توقفت المحادثات بين الوفد العراقي والمسؤولين الاتراك الهادفة الى تجنب قيام انقرة بعمل عسكري في شمال العراق بعد ساعة ونصف الساعة على بدئها الجمعة ولم يعرف على الفور ما اذا كانت ستستأنف. افاد مسؤول في السفارة العراقية ان وزير الدفاع العراقي عبد القادر محمد جاسم العبيدي ووزير الامن الوطني شروان الوائلي عادا الى مقر الضيافة التابع للشرطة حيث يقيمان، بانتظار تعليمات من الجانب التركي حول الخطوة التالية على ما اوضح المسؤول ذاته. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية محمد العسكري ان المحادثات اتت "بنتائج ايجابية" معلنا لقاء جديدا بعد الظهر. وامتنع الجانب التركي عن اي تعليق منذ الخميس حول هذه المحادثات التي تهدف الى اقناع تركيا بعدم شن عملية عسكرية احادية الجانب ضد متمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. و قبيل الاجتماع، اعلن وزير الدفاع العراقي ان بلاده ستقدم للجانب التركى اجراءات ومقترحات ملموسة". محاولة للحيلولة دون حصول عملية عسكرية تركية ضد قواعد حزب العمال الكردستاني في كردستان العراق. و تأتي هذه الزيارة، التي توصف بأنها الاخيرة لمنع تفجر الوضع، في وقت اوضح فيه القادة الاتراك ان فرص القيام بضربة عسكرية هي الاوفر. و فى احدث التطورات ، ذكرت وكالة أنباء الاناضول ان طائرات هليكوبتر تركية نقلت مزيدا من القوات الى الحدود مع العراق الجمعة . وقالت الوكالة ان طائرات هليكوبتر من طراز كوبرا وطائرات مقاتلة قصفت ايضا حصون لحزب العمال الكردستاني تم اكتشافها بعد طلعات استطلاعية على الحدود وداخل تركيا التي تملك ثاني اكبر جيش في حلف شمال الاطلسي. وحشدت أنقرة ما يصل الى 100 ألف جندي على طول الحدود الجبلية استعدادا لشن عملية محتملة عبر الحدود لسحق نحو ثلاثة الاف متمرد من حزب العمال الكردستاني يشنون هجمات على تركيا انطلاقا من شمال العراق. و قد حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان "تركيا تملك وحدها حق اتخاذ قرار التدخل عسكريا في شمال العراق"، ردا على ما ورد على لسان وزيرة الخارجية الامريكية التي حثت تركيا على ضبط النفس. واعتبر اردوغان من العاصمة الرومانية بوخاريست التي يزورها ان "بلاده مصممة على القيام بعملية عسكرية ضد المتمردين الاكراد عندما يفرض الوضع الميداني ذلك". من جهته، حذًّر الرًّئيس التركي عبد الله غول من أنًّ صبر بلاده "بدأ ينفد" تجاه العراق بسبب هجمات المتمرِّدين الأكراد على بلاده، وجدًّد تأكيد أنقرة بأنًّها ستجتاح معاقل حزب العمًّال الكردستاني وتطهِّر قواعده من المسلًّحين. في غضون ذلك، أُعلن في واشنطن أن وزيرة الخارجية الأمريكيًّة كوندوليزا رايس تخطِّط للقيام بزيارة إلى أنقرة في الثاني من الشهر المقبل تلتقي خلالها كلاًّ من الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيِّب أردوغان في جوِّ من عدم الارتياح الأمريكي للحشود التركية على طول الحدود مع العراق. من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إنًّه يرى أنًّ أي غارات جويًّة أو هجمات أرضيًّة من قبل أمريكا أو تركيا أو أي قوًّات أخرى على المتمرِّدين الأكراد شمالي العراق هي بلا معنى ما لم تتم معرفة المزيد عن مواقع المتمرِّدين على طول الحدود.