نقلت سفينة انقاذ نحو 1200 مهاجر- من بينهم مصريون- الى مدينة بنغازي الليبية في وقت متأخر الجمعة، وهم مجرد جزء من اولئك العالقين في مدينة مصراتة المحاصرة، ولا يزالون عاجزين عن الهرب، فيما قال طبيب بمنظمة اطباء بلا حدود ان الاطباء بالمدينة سمحوا بخروج مرضى مبكرا لاستقبال مصابين اخرين بسبب مشكلات في الاستيعاب. وتحاصر القوات الموالية لمعمر القذافي مصراتة اخر معاقل المعارضة الليبية في الغرب منذ ستة اسابيع بالصواريخ وغيرها من الاسلحة الثقيلة. ويقال ان المئات من المدنيين قتلوا في القتال. وقال جيرمي هسلم منسق مساعدات في المنظمة الدولية للهجرة- كان على متن السفينة- انه يرجح وجود ما يتراوح بين ثمانية وعشرة الاف مهاجر في مصراتة. وقال ان القصف جعل من الصعب الوصول للعديد من المناطق في مصراتة، واجبر سفينة المساعدات على مغادرة ميناء المدينة سريعا، وهو ما يعني ضرورة اتخاذ قرارات صعبة بشأن تحديد من يحتاج لنقله اولا. واضاف قائلا "لم نستطع الوصول للاكثر احتياجا اولئك المحتاجين للخروج بسرعة لان ذلك كان خطير للغاية." وقال بعض المهاجرين الذين كانوا متلهفين جدا للمغادرة الى حد ان موظفي الاغاثة خشوا من التسبب في تدافع اذا حاولوا اخراجهم، وهو ما كان سيعقد عملية الاجلاء اكثر. وهتف رجال قائلين "الله اكبر"، ولوحوا عندما شقت السفينة اليونانية المستأجرة "ايونيان اسبريت" طريقها الى داخل ميناء بنغازي. واكتظ ظهر السفينة باشخاص يرتدون قمصانا ثقيلة ومعاطف لتقيهم من الرياح الباردة القادمة من البحر المتوسط. واصطف المهاجرون- وكثير منهم من بنجلادش ومصر، علاوة على البعض من السودان وسوريا والعراق وتونس والهند ودول اخرى- لركوب حافلات ستقلهم الى مخيم مؤقت على ان ينقلوا بعدها الى الحدود المصرية. وقال احمد جواد (26 عاما) وهو طالب يدرس الهندسة من بغداد يعيش في مصراتة منذ ثمانية اعوام "لا اعرف الى اين اذهب." وأضاف "ان العراق خطير ايضا الان. سأمكث في بنغازي لبعض الوقت وأرى." وقالت منظمة الهجرة الدولية انها تأمل في ان تتمكن السفينة من مغادرة بنغازي الى مصراتة لنقل فوج اخر من العالقين، ولكن سينفد ما معها من مال بعد ذلك. ولكن المنظمة التي يقع مقرها في جنيف قالت ان اجمالي ما تحتاج اليه ليس ضخما وهو خمسة ملايين دولار.