قدمت الحكومة السودانية اقتراحات جديدة لحل نزاعها مع الجنوب حول منطقة أبيي في وسط البلاد بما في ذلك تشكيل ادارة تتولى الاشراف على المنطقة بالتناوب. وسيطرت الخرطوم على أبيي يوم 21 مايو ايار مما أثار انتقادات دولية وأذكى مخاوف من احتمال عودة الجانبين لحرب شاملة بسبب المنطقة المنتجة للنفط والتي تضم أيضا أراضي خصبة للرعي. وفر عشرات الالاف من القتال الدائر هناك وجاء في الاقتراحات التي أعلن عنها في وقت متأخر أمس الثلاثاء ان القوات المسلحة السودانية يجب أن تبقى الى الشمال من نهر بحر العرب وان جيش الجنوب يجب ان يبقى الى الجنوب منه دون المشاركة في أي مهام ادارية الى حين التوصل الى قرار نهائي من خلال استفتاء. ويجري النهر المعروف في الجنوب باسم نهر كير جنوبي بلدة ابيي الرئيسية في الاقليم وكان ميدانا للقتال اثناء الحرب الاهلية التي دارت بين الشمال والجنوب وأودت بحياة نحو مليوني شخص. وجاء في بيان نقلته وكالة السودان للانباء انه بموجب اقتراحات من الخرطوم فان ادارة أبيي ستنقل الى لجنة مشتركة في الثامن من يوليو تموز أي قبل يوم من الموعد المقرر لانفصال الجنوب. وقالت مسؤولة كبيرة في الحركة الشعبية لتحرير السودان ان تقاسم ادارة أبيي لا يخدم شعب أبيي او الوضع الحالي هناك وكررت دعوات للشمال لسحب قواته. ومن المقرر أن ينفصل الجنوب في التاسع من يوليو تموز بعد أن وافقت أغلبية ساحقة على الاستقلال في استفتاء أجري في يناير كانون الثاني. وكان من المقرر تنظيم استفتاء منفصل لمنطقة أبيي لتحديد وضعها لكن خلافات على من يحق له المشاركة في الاستفتاء حالت دون اجرائه. وقالت ان ايتو نائب الامين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان لابد أن يسحب الشمال قواته من أبيي.. انه انتهاك لاتفاق السلام الشامل. وأضافت انتهت الادارة المشتركة لابيي منذ زمن طويل في التاسع من يناير كانون الثاني عندما حان وقت اجراء استفتاء خاص بسكان أبيي. وتستخدم قبيلة الدنكا نقوك المرتبطة بالجنوب منطقة أبيي في رعي ماشيتها طوال العام في حين أن قبيلة المسيرية تستخدم المنطقة لفترة من العام. وبموجب اقتراحات الخرطوم أيضا فهناك فكرة أن تحل قوة افريقية أكثر فاعلية محل قوات حفظ السلام الدولية. وقال مسؤول اثيوبي امس ان بلاده ستبحث ارسال قوة لحفظ السلام الى أبيي اذا قدمت كل من الخرطوم وجوبا طلبا. وينظر الجانبان لاثيوبيا باعتبارها وسيطا محايدا واستضافت العديد من الاجتماعات بين الشمال والجنوب على مدى العامين الماضيين. وقال سلفا كير رئيس جنوب السودان قبل ايام ان جنوب السودان لن يدخل حربا مع الشمال بسبب ابيي. وتوجه ريك مشار نائب رئيس جنوب السودان الى الخرطوم هذا الاسبوع للاجتماع بمسؤولين شماليين في محاولة لتخفيف حدة التوتر. وقال ان الجانبين اتفقا على تشكيل لجنة لحل النزاع. ويواجه جنوب السودان عددا اخر من التحديات مع اقترابه من الانفصال بما في ذلك الحركات المتمردة داخليا والضعف الشديد للبنية التحتية.