يتوجه 44 مليون ناخب فرنسى إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية بين مرشح الحزب اليمينى الحاكم نيكولا ساركوزى والمرشحة الاشتراكية اليسارية سيجولين روايال ، وهذه الانتخابات كما يراها المحللون الأهم على الإطلاق منذ قيام الجمهورية الخامسة عام 1958 على يد الجنرال شارل ديجول ، وأن هذه الجولة ستحدد الفائز برئاسة فرنسا ، ومن ثم يتحدد التوجه الفرنسى القادم أو شكل فرنسا ما بعد جاك شيراك ، وكان المرشحان قد حصلا على أعلى نسبة من الأصوات فى الجولة الأولى ، حيث تصدرها ساركوزى بنسبة 31.2% ، فى حين حصلت روايال على 25.8% من الأصوات . ويتوقع المراقبون أن تشهد هذه الانتخابات نسبة تصويت من الشباب غير مسبوقة فى تاريخ فرنسا السياسى " 81% " وهو الذى اعتاد من قبل على تسجيل أعلى معدلات المقاطعة والسبب فى ذلك التحول يرجع إلى أن الشباب اكتشفوا أخيراً قوتهم التصويتية ووزنهم فى السياسة الفرنسية بعد المظاهرات الضخمة التى شاركوا فيها فى العام الماضى وأرغمت حكومة دوفيلبان على التراجع عن مشروع قانون عقد الوظيفة الأولى لمن هم دون السادسة والعشرين من العمر ، بالإضافة إلى أزمة الضواحى غير المسبوقة التى دفعت أعداد كبيرة من سكان المناطق التى تضم غالبية منحدرة من أصول مهاجرة على التسجيل فى اللوائح الانتخابية لإثبات حقهم فى التصويت . وقبل ساعات قليلة من فتح مراكز الاقتراع فى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية غداً تتوقع استطلاعات الرأى فوز مرشح حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية الحاكم نيكولا ساركوزى بالانتخابات الرئاسية على حساب منافسته سيجولين روايال مرشحة الحزب الاشتراكى المعارضة ، وكشف استطلاع للرأى أجرته مؤسسة " تى . إن . إس سرفيس " غداة المناظرة التليفزيونية بين المرشحين والتى استمرت ساعتين و 40 دقيقة أن ساركوزى سيحصل على 55% من أصوات الناخبين مقابل 45 لروايال ، وأفاد استطلاع آخر أجرته مؤسسة " سى . إس . إيه سيسكو" لحساب صحيفة " لوباريزيان " ومحطة تليفزيون " تيلى – 1 " أن ساركوزى سيفوز بنسبة 53% من الأصوات مقابل 47% لروايال ، جاء ذلك بينما حذرت تقارير فرنسية من احتمال اندلاع أعمال شغب فى الضواحى الفرنسية إذا نجح المرشح اليمينى ساركوزى فى الوصول إلى كرسى الرئاسة الفرنسية . وكانت آخر استطلاعات الرأى الفرنسية التى سبقت المناظرة الشهيرة بين ساركوزى وروايال قد رجحت فوز ساركوزى بمنصب الرئاسة بنسبة 52% من الأصوات مقابل 48% لمنافسته الاشتراكية ، وأرجع الاستطلاع التقدم الطفيف الذى أحرزته روايال بنقطة واحدة إلى الجهود الحثيثة التى بذلتها لاستقطاب ناخبى الوسط ، ويشير 59% من الناخبين الفرنسيين المسجلين إلى أن المرشح اليمينى يتمتع بصفات رئيس الجمهورية ، فى حين أعتبره 55% إن روايال تتفهم هموم الناس و 60% وصفوها بأنها الأقرب للناس ، كما أشار الاستطلاع إلى أن المرشحين سيتقاسمان أصوات مرشح الوسط " فرانسوا بايرو" بينما ستذهب أصوات اليمينى المتطرف " جان مارى لوبان" إلى ساركوزى . وقد أشارت أوساط رئاسية فرنسية إلى أن الرئيس المنتهية ولايته شيراك والذى مكث فى الحكم 12 عاما قدم دعمه فى الجولة الثانية للانتخابات للمرشح اليمينى نيكولا ساركوزى لدى استقباله فى قصر الأليزيه ، وقد دعا أربعة مرشحين من اليسار المتطرف ومرشحة حزب الخضر الذين جمعوا حوالى 11% من الأصوات فى الجولة الأولى ناخبيهم إلى التصويت لصالح روايال فى الدورة الثانية ، ولا يضمن التقدم فى الجولة الأولى حسم المعركة بصورة نهائية ، فمن بين آخر خمسة انتخابات رئاسية خسر الفائز فى الجولة الأولى جولة الإعادة مرتين فى عامى 1974 و 1995 . ويحاول المرشح اليمينى ساركوزى ومنافسته روايال تركيز جهودهما على نيل أصوات تيار الوسط الفرنسى وأن اختلف الأسلوب بتوجه روايال نحو إجراء تحالف مع مرشح الوسط الفرنسى فرانسوا بايرو وتركيز ساركوزى على ناخبى الوسط مستبعداً إبرام اتفاق مع بايرو الذى حل ثالثاً فى الجولة الأولى بنسبة 18.75% من الأصوات " 6.8 " مليون صوت ، مؤكداً رفضه القيام بما وصفه بالمساومات السياسية على حساب معتقداته ، وقد أكد ساركوزى " 52 عاماً " أنه يريد جمع الشعب الفرنسى وراء حلم فرنسى جديد فى حين وعدت روايال " 53 عاماً " ، والتى أصبحت أول امرأة فى تاريخ فرنسا تنافس على منصب الرئاسة بمواصلة معركة التغيير حتى تنهض فرنسا ، وقد رأى غالبية المراقبين والعامة أن المناظرة الأخيرة التى جرت بينهما فى الثانى من مايو الحالى كانت متعادلة وأن كل مرشح حاول ونجح فى أن يغير الصورة التى انطبعت فى الأذهان عنه . فى النهاية سيكون الشعب الفرنسى هو صاحب الكلمة العليا غداً فى هذه الانتخابات بالرغم حسب رأى المحللين أنه سيبقى موزعاً بين خيارين .. خيار يرى فى سيجولين روايال الفرصة لرفع المعاناة وتحقيق نوع من العدالة المفقودة .. وخيار آخر يرى فى ساركوزى الفرصة لإصلاح ما أفسده الدهر ويعود بفرنسا لكامل قوتها ومكانتها الاقتصادية قبل فوات الأوان . 5/5/2007