خرج المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو شاحب الوجه مستاء من انتهاء حلم فريقه الأوروبي مبكرا هذا الموسم بعد أن سقط في اختبار باريس سان جيرمان القاسي, ولن تشفع للرجل أية تصريحات لدى جماهير البلوز بعد أن أضاع بغرابة فوزا كان في متناول يديه أمام فريق يلعب منقوصا من أهم لاعبيه وفي قلب قلعة ستامفورد بريدج وفي ظل أفضلية بعد التعادل الإيجابي في مباراة الذهاب , كل هذا إذا ما تصادف حدوثه خلال موسم هو الأفضل للبلوز محليا وأوروبيا فلنا أن نتخيل مشاعر عشاق الفريق بعد تلقي هذه الصفعة المؤلمة . وبإمعان النظر والقراءة الجيدة في دفتر أحوال الفريق كان من السهل التنبؤ بالكارثة الوشيكة التي لا مفر منها , كارثة يتحمل مورينيو وحده مسئوليتها حسبما يرى موقع "يوروسبورت" . وأول خطايا "سبيشيال وان" التي يجب محاسبته عليها هي سياسة قتل اللاعبين بدنيا , سياسة وضعها وأسس لها ووضع قواعدها العلمية ببراعة منقطعة النظير, وربما لو أراد مورينيو تأليف كتاب يحتوي على أبرز ما قدمه من تجديد في كرة القدم سيحمل عنوان : كيف تقتل اللاعبين بدنيا بأقصر الطرق وأسهلها . لقد مل المحللون وعشاق كرة القدم من كثرة الصراخ في أذن مورينيو ومطالبته بمنح لاعبيه قسط من الراحة وتبني منهج المداورة ومنح لاعبي دكة البدلاء الفرصة على فترات خلال موسم يشهد تتابع مباريات لا يرحم , ولكن لا حياة لمن تنادي . والنتيجة التي جناها الرجل من كثرة عناده هي عدم قدرة لاعبيه على الركض بشكل متواصل خلال مباراة هي الأهم منذ بداية الموسم , لم يستطيعوا ممارسة الضغط على الخصم التي امتازوا بها وتفوقوا على جميع الخصوم . ويرى موقع "يوروسبورت" أن الخطيئة الثانية هو اعتماده على الثلاثي البرازيلي أوسكار وراميريز وويليان , وماذا قدم هذا الثلاثي المتواضع للبلوز خلال الفترة الأخيرة , وهل يستحق أحدهم أن يتواجد ضمن التشكيلة الأساسية لمتصدر الدوري الانجليزي. يأتي ذلك في وقت لم تحصل فيه نجوم أخرى نصف فرصة , ففي ظل الاعتماد على هذا الثلاثي العجيب بشكل دائم استغنى مورينيو عن لاعبين أبدعوا بعد الرحيل عن صفوف تشيلسي , ولفتوا الأنظار بشدة ليثيروا التعجب في نفوس الجميع , ومن بينهم صانع الألعاب البلجيكي الرائع كيفين دي بروين الذي يصنع العجائب بقميص فولفسبورج الألماني في البوندسليجا بعد أن طرده مورينيو من صفوف تشيلسي , والجناح المصري محمد صلاح الذي سجل بداية أسطورية بقميص فيورينتينا الإيطالي , واستعاد أداؤه الكبير الذي كان عليه أيام تواجده في صفوف بازل السويسري , وهو الذي أكل تراب دكة بدلاء تشيلسي من جلده وعظامه , علاوة عن المهاجم الألماني اندريه شورله الذي بدأ في استعادة بريقه بعد أن غادر تشيلسي عائدا إلى بلاده لينضم إلى دي بروين في صفوف ذئاب الفولفي . ثم يأتي التحفظ الدفاعي المبالغ فيه ليثير علامات التعجب , حيث تطرف مورينيو كثيرا في تطبيق هذه الطريقة رغم امتلاكه لأسلحة هجومية وخيارات عديدة في بناء الهجمات , وواصل الاعتماد على التحفظ الدفاعي في جميع مبارياته تقريبا حتى في ظل نقص عددي في صفوف ضيفه الباريسي لم يتجرأ على الهجوم بشكل صريح يضمن له تسجيل هدفين وتأمين النتيجة, ولكنه بالغ وبالغ في الانكماش حتى جاءت الضربة التي أقصته خارج قطار دوري الأبطال , ولعلها تكون صفعة تدفعه لإعادة التفكير في هذا النهج السخيف الذي فشل في تطبيقه كما يجب . وفي النهاية فإن مورينيو لم يف بوعده فخلال الموسم الماضي , حيث صرح مورينيو قائلا : " من أراد التتويج بدوري الأبطال , فلابد أن يمتلك مهاجما من طراز رفيع قادر على تسجيل الأهداف وترجمة أنصاف الفرص , ولذلك قامت إدارة النادي اللندني بجلب الهداف الأسباني دييجو كوستا الذي خاض موسما خرافيا بقميص أتلتيكو مدريد وأصبح أحد أبرز المطلوبين في جميع الأندية الكبرى , كما جلب مورينيو صانع ألعاب أسباني أيضا لكي يمد كوستا بالتمريرات الحاسمة وهو سيسك فابريجاس . ولكن رغم قدوم هذا الثنائي فإن الرجل رغم تصدره جدول البريمييرليج عن جدارة , وتتويجهبلقب كأس الرابطة منذ أيام قليلة , ولكن الهدف الأهم الذي يحلم عشاق البلوز بتحقيقه ويريده الملياردير الروسي ابراموفيتش وهو الفوز بدوري الأبطال ضاع وتبخر وأخفق مورينيو في الحفاظ عليه ويتحمل مورنينيو وحده المسئولية عن ذلك.