بدأ المؤتمر الدولي الموسع حول العراق اعماله في اسطنبول قبل ظهر الجمعة على مستوى المدراء العامين والخبراء في وزارات خارجية الدول المشاركة. ويشارك في المؤتمر وهو الثاني من نوعه بعد مؤتمر شرم الشيخ في ايار/مايو الماضي دول جوار العراق (ايران وتركيا وسوريا والسعودية والاردن والكويت)والقوى الكبرى ومجموعة الثماني الصناعية والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية. ووعدت وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس الجمعه بدعم تركيا فى التصدى لحزب العمال الكردستانى المحظور شمال العراق وبعد محادثات مع وزير الخارجية التركي علي باباجان قالت رايس ان قتال المتمردين الاكراد الاتراك في شمال العراق يحتاج مثابرة والتزاما ووعدت بمضاعفة الجهود الامريكية لمساعدة تركيا على حل المشكلة بالغة الصعوبة لان اجتثاث الارهاب صعب. واضافت "لا يجب ان يشك احد في التزام الولاياتالمتحدة تجاه هذه المسالة .. لدينا عدو مشترك ونحتاج الى نهج مشترك."وقالت رايس انها وباباجان بحثا عناصر خطة شاملة لمواجهة حزب العمال الكردستاني المحظور الذي يستخدم مقاتلوه شمال العراق منصة انطلاق لشن هجمات على اهداف داخل تركيا. ودعت واشنطن وبغداد أنقرة الى الاحجام عن القيام باي عمل عسكري واسع النطاق خشية زعزعة استقرار اكثر مناطق العراق هدوءا وربما زعزعة استقرار منطقة اوسع. وقال باباجان ان زيارة رايس لتركيا هي بداية تعاون وثيق بين عضوي حلف شمال الاطلسي في مواجهة الخطر الذي يشكله حزب العمال الكردستاني المحظور وهنا تتوقف الكلمات ويبدأ العمل." وقال باباجان إن زيارة رايس تمثل بداية التعاون المشترك مع الولاياتالمتحدة في محاربة حزب العمال الكردستاني.وأضاف: "وصلنا إلى حد ولى معه وقت الكلام وبدأ فيه وقت العمل". من جانبه أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى أن الوضع فى العراق لن يستقيم إلا بتحقيق مصالحة وطنية حقيقية ونبذ النزاعات المذهبية الدينية والعرقية وراء ظهر العراق. و اضاف ان تركيا تريد ان ترى خطوات فعلية فى مجال نشاط منظمة حزب العمال الكردستانى الانفصالية شمال العراق و تريد ان ترى من الولاياتالمتحدة خطوات حاسمة باعتبارها القوة التى تسيطر على الاوضاع فى العراق. واعتبر عمرو موسى الامين العام لجامعه الدول العربية انه ليس هناك تقدم حقيقى ملموس على أرض الواقع فى العراق وان كانت هناك مساعى عراقية فى الاساس لحقن الدماء فى إطار المصالحة التى دعت إليها الجامعة العربية. وأشار إلى ان استمرار المأزق الراهن والعلاقات المتوترة بين الشيعة والسنة فى العراق لن يؤدى إلى تقدم فعلى وان الطريق إلى تحقيق الاستقرار فى العراق هو المصالحة الآمنة التى تمنع الاحقاد وتحقن الدماء.وأكد ان مجلس الجامعة اتخذ فى إجتماعه الأربعاء قرارا مهما ينص على ضروة العمل على تأمين الحدود بين تركيا والعراق وعدم اعطاء الفرصة للارهاب وبذل الجهود السياسية من اجل تحقيق الاستقرار وتجنب التصعيد والتوتر. وأكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية أهمية المؤتمر الموسع حول العراق معربا عن أمله فى أن يكون المؤتمر خطوة على طريق التعامل الايجابى مع الوضع فى العراق.وقال إن المؤتمر يكتسب أهمية أيضا بسبب بعض القضايا المصاحبة لإنعقاده وفى مقدمتها التوتر الراهن بين تركيا والعراق بسبب نشاط منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية.و انه يعد فرصة طيبة لعقد بعض اللقاءات خاصة مع وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس من أجل اعطاء مزيد من التفاصيل حول الجهود الامريكية والتفسيرات المتعلقة بمؤتمر السلام المقرر عقده فى الولاياتالمتحدة فى الخريف ولم يستبعد التطرق إلى بعض القضايا الأخرى مثل الوضع فى لبنان. وحول الاتفاقية التى توقعها مصر وتركيا السبت على هامش أعمال المؤتمر قال أبو الغيط إنه يتم العمل على هذه الإتفاقية منذ فترة طويلة وجرت مفاوضات بين البلدين للتوافق حولها وتم خلال زيارة وزير الخارجية التركى على باباجان لمصر الاتفاق على توقيعها فى اسطنبول خلال فترة انعقاد المؤتمر .. مشيرا إلى أنها تنص على التعاون والشراكة الإستراتيجية بين مصر وتركيا فى مختلف المجالات.