضمن العيش الكريم للفلسطينين ، كما للجانب الآخر هو المفتاح الكبير لتجنيب المنطقة والاجيال القادمة المزيد من المعاناة ، والانطلاق في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتصبح المنطقة العربية مجموعة فاعلة على المستوى العالمي.
ويؤكد ان اعادة طرح مبادرة السلام العربية يضمن حلا شاملا وعادلا لمختلف اطراف الصراع ، ويقول ان المضي قدما في هذه المبادرة يعتمد على الجانب الاسرائيلي الذي لم يظهر اية استجابة حقيقية للطرح العربي الذي يمثل اجماعا يستند الى صف متماسك .الاستسلام لشروط المحتل الذي يمارس سياسة التنصل من الالتزامات واستحقاقات السلام ، غير موجود في عقل السياسي الرجل برغم تفوق المحتل الظالم ، ويؤكد ان لا شيئ يبقى على حاله ، وان الحقوق لامناص من تأديتها ، وان زمن تقديم المواقف بالمجان قد انتهى ، وان هناك ارادة عربية جديدة تتعامل مع المتغيرات والتحديات بعد تقييم المواقف
وفي بلاد الرافدين يؤكد د. عمرو موسى ان المحتل سيرحل آجلا او عاجلا وان زمن الاحتلال قد انتهى وان العراق لكل العراقيين لافرق ولا اسبقية لسني على شيعي ولا لعربي على كردي ، وان اي طرح او اي ممارسة بعكس ذلك هي رجعية وفي غير مصلحة العراق والعراقيين والعرب.ولا يرى د. موسى في ايران خطرا او تهديدا للمنطقة العربية ، "فالجنرال جغرافيا اقوى من كل المواقف النزقة والمراهقات السياسية"وايران موجودة بجوار العرب كما العرب موجودون في جوار ايران منذ آلاف السنين ، الا انه يؤكد ان اية مخاوف مشروعة سبيلها الى الحل هو الحوار والحوار البناء.
وحول تعاظم دور الجامعة العربية في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية العربية بحيث تشكل منبرا ومظلة للشعوب والدول العربية في هذه المرحلة التاريخية والحيوية يقول د. عمرو موسى ان العقد الماضي والسنوات الماضية اثبتت ان تفعيل دور الجامعة العربية في مختلف مناحي الحياة هي مصلحة كلية على مستوى المنطقة العربية ، مؤكدا ان هناك ترجمة للدول والحكومات العربية لهذه القناعة.. وتاليا نص الحوار مع الامين العام للجامعة العربية :
الامور السياسية "العويصة" في فلسطين والعراق لا زالت تراوح مكانها في ظل هذه الصورة العصيبة كيف ترى صورة الوضع الآن؟
- عمرو موسى .. لا زالت القضية الفلسطينية عصيبة ، والامور على صعوبتها عندما طرحنا المبادرة العربية في بيروت ، وأكدنا في الرياض طرحها كموقف عربي متقدم في العالم العربي.. يقدم طرحاً وعرضاً لسلام متوازنً ومنصف للاسرائيليين... لكنهم لم يأخذوا بهذا العرض حتى الآن ، وحسب اعتقادي واعتقاد الكثيرين فان الاسرائيليين ليسوا مهتمين بالسلام ، وفي بعض التفسيرات ليسوا قادرين على تحقيق السلام ، وبالتالي لن يأخذوا بأي عملية سلمية حقيقة على محمل الجد ، هم مستعدون للف والدوران والاجتماعات والمصافحة ومواجهة الاعلام بكافة انواعه ، واذا اضطروا يقومون بازالة بعض العوائق التي وضعوها سابقاً ، واذا اضطروا اكثر فلا مانع من بعض البيانات التي تجنح نحو السلم.
