الهدوء والتوافق أهم ما اتسم به أمس الاجتماع الثاني للجنة الوفاق الوطني التي يرأسها الفقيه الدستوري د. يحيي الجمل. وفي هذا المناخ وبعد ان أبدي كوكبة من المشاركين وجهة نظرهم في شئون هذا الوطن وما يجب أن يكون عليه الدستور علي ضوء أحدات تطورات الثورة وما تسعي إليه.. بدأت اللجان الخمس المشكلة للحوارات في الموضوعات والقضايا المحددة لها لإعداد تقاريرها التي سيتم استعراضها في اجتماع عام للمؤتمر تمهيداً لتضمينها البيان الختامي. من المقرر إذا سارت الأمور وفق ما هو مخطط لها أن تلقي محصلة النقاشات والحوارات آذانا صاغية من جانب المجلس الأعلي للقوات المسلحة. وفي جلسة الامس وقبل ان تبدأ اللجان في ممارسة مهامها حرص كل من الدكتور يحيي الجمل رئيس المؤتمر ومن بعده اللواء ممدوح شاهين عضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة ومقرر المؤتمر علي أن يؤكدا علي ضرورة وأهمية العمل علي أعلاء شأن لغة الحوار وأن يستمع كل واحد في هذا الوطن لرأي الآخر دون تسلط. طالباً بأن يكون هدف ومحصلة هذا الحوار البناء هو الوصول الي الحقيقة إلتي تخدم الصالح الوطني دون شئ آخر. في هذا السياق كان اللواء ممدوح شاهين حريصا علي أن يشير بوضوح إلي ان المجلس الاعلي للقوات المسلحة يقف علي مسافة واحدة من كل القوي السياسية وأنه غير منحاز لأي فئة وأن هدفه هو الوصول بسفينة الوطن إلي بر الأمان تحقيقا لما تريده الاغلبية الشعبية. وتواصلا للتوجه العام داخل المؤتمر والذي يجنح بقوة إلي أن يكون إعداد الدستور الجديد وإعلانه هو بداية الطريق الصحيح نحو إقامة نظام ديمقراطي علي اسس سليمة دُعي الدكتور عبد الخالق جودة للتحدث ليس بصفته وزيراً للتضامن في حكومة الدكتور عصام شرف الحالية ولكن بصفته مفكرا وعالما اقتصاديا ومناضلا سياسيا واكب مراحل الكفاح الوطني. دافع الدكتور جودة علي صحة وضررة أن يكون الدستور أولاً قائلاً إن هذا يتفق مع العقل والمنطق وعلي أساس أن من المفروض أن يكون الحصان أمام العربة وليس خلفها. قال انه يطالب المجلس الاعلي للقوات المسلحة بالاستجابة لهذا التوجه الذي يعبر عن رأي الغالبية حتي يعطي الفرصة للمشاركة الواسعة للقوي السياسية في وضع هذا الدستور وأن يتاح الوقت للشباب وهذه القوي لتنظم صفوفها وإنشاء أحزابها وتنظيماتها التي يخوضون من خلالها الانتخابات الحرة النزيهة. أكد أن غير ذلك يعني فتح الطريق امام تيار معين جاهز منذ زمن لهذه العملية من خلال تنظيماته المنتشرة علنا وسرا للسيطرة والهيمنة علي الساحة السياسية. أشار ألي أنه ليس هناك أبداً ما يمنع من امتداد الوقت امام المجلس الاعلي للقوات المسلحة للقيام بهذه الخطوات الضرورية. وبعد الدكتور جودة عبدالخالق اتيحت لي الفرصة للتحدث وفق ترتيب قائمة طالبي الكلمة من الجلسة الاولي التي عقدت يوم السبت الماضي. وفي هذا المجال قلت إنه لا يمكن بناء مصر دون ان نستمع لبعضنا البعض بحرية كاملة واحترام للرأي الآخر دون تسلط وتوجيه الاتهامات القائمة علي الهوجائية والارهاب. لابد ان يدرك الجميع أن الثورة هي نتاج تطلعات الشعب.. كل الشعب وليس فئة بعينها وبالتالي فإنها ثورة الشعب تتركز مطالبها علي التغيير والإصلاح وعودة الأمن والاستقرار ودوران عجلة الحياة لمواجهة المتطلبات المعيشية. ان هدف الثورة وفقا لما يراه الشعب كان اسقاط نظام وليس ابداً اسقاط الدولة المصرية وبالتالي فإن علي الجميع أن يعمل ويعمل من أجل دعم بناء الدولة والانطلاق بها إلي آفاق النهضة التي نتمناها جميعاً لصالح الحاضر والمستقبل ودون السماح لقوي التخريب والتدمير بممارسة ما تستهدفه لغير صالح هذا الوطن. وبحكم انتمائي للاسرة الإعلامية فإن واجبي يحتم علي أن اتوجه إلي زملائي في الإعلام بكل انشطته مطالبا بأن يتقوا الله في وطنهم تقديراً لهذه المرحلة الفارقة من تاريخ الوطن وأن يتوقفوا عن عمليات التهييج والإثارة والتي تتناقض وميثاق الممارسة الإعلامية الاخلاقية. يجب علي هذا الإعلام وفي إطار الالتزام الوطني العمل علي إعلاء شأن المصالحة الوطنية ومبدأ المواطنة كي يساهم الجميع في إعادة بناء هذا الوطن.. ومازال العرض مستمراًَ لتحقيق الوفاق الوطني. * نقلا عن صحيفة الاخبار