في موكب جنائزي مهيب شيع الآلاف من أهالي قريتي قمن العروس التابعة لمركز الواسطى شمال بني سويف ، وبيلفيا التابعة لمركز بني سويف شهيدي الواجب محمد صابر جمعه ، ومحمود طه ، اللذان نالا شرف الشهادة فى سبيل الوطن من بين ضحايا الهجوم الإرهابي على كمين طريق العريش الدولي و الذي أودى بحياة 10 مجندين . كان محمد سليم ، محافظ بني سويف ، قد أناب اللواء أحمد علي ، السكرتير العام لاستقبال جثماني شهيدي القوات المسلحة من أبناء المحافظة يرافقه العميد أحمد عيطه ، رئيس مدينة بني سويف ، واللذان انتظرا وصول الجثمانين بقاعدة بني سويف الجوية ، بحضور أسرتهما قبل نقلهما لمسقطي رأسهما بمقابر قريتي بيلفيا بمركز بني سويف وعزبة الوكيل بقرية الميمون التابعة لمركز الواسطى لإجراء مراسم الجنازة والدفن . كما شارك السكرتير العام وقيادات المحافظة العسكرية والأمنية والتنفيذية في تشييع جنازة شهيد بيلفيا ، عقب أداء صلاتي الجمعة والجنازة بمسجد بيلفيا الكبير ووسط تنديد واسع من أهالي القرية الذين شاركوا في تشييع الجثمان الملفوف بعلم مصر بالإرهاب ومن يؤيدونه ومن يمولونه ، حيث ردد المشيعون الهتافات المنددة بالإرهاب ، والمطالبة بالقصاص من القتلة وإعدامهم في ميدان عام حتى يكونوا عبرة لغيرهم ، حيث هتف المشاركون في الجنازة " لا إله إلا الله … الإرهاب عدو الله ، والشهيد حبيب الله " . في قمن العروس تقدم الجنازة العقيد محمد إبراهيم المستشار العسكري وبدوى نويشي رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة الواسطى ، حيث طالب المواطنون خلال مشاركتهم في تشييع الجثمان بالقضاء على الإرهاب والقصاص من الإرهابيين الذين يستهدفون رجال الجيش والشرطة ، وتعالت صرخات النساء وبكاء الرجال حزنا على الفقيدين مشددين على الوقوف صفا واحدا خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي والجيش والشرطة في الحرب على الإرهاب . في قمن العروس ، قال صابر جمعه – سائق والد الشهيد محمد والذي بدا متماسكا : الحمد لله ابني شهيد عند الله اغتالته يد الإرهاب الآثم ، ونحن في حالة حرب مع الإرهاب نسأل الله تعالى أن يكتب النصر لنا " لافتا إلى أن نجله نجا من الهجوم الإرهابي الذي تعرض له الكمين منذ حوالي شهرين ، موضحا أن الشهيد حاصل على دبلوم تجارة وكان يقضي مدة الخدمة مجندا ولم يتبق على انتهاء مدة خدمته سوى ستة أشهر وتلقيت اتصالا هاتفيا من أحد زملائه بوفاة نجلي واتصل بي قادة عسكريون قدموا لي العزاء مشيرا إلى أن الشهيد لديه شقيقان آخران هما علاء ومحمود ، داعيا الرئيس لتجنيدهما دفاعا عن مصر . أكدت صالحه حسين ابنة عم الشهيد محمد أنه كان مثالا للشاب المستقيم متميزا بالخلق الرفيع والشهامة وقالت وهى تغالب دموعها " حسبنا الله ونعم الوكيل مسكتوا كام إرهابي قتلوا جنودنا البواسل هاتوهم لينا نقطعهم بأسناننا …. نطالب بالعدالة والقصاص من الإرهابيين " . أشار الحاج محمود حسن جمعه ، ابن عم والد الشهيد إلى أن الوضع الاقتصادي للأسرة متدن للغاية فوالده يعمل سائق أجرة على إحدى السيارات " يوم فيه شغل ويوم مفيش ولا يمتلك قيراط أرض ولديه 4 أبناء ولدين وبنتين جميعهم لا يلتحقون بعمل مش عارف يجهز بنته ميرفت المخطوبة منذ حوالي عام واضطرت والدتها إلى أن تشارك في جمعيات مع جيرانها وذويها لتوفر لها مستلزمات الزواج " مناشدا المحافظ ووزارة التضامن الاجتماعي مد يد العون للأسرة البائسة . ويقول فتحي حامد علام ، مدير مدرسة القرية وأحد مدرسي الشهيد أثناء دراسته " شاب بيقضي واجبه بيدافع عن بلده وعن شعبه مسلمين وأقباط ذنبه إيه يموت وفي دين مين اللي بيحصل ده …. الشهيد كان سند لأبوه اللي كان مستنيه ينهي فترة تجنيده بفارغ الصبر عشان يساعده في تحمل مصاريف البيت وجواز اخواته البنات …. والده راجل على باب الله شغال سواق باليوميه على سيارة …. حرام ده ولا حلال اللي اتعمل فيه هوه واللي زيه من الشباب …. كلنا مع الرئيس السيسي ضد الإرهاب ومستعدين للتضحية بأرواحنا وحياتنا من أجل الوطن " . وفى سياق متصل اتشحت قرية بيلفيا التابعة لمركز بني سويف بالسواد فور وصول خبر استشهاد المجند محمود طه علي ، في الاعتداءات الإرهابية التي شهدها طريق رفح الدولي فجر أمس . وشارك الآلاف من أهالي القرية أهل الشهيد في تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة وسط هتافات منددة بالإرهاب ومؤيدة للجيش والشرطة في حربهما ضده في حضور السكرتير العام ورئيس مركز ومدينة بني سويف . من جانبه أكد طه على عليوه – 42 عاما – تاجر ، والد الشهيد أنه تلقى اتصالا هاتفيا من أحد زملاء الشهيد بوحدته العسكرية أبلغه باستشهاد نجله في الحادث مؤكدا أنه لم يكن يتبقى لنجله سوى شهرين بالخدمة العسكرية " لكن ربنا اصطفاه بالشهادة ، بعد أن كان قد أصيب إصابة خفيفة في الهجوم السابق على الكمين ولكن الله كان كتب له الشهادة "