والحقيقة هناك استخفاف بالعقل العربي بمعنى...اعتادوا ان يوجهوا لنا كلمتين طيبتين ، بالمقابل العرب يقبلون بذلك ، وفي نفس الوقت تعلمنا ان لا نصدقهم ولا نصدق من يتحدث بلسانهم او يمثلهم ، يعني اذا قالوا يجب ان تفعلوا كذا لتحقيق السلام لا يمكن ان نصدقهم.
الآن العرب يريدون خطوة مقابل خطوة ، يعني اذا ارادوا من العرب شيئا يجب ان تفعل اسرائيل شيئاً آخر ، في السابق طالبوا تشكيل لجنة تتكلم معهم وتفاوض معهم باسم الجامعة العربية ، (قلنا) مصر والاردن... طالبوا بدولة ثالثة ورابعة تفاوض معهم ، وهذا بالنسبة للجانب العربي غير مقبول ، نحن الآن غير مستعدين لا نفسياً ولا سياسياً ولا منطقياً أن نقدم اي شيء مجاناً ، واذا كان الاسرائيليون فعلا مستعدين لاحداث تقدم باتجاه السلام ، فان هذا التقدم يحتاج الى خطوات واضحة بهذا الخصوص.
هم ظالمون في هذا الامر من اوله الى آخره ، وفي هذا المجال وعلى سبيل المثال المستوطنات ما زالت تبنى دون احترام لأي من القرارات الدولية بهذا الخصوص ، واذا كانت اسرائيل بالفعل تريد ان تبدأ خطوة ايجابية نحو السلام فلتعلن وقف بناء هذه المستوطنات ، عندها نستطيع ان نرد.
اذا استمرت المواقف والسياسات الاسرائيلية بالطريقة السلبية التي نشهدها ما هي الخيارات امام الجانب العربي؟
- عمرو موسى.. الخيارات كثيرة.. لكني لا اضع الخيارات هذه الخيارات تأتي وتنبع في اللحظة التي نصل فيها الى ان الاسرائيليين غير راغبين في السلام ، عندها يجب ان يجتمع القادة العرب ويقرروا الخطوة القادمة وهذا ما سيحدث.
الامر الآخر والمهم هو .. لا يجب ان نخفي عن الرأي العام اي شيء ، لان القضية ليست قضية الرسميين والدبلوماسيين فقط ، وانما هي قضية شعبية ، ويجب اعلامهم فيما اذا كانت المباحثات مجدية ام لا ، ونخبرهم بأن الساسة والدبلوماسيين غير قادرين على التوصل الى حل ونقول للرأي العام هذا هو الوضع بصورته الحقيقية.
هل تعتقد ان حرب لبنان الصيف الماضي فرضت معطيات جديدة والاسرائيليون لا يزالون غير قادرين على فهمها والتعامل معها في اطار الصراع العربي الاسرائيلي ، بمعنى لم تعد القوة هي الحكم الاخير في حسم القضايا الخلافية والصراع العربي الاسرائيلي؟
- عمرو موسى.. أنا مع حسم الامور دبلوماسياً وسياسياً ، هناك حالات كثيرة استخدمت فيها القوة ولم ننته الى شيء ، لكن عندما ندرك ان الدبلوماسية لن تؤدي الى شيء هنا تكمن الحيرة.
لقد جربنا الدبلوماسية ولم نفلح ، وقبل ذلك جربنا الحرب وأدت الى ما أدت اليه في لبنان خلال الصيف الماضي وقبل ذلك حرب اكتوبر في العام 1973 ، ومنها دروس كثيرة يستفاد منها على مستوى الحرب او الدبلوماسية ، فاذا كنا غير قادرين لا على هذا ولا ذاك فانه لا بد ان نقيم الوضع.. التاريخ يكتب ولا احب ان يسجل مثل هذا في التاريخ ، لا يمكن ان نستسلم او نترك موضوع فلسطين لانه اصبح جزءاً من الضمير العربي ، وبذلك لايمكن لاحد ان يتبرأ منه ..حاولوا ذلك من قبل... تساءلوا ما علاقتك بفلسطين؟ لو قبلنا بذلك سيكون الوضع سلبيا بشكل كبير ، واذا لم تحل قضية فلسطين فان الضمير العربي لن يكون مستريحاً.
