نجحت الثورة في ايامها الاولي لان هدفا واحدا كان يجمعها وهو اسقاط النظام ولما سقط ومعه الامن بدت الساحة فارغة مهيأة جاهزة لك ينقض عليها الاعداء باهدافهم العديدة جدا والمتعارضة سواء من المتضررين من التغيير للحفاظ علي ما اغتنموه او المنتهزين من التغيير. فهم يعتقدون انها تورتة كبيرةوجب اخذ نصيبهم منها الآن وليس غدا ومن ثم تعددت الاهداف القليلة الشرعية والاكثر منها الفوضوية. ونسوا التوقيت ونسوا الثوابت والاخلاق والقيم واعتقدوا انها الفرصة الوحيدة لتحقيق آمالهم في ظل حكومة غاية في الرقة. وأمن يحاول ان يخرج من غرفة الانعاش وقوات مسلحة تحاول جاهدة الا تغضب احدا. يقولون ان الاعداء اكثرهم من الخارج وفلول النظام وان اقول ان كل من يعتقد انها فرصة(يجب اقتناصها) سواء كان واعيا او فاقدا لوعيه فهو عدو لهذا الوطن. ان الوطن يجب ان يكون الهدف الاوحد للجميع وفوق الجميع مهما كانت الاسباب والمغريات وبالذات في هذا الوقت من الزمان لو كان هدفنا انتصار الثورة. ان شاغلي وشاغل الكثير من المخلصين هو كيف تخرج مصر من النفق المظلم الضيق واقترح الافكار التالية: 1 ان فرض هيبة الدولة بالقوة الشرعية مهما اغضبت اي فرد او مجموعة بعينها امر اصبح حتميا لا يقبل التردد او المساومة. والهيبة لن تعود الا بعودة تنفيذ القانون كالسيف الحاد, والقانون لن ينفذ الا بوجود قوة رادعة وراؤه تنفذه بجد وشرعية وفورا( للردع والحسم). ان ذلك الردع مهما كانت درجة الالم المصاحبة له هو الوسيلة الوحيدة لعودة الهيبة وبالتالي الامان. اما اعتبار التوازنات أو التصالحات أو الخوف أو نظرية المؤامرة فذلك سوف يؤدي إلي استمرار الفوضي وبالتالي الضياع. ان ثلاث قوي مرشحة لفرض القوة هي الشرطة والجيش ولجان شعبية منظمة( مشكلة بواسطة القوتين الاوليين) غير ذلك ستكون البلطجة هي القوة الاولي. 2 ان دعم القوتين الشرطة والجيش يمكن( كما حدث في حرب73 تم تطعيمه بخريجي المؤهلات العليا) بتعيينهم ضباطا في الشرطة لشغل وظائف المرور والسياحة والجوازات والمعلومات والاعلام ويتفرغ من يشغلهم حاليا الي الامن العام اضافة الي خريجي كليات الحقوق كضباط شرطة كذلك فتح باب التطوع للحاصلين علي الدبلومات للانضمام الي القوتين كجنود. هذه الاقتراحات بقدر ما سوف تسهم في الدعم سوف تسهم في حل مشكل البطالة سبب الفراغ الفكري الدافع الي الاساءة الي مناخ الحرية المتاح حاليا. 3 ان حل مشكلة البطالة سوف يسهم بتفريغ طاقات الشباب في اعمال تنموية تساعد في دعم الاقتصاد الوطني وبالتالي فربطهم بالمشروعات الصغيرة الممولة من الدولة واستصلاح الأراضي واستغلال الصالحة ومحو الأمية وتصديرهم كمنتجات بشرية وتوفير مشروعات تنفذ من اماكن الاقامة(online) اضافة الي ما جاء في(2). 4 ان النسيج الوطني اصبح في خطر في ظل هوس فوضوي مفاجيء ومن ثم فأن مواجهته بالعقل والحكمة فقط لا يكفي. أنه سرطان زاحف وجب بتره. يجب ان تتوحد الكيانات فللاسلام متحدث واحد هو الازهر واللمسيحية متحدث واحد هو البابا اضافة الي الاحزاب الشرعية اما ائتلافات الشباب فيجب ان تتوحد. ان الدولة مدنية والدين لله والوطن للجميع يجمعهم قانون واحد منظم متفق عليه واضح للعلاقات والحقوق والواجبات. ان زيادة رفع وعي الشعب لن يتحقق الا بالاعلام الواعي المخلص للوطن والتعليم الموجه لصالح الوطن والكيانات غير الحكومية المخلصة للوطن وردع القانون بقسوة شرعية غير ذلك اقولها بوضوح: الامة في خطر. 5 ان الاقتصاد القومي هو الآخر في خطر واصبح المخرج الاوحد هو الادراك والتعقل والحكمة وجعل مصر فوق الانا والجميع والعمل بشراهة والانتاج للتعويض. ان الادارة بالطبطة او الادارة بالوعود او الادارة بالحنية كلها نظم ادارية فاشلة فالعمل مسئولية والتزام وهناك آلاف من طالبي العمل منتظرين في طابور طويل. ان ما يجب ان يطبق الآن الادارة بالانجاز او الادارة بالاهداف او الادارة بالتحفيز الثواب والعقاب. ان الهلع من حالة الثورية او بطش الغاضبين سيؤدي بالبلاد الي الافلاس. ان الثورة قامت من اجل اعلاء كلمة القانون والعدل والحق... المخرج ياسادة هو تطبيق القانون بحسم ومن يغضبه هذا فهم اعداء هذا الوطن. نقلا عن صحيفة الأهرام المصرية