تحت عنوان " البيت الأبيض يسعى لتهدئة مخاوف الدول العربية إزاء الملف النووي الإيراني " كتبت هيلين كوبر تقول: تسعى إدارة أوباما جاهدة لطمأنة حلفائها العرب في القمة المنتظر عقدها هذا الشهر ب" كامب ديفيد" من أجل إقناعهم بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تدعمهم بالرغم من المفاوضات التى تجريها مع إيران بشأن برنامجها النووي. ومن جانبهم اجتمع مسؤولون من البيت الأبيض والبنتاجون ووزارة الخارجية الأمريكية معا لمناقشة كل القضايا بدءًا من مهام التدريب المشتركة بين الجيش الأمريكي والجيوش العربية وصولاً إلى إتفاقيات إضافية لبيع الأسلحة وهو من شأنه أن يوصل رسالة مفادها أن أمريكا ستدعم العرب في حال تعرضهم للهجوم من قبل إيران . وأشارت الكاتبة إلى أن "أشتون كارتر" وزير الدفاع الأمريكى اجتمع منذ أسبوعين مع مجموعة مختارة من الخبراء المعنيين بشئون الشرق الأوسط بوزارة الدفاع من أجل بحث سبل طمأنة السعودية والإمارات وقطر الذين يخشون من الصفقة النووية الإيرانية. ونقلت الكاتبة تصريحات أحد الخبراء المعنيين بشئون الشرق الأوسط الذين اجتمعوا مع كارتر والتي تفيد بأن وزير الدفاع الأمريكي يحاول التوصل إلى وسيلة لتوضيح الأمر لمجلس التعاون الخليجي بأن أمريكا لن تعطي مفاتيح الخليج الفارسي لإيران ثم تهتم بالمحور الآسيوي. لفتت الكاتبة إلى أن مسؤولا في إدارة "أوباما" رفض أن يذكر اسمه أكد أن الرئيس الأمريكى لم يستقر بعد على الحل الذي به يطمئن الدول العربية الحليفة إلا أنه توجد عدة خيارت محتملة معظمها من الصعب تحقيقه على أرض الواقع. وبدلا من التوصل إلى اتفاقية أمنية شاملة مثل تلك التى توصلت إليها الولاياتالمتحدة مع اليابان والتى بمقتضاها ستنهض واشنطن للدفاع عن اليابان فى حالة تعرضها لأى هجوم، فإن الإدارة الأمريكية تبحث التوصل إلى اتفاقية فضفاضة أقل إلزاما. ووفقا للاتفاقية المتصورة فإن المسئولين الأمريكيين سيكتبون الصياغة التى تؤيد الدفاع عن الحلفاء العرب إذا ما تعرضوا للهجوم من قوى خارجية لكنهم لن يحيلونها إلى الكونجرس. ومثل هذه الاتفاقية لن تنسحب على الهجوم الذى تتعرض له الحكومة من جانب الخصوم السياسيين فى الداخل. ونوهت الكاتبة إلى أنه يوجد خيار آخر وهو أن تجعل السعودية والإمارات العربية المتحدة "حلفاء رئيسيين " من خارج الناتو، وهو توصيف من شأنه تخفيف القيود المفروضة على مبيعات الأسلحة. ولا يرتقى هذا التوصيف لمستوى اتفاقية لكنه يضمن عددا من المزايا العسكرية التى لا تتوفر سوى للدول الأعضاء فى الناتو.ويتم بالفعل توصيف البحرين والكويت بهذا التوصيف. وأكدت الكاتبة أنه لم يتبق هنالك وقت كثير من أجل التوصل إلى حلول أخرى حيث أن وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري" سيجتمع فى الأسبوع القادم مع وزراء الخارجية العرب من أجل التحضير لقمة كامب ديفيد التي ستعقد في ال14 مايو, ويتوقع من كيري أن يعرض هوامش اتفاقية ترضي الحكومات العربية وفي حال عدم رضاء الحلفاء العرب عن العرض الأمريكي فإنهم قد يخفضوا من مستوى الحضور الدبلوماسي فعلي سبيل المثال قد يمثل السعودية ولي العهد الأمير محمد بن نايف بدلا من الملك سلمان للتدليل على التقليل من شأن "أوباما." وأبرزت الكاتبة تصريحات "كينيث بولاك" الخبير في العلاقات السياسية والعسكرية لشئون الشرق الأوسط والتي قال فيها إن زيادة بيع الأسلحة من شأنها "أن تطمئن حلفاءنا العرب ولكن مثل تلك الاتفاقيات تواجه قيودا من بينها الإبقاء على التفوق العسكري الإسرائيلي". فعلى مدى وقت طويل وضعت أمريكا قيودا على نوعية الأسلحة التي تبيعها واشنطن للدول العربية من أجل ضمان الإبقاء على التفوق النوعى للجيش الإسرائيلي كأكبر قوة عسكرية في المنطقة لذلك لم تبيع أمريكا المقاتلة إف -35 والتي تعتبر جوهرة الترسانة الأمريكية المستقبلية لأية دولة عربية ووافقت على بيعها لإسرائيل. وأفاد محللون عسكريون أنه من الممكن أن تبيع أمريكا المقاتلة إف -35 إلى الإمارات بعد ثلاث سنوات من تسليمها لإسرائيل مما يعني الإبقاء على التفوق الإسرائيلي بجانب طمأنة دول الخليج في الوقت نفسه. واختتمت الكاتبة المقال بنقل رأي تحليلي لكريم سجادبورالخبير فى الشئون الإيرانية لدى مؤسسة "كارنيغي للسلام الدولي" يشير إلى أنه إذا كان لحلفاء أمريكا العرب قدرة الضغط على زر لتحقيق مطالبهم لاختاروا اتفاقية مشابهة لتلك التي وقعتها الولاياتالمتحدة مع اليابان ولكنهم يعرفون أنها من الصعب تنفيذها على أرض الواقع.