في بداية اللقاء مع الرئيس العراقي جلال طلباني أكد الأهمية البالغة لمصر الدولة والشعب بالنسبة لكل العراقيين وقال إن وقوف مصر بجانب العراق ودعمها له في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الآن هو شيء أساسي وهدف استراتيجي نحن حريصون عليه في العراق. واكد ان التواجد والمساندة المصرية السياسية للعراق قضية مهمة للغاية علي المستوي العربي والاقليمي والدولي يحرص عليها العراق بشكل كامل لأن ذلك يعني وحدة العراق وسلامة أراضيه واحتضانه داخل المنظومة العربية وتقوية مواقفه. وذكر انه طلب من الرئيس مبارك خلال لقائهما عودة السفير المصري لبغداد ومساندة مصرية كاملة علي المستوي السياسي وزيادة مجالات التعاون الشامل علي المستوي الاقتصادي لأن ذلك مسألة ضرورية واستراتيجية تساعد علي استقرار العراق والخروج به سالما من أزمته الحالية. وأكد طالباني انه هو شخصيا من المحبين لمصر وشعبها مثل الكثيرين من الشعب العراقي وان لمصر قدرا كبيرا واحتراما كبيرا لديه. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس العراقي بعدد من رؤساء تحرير الصحف المصرية أمس الذي بدأه بالقول: اتمني أن نلتقي قريبا في العراق وأن يكون اللقاء القادم في بغداد في القريب العاجل بإذن الله خاصة ان الامور تسير إلي الأفضل الآن، وبدأنا نشعر باستقرار الأوضاع. وفي تقييمه للأوضاع في العراق الآن قال الرئيس طلباني إن الأوضاع الأمنية تحسنت كثيرا وتم تطهير محافظات واجزاء عديدة من وجود القاعدة وإرهابها وان هناك استقرارا نسبيا علي أرض الواقع. وارجع أسباب ذلك إلي الجهود التي قام بها المواطنون العراقيون من أهالي هذه المحافظات والعشائر الذين ادركوا خطر القاعدة وإرهابها والصحوة التي قامت في الانبار وديالا وغيرهما وتم خلالها تحرير هذه المناطق من عصابات القاعدة،...، وكذلك التمكن من تقوية قوات الأمن والجيش العراقي ومواجهتهم لهذه الجماعات الإرهابية. وبالنسبة للحالة الاقتصادية أكد ان هناك تطورا وتحسنا ملموسا علي الساحة العراقية بعد انتهاء احتكار الدولة لآليات الإنتاج وبعد الاستقرار النسبي وهو ما أدي إلي أن ميزانية العراق هذا العام تصل إلي 50 مليار دولار، وبدء تحسن الخدمات. المصالحة الوطنية وحول المصالحة الوطنية بين جميع الطوائف في العراق قال إننا نحاول بجهد مكثف تحقيق المصالحة الوطنية، ولكن ذلك لم يتحقق حتي الآن، ولكننا مستمرون علي هذا الطريق، ونسعي للنجاح واعادة اللحمة بين كل العراقيين أنباء الوطن الواحد،...، ونسعي أيضا أن تكون الحكومة حكومة وحدة وطنية شاملة، وأكد أن الهدف حكومة توافق وليس تغليب أي طائفة علي أخري. وقال إن هناك خطوات جيدة تحققت ونحن مستمرون، وان هناك اتفاقا علي تنفيذ بنود البيان الخماسي الذي توصلنا إليه وتحديد المباديء الأساسية للحكم وهي القيادة الجماعية المعبرة عن جميع طوائف الشعب في إطار مصالحة وطنية شاملة. وذكر انه في هذا الإطار يتم ايضا الافراج عن المعتقلين في السجون والمعتقلات، وذلك بعد التحقيق في موقفهم، وانه تم تشكيل 27 لجنة قضائية لهذا الغرض وتم الافراج عن أكثر من سبعة آلاف معتقل واحالة عدد آخر إلي المحاكمة، كما يتم النظر في الباقين،...، وأضاف أن أكثر المعتقلين الآن لدي الجانب الأمريكي، ويصلون إلي حوالي 20 ألفا،...