اتهم السفير التركي لدى واشنطن زعماء كردستان العراق بتزويد متمردي حزب العمال الكردستاني باسلحة اميركية بغية شن هجمات داخل تركيا محذرا من ان بلاده لا تستبعد عملا عسكريا ردا على ذلك. وقال السفير نابي سينسوي ان القوات التركية "تقوم بتحركات مستمرة" على طول الحدود مع العراق بمواجهة متمردي العمال الكردستاني. وقال "من جهة هذا جزء من (...) اجراءات احترازية اعتيادية نتخذها داخل حدودنا. لكن طبعا لا استطيع القول ان تركيا ستكون قادرة على استبعاد اي خيار اخر في الحرب ضد الارهاب". ولم يعلق السفير الذي كان يتحدث امام مراسلين عسكريين في واشنطن على تقارير اعلامية نقلت عن مسؤولين عراقيين قولهم ان تركيا حشدت 140 الف جندي على طول الحدود مع بلادهم. لكنه حذر من ان القادة والشعب في تركيا باتوا "على حافة نفاد الصبر" حيال ذلك. واكد السفير الاستيلاء على اسلحة اميركية كانت بحوزة حزب العمال. وقال "نعرف بان الولاياتالمتحدة تمد الادارة العراقية الشمالية بالسلاح لكن من الممكن ان ينتهي به المطاف الى الوقوع بيد المنظمات الارهابية". وكان وزير الخارجية التركي عبد الله غول اكد ان الحكومة التركية وضعت خططا لاحتمال القيام بتوغل عسكري في شمال العراق لضرب متمردي حزب العمال الكردستاني. وقد اعلن الجيش التركي اقامة ثلاث مناطق امنية موقتة من 9 حزيران/يونيو حتى 9 ايلول/سبتمبر في جنوب شرق البلاد في اطار عملية واسعة ضد متمردي حزب العمال الكردستاني. وتعتبر تركيا ان الاف المتمردين من الحزب المذكور يستخدمون شمال العراق قاعدة خلفية لعملياتهم في جنوب شرق الاناضول ذي الغالبية الكردية. ودعا السفير العراقيين الى الاعلان صراحة ان حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية واتخاذ اجراءات قانونية لمنع نشاطاته في شمال العراق كما حض واشنطن على استخدام تاثيرها كاملا على حلفائها الاكراد. وقال "لا يمكننا استبعاد اي شكل من اشكال محاربة الارهابيين". واضاف "كما قلت آنفا فان الانفعالات بلغت ذروتها في تركيا والحكومة (...) يجب ان تاخذ بنظر الاعتبار شعور مواطنيها". واكد ان "اي تدخل تركي في العراق لن يكون امرا دائما واذا حدث وذهبنا فلن نبقى هناك". وتابع "ما نزال في مرحلة تكهنات في الوقت الحاضر حول ما اذا كانت تركيا ستتدخل ام لا ولم يحدث هذا بعد وربما لن يحدث مستقبلا". "لكن الامر يعتمد كليا على التطورات في الميدان اذا واصلت تلك المنظمة الارهابية قتل الاتراك فان صبرنا سينفذ في النهاية". واستقر عناصر حزب العمال الكردستاني منذ 1985 في سفح جبل قنديل وهو منطقة شاسعة جبالها مرتفعة ووعرة المسالك. ويقاتل الحزب الذي تعتبره الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وتركيا منظمة ارهابية منذ 1984 للحصول على استقلال منطقة جنوب شرق الاناضول ذات الغالبية الكردية ما اوقع 37 الف قتيل.