قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات إن جميع الوثائق التي نشرتها الجزيرة عن تازل الفلسطينيين عن القدس مزوَّرة ،ولا يعلم من يقف وراء تزويرها. وأعرب عريقات، في حديث خاص مع إذاعة صوت إسرائيل باللغة العربية الاثنين ، عن استعداد السلطة لنشر وثائقها وأرشيفها الخاص بملفات المفاوضات مع إسرائيل لتوضيح المواقف للرأي العام الفلسطيني والعربي. وقالت قناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية انها حصلت على 1600 وثيقة تغطي اكثر من عشر سنوات من محادثات السلام السرية بين الفلسطينيين والاسرائيليين وقد أظهرت الوثائق أن المفاوضين الفلسطينيين، أبلغوا إسرائيل سرًا أن بإمكانها الاحتفاظ بمساحات شاسعة من القدسالشرقيةالمحتلة، وتشير تلك الوثائق إلى أن الفلسطينيين عرضوا تنازلات أكبر بكثير مما تمَّ الكشف عنه سابقًا. ولم تنشر الجزيرة سوى بضع وثائق من بينها نصوص مفاوضات وتقول انها ستنشر المزيد من التسريبات في الايام القادمة لتلقي الضوء على عملية السلام التي تكون مشحونة عادة. وجاء فى الوثائق أنه فى 15 يونيو حزيران 2008 فى اجتماع في القدس مع كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية انذاك وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية في ذلك الوقت واحمد قريع رئيس الوزراء السابق في السلطة الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قال قريع: "اقترحنا أن تضم اسرائيل كل المستوطنات في القدس ما عدا جبل أبوغنيم (هار حوما)... هذه أول مرة في التاريخ نقدم فيها مقترحا كهذا... لا نستطيع أن نقبل ضم مستوطنات معاليه ادوميم وارييل وجبعات زئيف وافرات وهار حوما. "أعتقد أننا اذا وافقنا على المبدأ فاننا نستطيع خلال ثلاثة ايام التوصل الى اتفاق على قضايا الحدود والارض." وفى اكتوبر تشرين الاول 2009 قالت الجزيرة ان عريقات اقترح ايضا تقسيم المدينة القديمة بالقدس على أن يحتفظ الاسرائيليون بالسيطرة على الحي اليهودي و"جزء من الحي الارمني." كما ادعت أن عريقات قال : "ما هو وارد في الورقة يعطيكم (الاسرائيليين) اكبر اورشاليم في التاريخ اليهودي وعودة عدد رمزي من اللاجئين ودولة منزوعة السلاح... ماذا أستطيع أن أعطيكم اكثر من هذا؟." "(رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو يقول ان القدسالشرقية مجرد حي مثل تل أبيب وبالتالي فان البناء فيها مسألة عادية... سيقضي ذلك على (الرئيس الفلسطيني محمود عباس). المشكلة مع جميع الادارات الامريكية أنها أساءت تقدير أهمية القدس بالنسبة للفلسطينيين وللسياسة الداخلية الفلسطينية. "مصداقيتنا على الارض لم تنخفض الى هذا الحد قط. المسألة الان تتعلق بالاستمرارية. هناك حركة حماس والصورة الاكبر في المنطقة." ولا يشير الاسرائيليون في اي مرحلة من المراحل الى أنهم يمكن أن يقبلوا هذا العرض. بل ان احدى الوثائق تتحدث عما عرضه رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود أولمرت فيما يبدو على عباس. وفى اغسطس اب 2008 - "تضم اسرائيل 6.8 % من الضفة الغربية بما في ذلك أربع كتل استيطانية رئيسية هي جوش عتصيون ومعاليه ادوميم وجفعات زئيف وارييل الى جانب جميع مستوطنات القدسالشرقية (بما فيها هار حوما) مقابل ما يساوي 5.5 في المئة من الاراضي الاسرائيلية." "بالنسبة للاجئين ستعترف اسرائيل "بمعاناة" اللاجئين لكنها لن تتحمل المسؤولية عنها... اسرائيل ستستقبل الف لاجيء في العام لمدة خمسة أعوام "لاسباب انسانية" وستسهم في تعويض اللاجئين بناء على معاناتهم." وفضلا عن قضايا السلام الرئيسية تظهر النصوص أن هناك مسائل أخرى مثل قضية مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها اسرائيل عام 1967 . 21وفى مايو ايار 2008 - قالت ليفني ان اسرائيل "ستتخلى عن الجولان" في اطار محادثات السلام السرية مع سوريا التي كانت جارية انذاك. وقالت ليفني انه كنتيجة لفقد المرتفعات سيحتاج الاسرائيليون الى بعض الاراضي من الفلسطينيين. رد قريع قائلا "نعم ستجعلوننا ندفع الثمن." وانتهت محادثات السلام مع سوريا دون التوصل الى اتفاق.