، وهناك معتقلون عرب ممن جاءوا للعراق مع القاعدة. وقال إنه تتم الآن دراسة مشروع قانون للعفو العام علي المعتقلين الذين لم تثبت عليهم جريمة ضد الشعب العراقي. الاستقرار الأمني وأكد مرة أخري أن محافظات العراق بدأت تشعر بالاستقرار الأمني وان هناك ما يصل إلي إحدي عشرة محافظة في العراق الآن تتم إدارتها والسيطرة الأمنية عليها من جانب العراقيين، وتم تسليمها للإدارة العراقية وفي الانبار مثلا التي تمثل ثلث مساحة العراق تم تأهيل 25 ألف شرطي ورجل من أبنائها يتولون المسئولية الأمنية وكذلك في ديالا، وصلاح الدين وغيرها. وذكر أن خطوات المصالحة الوطنية مستمرة بكل جدية. وحول علاقات العراق مع دول الجوار والدول العربية الشقيقة، قال طالباني انها في تحسن مستمر وعلاقاتنا يتم تعزيزها وتقويتها مع الجميع،...، وشدد علي أن البداية والأهمية الأولي للعلاقات مع مصر. اللجنة المشتركة وذكر انه طلب من الرئيس مبارك تشكيل لجنة عليا للتعاون والتنسيق في جميع المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها، وان الرئيس وافق علي ذلك وكرر مرة أخري أن العلاقات العراقية المصرية القوية مطلب وهدف استراتيجي. وقال لقد طلبت أيضا مساعدة مصر في تحقيق المصالحة الوطنية العراقية وذلك لتحقيق الاستقرار،...، ووصف العلاقات الجيدة والقوية مع مصر بأنها سور يحمي العراق من أي محاولات ضده وأنها مانع يصد أي ضرر عن العراق. وذكر أن العلاقات الآن تحسنت مع سوريا ومع إيران، وتم تجاوز الأزمة مع تركيا، وتغليب الحوار والتفاهم السياسي، بعد الأزمة الأخيرة. وقال إنه يأمل ألا تحدث مواجهة عسكرية بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران، لأن ذلك يمثل خطرا علي المنطقة والعراق. وشدد علي أهمية التواجد العربي والمصري بالذات في العراق كحائط صد ضد أي اخطار واطماع. وحول أحكام الإعدام الأخيرة قال طلباني انه طلب من الجانب الأمريكي عدم تسليم الثلاثة الذين صدرت ضدهم أحكام بالإعدام، إلي حكومة المالكي، وأن ذلك من حقه لأن إعدامهم يجب ألا يتم دون موافقة رئيس الجمهورية وتصديقه علي ذلك. وأكد انه هو شخصيا يعارض اعدام سلطان أحمد ويحاول ايجاد مخرج قانوني له لأن الرجل كان علي اتصال جيد بالمعارضة العراقية أثناء وجود صدام. وقال إنه كان يتمني أن تتم محاكمة صدام لإعدامه للسنة العراقيين وللبعثيين ايضا، الذين اعدم منهم الكثيرين، وليس فقط علي اعدامه للاكراد والشيعة، وقال إن جرائم صدام كبيرة ضد السنة وضد البعثيين كذلك. وأضاف وكنت أتمني أن يظل صدام مسجونا ليري العراق الجديد وقد تحرر من ظلمه. وشدد علي أن اعدام سلطان أحمد يسيء إلي مشاعر الاخوة السنة ويعرقل الوحدة الوطنية. وردا علي سؤال حول رأيه في رئيس الوزراء المالكي قال طلباني إنه مقتنع أن المالكي هو الأصلح الآن برئاسة الوزارة، وأن المالكي ضد تواجد الميليشيات وانه مخلص في ذلك ولا بديل عنه حاليا. وعاد الرئيس العراقي إلي مصر ودورها مرة أخري وأكد انه من المهم أن يعود السفير المصري إلي العراق لأن لمصر دورا تاريخيا رائدا وقوميا ولابد من القيام به ووجودها القوي في العراق مطلوب،...، ثم أضاف أن الحالة الأمنية تحسنت ونحن ملتزمون بحماية السفير والسفارة. ظلم إعلامي وأشار طلباني إلي أن العراق يتعرض لظلم إعلامي وأن الاعلام العربي لا يعكس الصورة الحقيقية لما يجري في العراق الآن، من استقرار وذكر أنه لا يريد أن يكون الإعلام العربي أو المصري بصفة خاصة منحازا للحكومة العراقية ولكنه يريد أن يعكس الحقيقة والواقع. واستطرد أن المسئولية في ذلك تعود علي عدم وجود إعلام عربي في العراق، وكذلك قصور من جانب العراقيين والسفارات العراقية في