الاوضاع في غزة اقتتال داخلي غارات اسرائيلية واغتيالات متكررة يشهدها هذا الجزء من الاراضي الفلسطينية بتقديرك ما هي الاسباب التي دفعت الى هذا الاقتتال الفلسطيني الفلسطيني؟
- عمرو موسى.. موضوع غزة يجب ان لا نأخذه على انه ظاهرة ، ما يحصل هو وجود مجموعات من الناس يضربون بعضهم بعضا وكلاهما مجرم ، ولا يمكن ان ينظر الى أيهما بأي احترام ، واذا كانت هناك سياسة تدفع بها أي جهة نحو عراك فلسطيني فلسطيني فهي سياسة مجرمة وممعنة في السلبية ، ولكن هذا شيء والموقف نفسه الذي أدى الى الاقتتال شيء آخر ، الفلسطينيون في قطاع غزة اناس يعيشون على قطعة ارض صغيرة محاصرين بجيش الاحتلال الاسرائيلي كما لو كانوا في سجن ، محاطين بحصار مالي واقتصادي ادى الى ارتفاع نسبة البطالة فوق 70% حتى ال 30% الباقية العاملين لا يتقاضون اجورهم.
لا يوجد ضوء في نهاية النفق ، بالنسبة لمستقبل فلسطين هناك اصابع تلعب بالخفاء للقضاء على اية فرصة لتمتين الوحدة الوطنية ، نتيجة كل ذلك كان يجب ان يحدث ما يحدث الان في غزة ، لكن في المقابل كان على القادة الفلسطينيين ان يحذروا من هذا... ربما كان الموقف اقوى منهم ، فالمسؤول عن هذا الامر اصحاب هذه السياسة... سياسة التجويع المستمر عقابا للفلسطينيين على ممارستهم الديمقراطية ( في اشارة الى فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية) ، اسرائيل هي المسؤولة لكن هذه المسؤولية لا تنفي المسؤولية العربية والمسؤولية الفلسطينية.
ما رأيك فيما قامت به اسرائيل قبل فترة وجيزة من احتفالها بما أسمته بالعيد الاربعين لتوحيد القدس؟
- عمرو موسى.. اسرائيل حاولت الاحتفال بالعيد الاربعين لكن ليس لتوحيد القدس كما ترى هي ، انما في الحقيقة هي احتفلت بالعيد الاربعين لاحتلالها للقدس ، حاولت ان تجعل من هذا اليوم عيداً وطنيا ودولياً دعت اليه الجميع لمشاركتها هذا الاحتفال ، وقد رفض الامريكيون والاوروبيون المشاركة في هذا الاحتفال... وهنا وبالرغم من سلبيات السياسة الاميركية تجاه فلسطين يجب ان نحيي هذا الموقف الامريكي والاوروبي لنكون منصفين.
العراق... ما زال داخل النفق المظلم ، معاناة مستمرة وما زال الموقف العربي سلبيا لفعل شيء مما هو فيه ، ماهي الاسباب ؟ وكيف ترى الصورة المستقبلية؟
- عمرو موسى .. العراق دولة اساسية في البناء العربي وخسارتنا له سيعيق العمل العربي وسيهز البنيان العربي ، يجب علينا حمايته واسترداده ليلعب دوراً جديداً في المنطقة ، وهذا امر اساسي.
الامر الآخر العرب والجامعة العربية لم تكن بعيدة عن العراق منذ بداية الغزو خلال آذار من العام 2003 ، حذرنا مراراً وتكراراً ، وأنا شخصياً حذرت وقلت انكم فتحتم ابواب جهنم على انفسكم وعلينا ، وهذا موقف مسجل للجميع ، غيرنا حذر وكان له نفس الموقف الذي اتخذناه مثل فرنسا وألمانيا ، ومنذ ذلك الحين بدأ المحتل باتخاذ القرارات الخاطئة واحداً تلو الآخر ، بدءا من حل الجيش العراقي الى حل الاحزاب وغير ذلك ، واصبح العراقيون يعيشون في هم مقيم لا دخل مستقر ولا أمن ولا استقرار امني ولا شيء على الاطلاق.
