قال خبراء الاقتصاد ان الجنيه المصري يعيش حاليًا أوضاع لا يحسد عليها بعد هبوطه إلى أدنى مستوياته منذ ما يزيد على ست سنوات أمام الدولار الأمريكي، وسط توقعات بمواصلته الانخفاض مستقبلاً بسبب تداعيات الاحتجاجات والأزمة السياسية الحالية على عائدات السياحة وقناة السويس والاستثمارات الأجنبية الوافدة إلى مصر. وتوقع بنك "بي أن بي باريبا" الفرنسي، في دراسة جديدة، انخفاض الجنيه المصري، مرجحاً أن تحدث تصفية ضخمة لسندات الخزينة عند عودة العمل بالسوق الأحد القادم ، وفي حال وصول التصفية للمعدلات التي شهدتها إبان الأزمة المالية العالمية، فقد يهوي الجنيه لمستوي 6.10 جنيه للدولار بحسب بوابة الاهرام الالكترونية. ورجح أحمد النجار، محلل مالي، أن يشهد الجنيه المصري انخفاضًا عنيفًا مع بداية عمل الجهاز المصرفي الأحد القادم في ظل غياب الرؤية للمستقبل السياسي والاقتصادي بمصر، فضلاً عن التحويلات الكبيرة التي ستجريها المؤسسات الأجنبية العاملة بمصر، سواء العاملة بالاستثمار الأجنبي المباشر أو غير المباشر. وقال الدكتور أشرف حنا، أستاذ المالية العامة بالجامعة الأمريكية، إن المؤشرات الاقتصادية توضح أن الجنيه المصري فقد قيمته ، وأضاف :" المركزي" لديه احتياطات تقدر ب 36 مليار دولار، ولابد له من ضخ جزء منها لإحداث توزان في سعر الجنيه أمام العملات الأجنبية خصوصا أنه في ظل الأزمة السياسية، وعدم وجود إنتاج كافٍ سنضطر لاستيراد احتياجات لم تكن بالحسبان، وبالتالي سيزيد الضغط على العملات الأجنبية. ووافقه في الرأي محمد الأبيض، رئيس شعبة الصرافة بالغرفة التجارية ورئيس مجلس إدارة شركة "الأبيض للصرافة"، الذي قال إن شركات الصرافة أغلقت أبوابها منذ السبت الماضي بسبب عدم الاستقرار والأحداث المتلاحقة التي نعيشها. وأوضح الأبيض أن الدولار أغلق في آخر أيام التعاملات عند 5.87 جنيه ، ولا يمكن توقع سعره الأسبوع المقبل، مضيفًا: عودة الجنيه يحددها الاستقرار السياسي، ويجب أن يكون هناك حالة حذر في التعاملات إلى حين استقرار الأوضاع. وقال أحمد آدم، الخبير المصرفي انه رغم ارتفاع دخل قناة السويس إلا أن هناك احتمالات في انخفاص حصيلتها بما سيؤثر أيضا على ميزان الدفوعات ولفت آدم إلى التحويلات التي خرجت من البورصة، ووجود احتمالات بأن البورصة لن تصبح عنصر جذب للاستثمارات الأجنبية خلال الفترة القادمة مما سيؤثر أيضًا على موارد النقد الاجنبية وسيزيد من انخفاض سعر صرف الجنيه أمام الدولار.