البلاد العربية. الانسحاب الأمريكي وحول تصوره للدور الأمريكي في العراق.. ومتي تنسحب قوات التحالف من هناك، قال الرئيس العراقي إن الانسحاب يتحقق فور استكمال بناء القوات المسلحة العراقية، واستكمال بناء قوات الأمن الداخلي، وان ذلك يمكن أن يتحقق في نهاية الشهر القادم. وذكر انه من الضروري ان تتم المصالحة الوطنية العراقية بصورة كاملة قبل انسحاب قوات التحالف، حتي لا تكون هناك فرصة لوقوع خلافات داخلية طائفية تؤدي إلي حرب أهلية. لا للتقسيم وحول رؤيته لوحدة أو تقسيم العراق قال طلباني: لابد أن يعرف الجميع أن أحدا من العراقيين ليس له مصلحة علي الاطلاق في تقسيم العراق، وأنا أول من يهمه ويعمل لأجل وحدة العراق.. وأن الأكراد ليس من مصلحتهم علي الاطلاق تقسيم العراق أو قيام دولة كردية منفصلة عن العراق لأن ذلك ضد مصلحتهم وكذلك الشيعة،...، وأيضا السنة. ليس في مصلحة أحد تفتيت العراق واقامة ثلاث دول أو أكثر وقال: ولكن نحن مع الكونفيدرالية للاقاليم والمحافظات فهذا أفضل جدا، وفيه المصلحة للجميع. وأكد طلباني ان الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعي للخروج من العراق بأسرع وقت وان الرئيس بوش أكد لي ولغيري انه يهمه الانسحاب استجابة للضغط الداخلي الأمريكي. واضاف: اننا جميعا كعراقيين حريصون علي وحدة العراق واستقراره كما اننا نعاني من أي تقييد أو انتقاص في حديثنا ولكن الظروف التي تعرفونها هي التي استدعت ذلك. قرار الكونجرس وحول قرار الكونجرس الأمريكي الخاص بالعراق: قال طلباني إن هناك فهما خاطئا ساد في العالم العربي حول هذا القرار وان هناك تصورا انه يدعو لتقسيم العراق في حين انه يدعو للفيدرالية ولا يدعو للتقسيم ونحن مع الفيدرالية وضد التقسيم. وذكر ان هناك أكثر من 76 دولة في العالم تأخذ بالنظام الفيدرالي. منها أمريكا وغالبية الدول الأوروبية وكذلك الهند وغيرها.. وأيضا الإمارات العربية وهو نظام جيد. ولابد ان نتفق جميعا علي أن العراق غير قابل للتقسيم وهذا شيء أساسي. وأضاف: نعم هناك طوائف في العراق، وهذا قديم قدم الأزل، ومنذ أيام سيدنا علي،..، ونعم الطائفية زادت في الآونة الأخيرة، ولكن العراق غير قابل للتقسيم ولا مصلحة لأحد من أهله في التقسيم علي الاطلاق. والدستور العراقي في أول بنوده ينص علي وحدة العراق وسلامة أراضيه. حزب العمال الكردستاني وحول حزب العمال الكردستاني والأزمة الأخيرة مع تركيا قال طلباني: إن وجود حزب العمال الكردستاني في العراق هو وجود بالاكراه وعلي غير رغبة العراق، بل هم احتلوا المنطقة الجبلية وقد حاربناهم قبل ذلك، ولا نرحب بوجودهم، وهم يهددون العراق، وأمنه، ونحن ضد هذا الوجود. وحول قانون اجتثاث البعث أكد طلباني انه ضد هذا القانون، لأن غالبية البعث كانوا مغلوبين، علي أمرهم، وصدام كان يهدد ويعدم من يقف ضده.. وانهم انضموا علي غير رغبتهم للبعث ويجب التفرقة بين من ارتكب جرما ضد الشعب العراقي ومن لم يرتكب شيئا ضد العراق. وردا علي سؤال حول الوجود الإسرائيلي في المنطقة الكردية قال طلباني إن ذلك ليس صحيحا وليس هناك وجود إسرائيلي في المنطقة الكردية. العلاقات مع الكويت وحول العلاقات مع الكويت. قال إنه سيزور الكويت بعد مصر، ثم يذهب للسعودية. واضاف انه يأمل أن يقنع الاخوة في الكويت باسقاط الديون العراقية. وفي ختام اللقاء.. أكد الرئيس العراقي مرة ثانية وثالثة علي أن العلاقة مع مصر استراتيجية.. وانه لا ينسي أبدا افضال مصر عليه وعلي الكثيرين.