يضاف الى هذا الاسفين الذي دق عن عمد بين الشيعة والسنة ، وما قيل ان الحكم كان في يد السنة سابقا والآن دور الشيعة في الحكم ، هذا كلام اناس متخلفين في التفكير ، من يفكر بهذه الطريقة في القرن الواحد والعشرين.. ،
ان التنافس في العراق بين الشيعة والسنة كلام مرفوض ، والاصل ان يكون الكلام عن الشعب العراقي بجميع اطيافه وعدا ذلك فهذا تخلف ورجعية ، العراق يجب ان يكون للجميع ولا فرق بين شيعته وسنته ولاعرب او كرد وخطأ ان نسأل من اي طائفة هذا او ذاك؟
انا لم يسألني احد ان كنت مسلماً او مسيحياً اصلي او لا اصلي ، انا مصري عربي مسلم. نحن كعرب وقفنا في البداية وحذرنا وبعد التحذير رأينا ان هناك سياسات ومساعي ومبادرات تجر العراق بعيداً عن العالم العربي منذ العام 2003 ، لذلك كجامعة عربية وفي محاولة للحفاظ على وجود العراق ضمن النسيج العربي وجهنا دعوة الى مجلس الحكم الانتقالي العراقي الذي نال من الانتقادات لدى تأسيسه ما نال ، وبرغم عدم الاعتراف به في حينها ، الا انه وللحفاظ على تواجد العراق ضمن الجامعة العربية ، وان يمثل مقعده في الجامعة كي لا يترك هذا الكرسي فارغاً وحتى لا يدفع بالعراق بعيداً عن العالم العربي ، ولولا دخول المجلس الانتقالي العراقي الى الجامعة العربية لم تكن هناك منظمة دولية واحدة تعترف به ، بما فيها منظمة الامم المتحدة.
كما اننا طرحنا موضوع المصالحة والوفاق الوطني العراقي ، هذا الطرح جاء من العرب والجامعة العربية طرحته بشكل رئيس في مؤتمر شرم الشيخ خلال العام 2004 ، وانا قلت حينها ان جميع ما يحدث هو خارج عن السياق ، وان ما يتم تداوله هو كلام فارغ ويجب الخروج بمبادرة مصالحة ووفاق للشعب العراقي ، وكانت هذه هي المبادرة الاولى التي اطلقتها الجامعة ، ومن ثم عقدت الجامعة العربية اول وأكبر مؤتمر للمصالحة والوفاق والذي ضم جميع جوانب العراق (واسمحوا لي هنا ان اقول جوانب العراق.. هم ارادوه جوانب) من حكومة وشعب وشيعة وسنة وعرب وأكراد ، جلسنا وتكلمنا وكانت بداية الوفاق والمصالحة.
ثم عرض علينا في مرحلة ما ان يدخل العرب بقوات عسكرية في الوقت الذي يتواجد فيه اكثر من 150 الف جندي اجنبي عجزوا عن فرض الامن وحفظه ، وكان الرد العربي في حينها اننا لا ندعى الا من خلال العراقيين انفسهم ونرفض هذا الطلب من غيرهم ، ولدعم العراقيين يجب ان يكون هناك وفاق عربي على فهم هذه الدعوة وفهم ابعادها ، على كل حال اعتقد انه لم تكن هناك دعوة اساساً.
ما هو الموقف لو وجهت مثل هذه الدعوة الآن؟
- عمرو موسى.. الدعوة حالياً مقبولة من الحكومة الشرعية ، وأقول اننا نتعامل كجامعة عربية مع الحكومة الحالية انما هذا الموضوع غير فعال... يجب طرح فكرة تدعم قيام وعودة الجيش العراقي وإقامة مؤسسات على اساس غير طائفي اومذهبي ، ويجب ان يتم إيقاف المليشيات والمنظمات الاخرى المنتشرة في العمق العراقي ، وإيقاف استخدام القوة والارهاب.. هذا الامر مهم للغاية ، وليس قوات عربية او غيرها.
العجز هو عدم انشاء قوة عراقية قائمة على الوطن والمواطن ، ما رأيكم؟
- عمرو موسى.. منذ البداية كان الاستناد الى ميليشيات او الى قوة اخرى خاطىء وكان من المفترض ان يقوم الامر على ان يكون العراق واحداً غير مبني على افكار مذهبية او طائفية او عرقية وهو الامر الذي ادى الى الموقف الحالي ، يضاف اليه سوء السياسة المتبعة التي تضيف الى الوضع تحديات جديدة.
كيف ترى الصورة في العراق خلال الفترة المقبلة؟
- عمرو موسى.. من الواضح حتى الان ان التغير الايجابي طفيف ، هناك مطالبة بانسحاب الجيش الاميركي من قبل الجامعة العربية وجميع العرب اضافة الى مطالبة امريكية بهذا الخصوص ، الا ان صوتهم اعلى من صوتنا وهو امر مطروح بجدية في الولايات المتحدة الامريكية.
الامر الآخر يجب تعديل الدستور العراقي طبقاً لقرار مجلس النواب العراقي وتوزيع الثروة والقيام بإجراءات من شأنها السير نحو مستقبل افضل للعراق.
هل تتفق مع مقولة.. ان انسحاب القوات الاميركية من العراق سيزيد الامر سوءاً؟
- عمرو موسى.. هذه مسألة بيزنطية ، هذه قوات احتلال امريكية ستنسحب آجلا ام عاجلاً ، المشكلة الحقيقية اصبحت مشكلة الشيعة والسنة ، وبعد قليل ستتولد مشكلة جديدة تحت اسم العرب والاكراد ومن ثم التقسيمات الجغرافية ، الامور في العراق تتراجع.
تتردد عبارة على مستوى دولي تحت مسمى "تهديد ايراني على المنطقة" ماذا تقول؟
- عمرو موسى.. اذا كان هناك قلق معين وقد يكون مشروعاً ، فالوسيلة لتبديده هو الجلوس الى طاولة الحوار ، ايران دولة شقيقة وستبقى في المنطقة الى ما لا نهاية ، والعرب ايضا في المنطقة ، هذه المقولة تأتي وتذهب يجب ان يكون هناك ادراك لاهمية التفاهم على اساس ان ايران تفهم مصالح العرب ، ومن جانبنا يجب ان نفهم ما هي مصالح ايران كي لا تكون هذه المصالح متعارضة ، بمعنى آخر ان لا يكون هناك مخاوف ، ولا يصح ان تكون هناك اذآن صاغية لهذا الكلام القادم من الخارج والذي أتى في وقت معين ليخدم مصلحة معينة ، وبعد قليل ممكن ان تكون المصالح الخارجية تريد من ايران ان تتفق مع دولة ضد الاخرى وهذا امر وارد حدوثه.
المنتدى الاقتصادي العالمي المتكرر انعقاده في كل من الاردن ومصر برأيك هل يفيد في تحسين العلاقات بيننا كعرب من جهة ومع العالم الخارجي من جهة اخرى ، وبين القطاع الخاص المحلي والشركات العالمية؟
- عمرو موسى.. هذه المنتديات هي للتشبيك وفرص للنقاش والتواصل والوصول الى بعض الخلاصات التي تفيد الطرفين ، ولا خلاف ان مثل هذه المنتديات تجمع بين رجال الاعمال لكنها ليست منبراً للمفاوضات او الحوار الناتج عنه قرارات.
الجامعة العربية في فترة من الفترات تراجع دورها ، الآن هناك دور أكبر ، كيف تقيم دور الجامعة؟ وهل هناك مرحلة جديدة بالفعل؟
- عمرو موسى.. طبعاً ، هناك نظرة كي تصبح الجامعة العربية منظمة اقليمية وبدأت بالفعل نحو هذا التوجه ، فهي الآن تهتم بشؤون المرأة والاسرة والطفل ، ومشكلة شهادات المنشأة ، ومشكلة النقل والصحة ، في نفس الوقت الذي تنشغل فيه بالموضوعات السياسية وصراع الحضارات والغرب والاسلام ، اذن هي اقليمية بالشكل الصحيح.
اما بالنسبة للجانب السياسي لم تحبس الجامعة العربية نفسها في اطار واحد ، وهي القضية الفلسطينية ، اصبحنا نتكلم عن فلسطين والعراق ودارفور والصومال ، كما اننا اصبحنا عنصراً رئيساً في التوصل الى اتفاقات حاصلة حاليا ، ونكون شهوداً عليها ، واصبحت الجامعة العربية اكثر نشاطاً وفاعلية.
وماذا عن ميزانية الجامعة العربية؟
- عمرو موسى.. الميزانية اصبحت الان منتظمة اكثر من قبل وأصبح هناك وعي من الاعضاء بأهمية الدور الذي تلعبه هذه الجامعة ومدى حاجتها الى التمويل مما اعطاها نوعاً من الامان ، نحن نأمل ان تصبح على غرار الامم المتحدة.
وأستطيع القول الآن اننا تطورنا نحو الافضل اصبح لدينا بعثات ترسل الى الدول العربية اصبحنا جزءا من الرقابة على الانتخابات على سبيل المثال في موريتانيا وجزر القمر ، لكن احيانا نضطر ان نطلب من بعض الاعضاء مساعدات اكثر ، وأقول لو ان الميزانية اكبر لكان بامكاننا فرض شروط معينة للوفاء بالمهام التي تريد أن تضطلع بها الجامعة ، فالامر يتطلب زيادة الميزانية بشكل اكبر.
المواطن العربي في السابق لديه احساس ان الجامعة العربية هي مظلة العرب ، لكن في عقد التسعينيات اصبح هناك انتكاسة لدور الجامعة العربية ، والآن عادت الثقة خلال السنوات الماضية والنظرة الايجابية الى الدور المهم الذي تقوم به الجامعة العربية ، وأصبح الشارع العربي يطالب بان تكون الجامعة هيئة ممثلة للعرب.. ما هو تعليقكم؟
- عمرو موسى.. الجامعة اصبحت تحافظ على المصلحة العربية وتقف باسم العرب للصد والرد والتعامل مع الآخرين بمبادرة منها ، وهذا قد يكون كافيا في مرحلة ما ، لكن في مراحل اخرى ليس كافيا ، يجب ان يكون هناك مبادرات ، نحن نتحرك نحو منظمة تفرض الرأي الجماعي ، وعلى سبيل المثال هناك موضوع المباردة العربية التي اقرها العرب بالاجماع وأصبح لا مفر منها ، وفي موضوع العراق هناك رأي عربي موحد وكذلك في الصومال ودارفور وعملية الاصلاح في الوطن العربي.
وأحب ان اقول هنا ان الجامعة العربية تحظى بنظام رقابي عالي المستوى كل عام يصدر الامين العام للجامعة العربية تقريرا مفصلا يحوي كل الامور المتعلقة بالجامعة.
كلمة تقولها للمواطن العربي؟
- عمرو موسى.. أود ان احذر من خطورة الموقف في العالم العربي من جميع النواحي ، ويجب ان نضع نصب أعيننا ان هذه الخطورة لا تتعلق بالمشاكل السياسية فقط ، الموضوع يتعلق بجوانب اخرى مثل الاصلاح بشكل عام وتحديدا اصلاح التعليم ، يجب ان تكون هذه العملية اولوية للجميع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.